مليشيا الحوثي ستجنح للسلام وتعلن الاعتراف بالشرعية ، يأتي هذا بعد وصولهم الى قناعة واقعية بالهزيمة وعدم قدرتهم على مواجهة قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية ، إضافة الى تصاعد الخلافات داخل قيادات الجماعة وتضاؤل الدعم الشعبي وبداية تفسخ الشراكة مع شريك المليشيا علي صالح ، كل المؤشرات تدل على ان الوضع ليس بصالح المليشيا ولهذا ليس امامها الا الاعتراف بالشرعية والجنوح للسلم ، الجنوح هذا ليس قرار بيد المليشيا وانما بتوجيهات خارجية من ايران لإنقاذ المليشيا من الاستئصال المتوقع .. مليشيا الحوثي ستتعامل مع السعودية والسلطة الشرعية بموجب مبدأ " التقية " في المذهب الاثنى عشري ، بمعنى انهم سيظهرون الالتزام لإخفاء نواياهم وانشطتهم لتجديد مسيرتهم الشيطانية للعلم على تناسلها من جديد لإعادة الحركة الحوثية كقوة من جديد بعد ان دمر اغلبها بسبب عاصفة الحزم .. بدأ بعض قادة المليشيا بشن هجوم على #ايران وقد يزداد هذا الهجوم مع الأيام القادمة وهو بالطبع هجوم للتمويه وليس حقيقي لان ايران تسكن في قلوب وعقول قادة المليشيا خاصة الذين تربوا على منهجها الفكري المذهبي في لبنان وقم وصعده خلال السنوات الماضية .. موقف المليشيا سيتحول من خلال خطاب اعلامي مرتب يوحي بتذمر المليشيا من ايران وانهم سيتخلون عنها وهذا ليس تخلي سواء من جانب ايران العكس ، الحقيقة ان ايران هي من رتبة لهم هذا الموقف لمحاولة انقاذهم من العاصفة بهدف الإبقاء عليهم وعلى قيادتهم من اجل تناسلهم مستقبلا للعودة الى مسرح الحياة كقوة كبيرة اكبر ربما من الوضع الذي وصلت اليه قبل العاصفة .. سنرى الكثير من قياداتهم يلتحقون بالشرعية ويؤمنون بها بل سيذهبون ابعد من ذلك ، سيذهب عبدالملك الحوثي لاعلان الولاء والطاعة عند اقدام الملك السعودي ، وسيعملون على طمأنة السعودية وحماية حدودها وهذا لم يأتي من فراغ وانما بقوة السلاح واقتراب قوات التحالف من السيطرة على مناطق المليشيا صعده التي تعتبر اكبر مركز لتواجد الجماعة في اليمن .. في الأيام القادمة سنرى تغير المواقف وتبدلها والذهاب شمالا باتجاه ما كانوا يطلقون عليه بلاد العدوان ومملكة ال سلول ، واعلانهم الانصياع ، قادتهم الان يقولوا انهم لن يديروا ظهورهم لاي تفاهمات تفضي الى وقف العدوان على اليمن ، وهذا مؤشر على اتخاذ ايران قرار بالدفع بالجماعة لاعلان سلام مع المملكة العربية السعودية قبل ان تصل قوات الشرعية والتحالف الى جغرافية الجماعة بهدف بقاء الجماعة كذرية قابلة للتناسل .. الحوثي مهووس بالحكم ونظرية الحق الإلهي ، لهذا لن يتوقف عن العمل لاجل هذا الهوس وهي حالة متلازمة عند الشيعة منذ مئات العقود من الزمن ، ستظل هذه المتلازمة المرضية تدفع به الى العمل تحت مختلف الظروف السياسية وتحت بيئات مختلفة وعناوين كثيرة من اجل احياء الفكرة بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه مقابل هذا ، لان الثمن من وجهة نظر قادة الحوثي هي دماء من خارج العائلة وتحديدا من المغرر بهم كما فعل خلال الحروب الست والحرب الحالية .. الجهل سيظل المرتكز الأساسي الذي تستند اليه جماعة الحوثي وهذا مايجب على السلطة الحالية والسلطات القادمة الانتباه له ، القضاء على الجهل هو السلاح الكفيل بمواجهة هذه الفكرة وهذه الجماعة وسحب البساط من تحت اقدامها ، للقضاء على هذا الفكر يجب تعزيز الجبهة الثقافية وتسليحها بكافة انواع الأسلحة المطلوبة .. مواجهة جماعة الحوثي بالسلاح غير كافية لان العمل المسلح لايمكن له القضاء على الفكرة ، والقضاء على الفكرة واقتلاعها لابد ان يتم من خلال مشروع فكري قوي بوسائل مختلفة وحديثة مدعومة من السلطة وتنفذ عبر برامج مجتمعية بواسطة مكونات فكرية وثقافية وإعلامية وتربوية .. يجب على السلطة ان تكون حذرة في التعاطي مع مواقف المليشيا التي ستتبلور خلال الأيام القادمة وعليها ان تعرف جيدا ان هذه المواقف هي بتوجيه من ايران وملالي ايران وانها عبارة عن مواقف لامتصاص مرحلة الحسم التي وصل اليها التحالف العربي بقيادة السعودية والتي ستفضي الى السيطرة على جغرافية الجماعة لان ايران تدرك ان السيطرة على الجغرافيا سيقضي على تواجد قيادات الجماعة والسيطرة على مراكزهم التي يعملون من خلالها ، لهذا ستدفع ايران بأنصارها في اليمن للتماشي مع المرحلة لامتصاص عملية السيطرة .. على الدولة ان تركز على المجتمع الحاضن للمليشيا والذي يعتبر بيئة خصبة لنشر افكارها وبذر سمومها مستغلة حالة الجهل وضعف الجانب التعليمي وخلو تلك المناطق من المؤسسات الفكرية وغياب الدولة وحالة الفقر التي تعاني منها تلك المناطق وخاصة مناطق صعدة وحجة وعمران وذمار وغيرها من المناطق .. يجب على الدولة ان تتواجد بمؤسساتها الفكرية والخدمية وان تكون هي الحاضنة لهذه المناطق لان غياب الدولة وعدم تواجدها بالصورة المطلوبة هو الذي شجع المليشيا ان تكون هي البديل وقد تواجدت في مناطق كثيرة خلال السنوات الماضية وتسللت ايران عبر جمعيات خيرية الى مناطق الشمال خاصة بعد ان قامت دول الخليج بإغلاق الأبواب امام اليمنيين وتضييق الخناق على الشعب اليمني وكان البديل هو ايران ، هذا الجانب أيضا يجب على الاشقاء حل هذه المشكلة من خلال دمج اليمن بمنظومة مجلس التعاون الخليجي لان اليمن هي البوابة الجنوبية التي تتسلل منها ايران وضم اليمن للخليج سينهي القابلية للتواجد الإيراني ، لان الفقر هو سلاح التواجد الإيراني والبيئة الخصبة لنشر مشروعها .. ذهاب الحوثيين للسعودية وإعلان تأييدهم للشرعية لن ولم يكون الهدف منه الالتزام بالتعايش واحلال السلام وانما هو مرحلة مؤقتة للاستعداد من جديد لخوض جولة صراع مع المجتمع اليمني ومع السعودية ، لان ايران لم يبتر ذراعها القوي في المنطقة المتمثل ب حزبالة اللبناني الذي يعتبر المغذي لكل المليشيا الإرهابية الموالية لإيران ، وبدون بتر هذا الذراع فالخطر على اليمن والخليج والعرب قائم مازال هذا الحزب قائم ولم تصل اليه عاصفة حزم عربية جديدة .. السلام المؤقت في اليمن سيكون ثمرة بالنسبة لإيران وادواتها لان مليشيا الحوثي ستقوم بإرسال الالاف من عناصرها للتدريب في العراقوسورياولبنان وستعود لليمن محملة بكل أفكار القبح المذهبي والطائفي ، من الخطأ الاعتقاد ان الحوثي سيجنح للسلام ، بل سيستغل هذه المرحلة لبناء كوادر المليشيا خارج اليمن وتدريبهم في المؤسسات الإيرانية العسكرية والفكرية والسياسية في الدول الموالية لها ( لبنان ، سوريا ، العراق ) وهذا ما يجب على التحالف الانتباه له وكذلك السلطة الشرعية وان كان الامل عليها ضعيفا ..