ماذا أقول عنك يا أماه ؟؟ فالمشاعر تعجز و الكلمات تقصر ؛ أن تفيك بعض البعض من حقك.. فكيف يحويك يوم واحد ؟! وأنت تسهرين الليالي الطوال, تتحسسين رأسي و الأصابع و الأقدام, وعيناك يا أماه ضارعتان بالدمع للسماء أن يشفي الله وليدك و يخفف عنه العناء.. كم حاولتِ تخفين تلك الدموع , لكنك ما استطعت ؛ فوجهك الحزين الكالح , و صوتك المتهدج يفضحانك مرارا, و يكشفان ما يعتمل بين جوانحك .. فهل يكفي يوم واحد يا أماه ؟؟!! عامان من الحمل و الرضاعة , و أعوام من التربية والرعاية.. وعمر تقضينه راضية مسرورة تغسلين فيه همومنا و تتحملين فيه كل شقاوتنا و مراحل أعمارنا التي تنبت أمام عينيك مذ كنا في المهد صغارا , بل مذ كان لنا بطنك دارا , ننبت أمامك كنبتة تتعهدينها بالعطف و الدفء و الحنان.. فأي ثمن بخس هذا يا أماه ؟؟!! يوم واحد مقابل كل هذا ؟؟!! فما أقسى قلوبهم أمام قلبك العامر بالمحبة !! و ما أجف مشاعرهم !! تجاه موسوعة لا تنتهي , ومعين لا ينضب من المشاعر الفياضة التي لو وزعت على العالم كله لفاضت و بقي منها الكثير .. اختزلوا كل تلك المشاعر العطرة الدافئة في يوم واحد , قالوا عنه عيد الأم.. أيكفي هذا يا أماه ؟؟ لا والله و ألف لا .. سنظل نحن يا أماه نرتع تحت جنان أقدامك و نستظل برضاك عنا أبدا ماحيينا .. و يكفيك فخرا يا أماه أن الجنة – مهوى الأفئدة - تحت أقدامك , وأن الرسول صلى الله عليه وسلم - في معرض رده على السائل الذي قال : من أحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ - كان يقول مرددا ومجيبا على أسئلته الثلاثة الأولى : ( أمك.... ثم أمك ... ثم أمك...) و مهما كبرنا يا أماه وصرنا رجالا و شخنا .. سنظل نحن الرجال الكبار أطفال أمهاتنا .. فتحية لك يا أمي كل يوم وقد قال شاعر : العَيْشُ مَاضٍ فَأَكْرِمْ وَالِدَيْكَ بِهِ * * والأُمُّ أَوْلَى بِإِكْرَامٍ وَإِحْسَانِ