اي متابع لمشتريات الاسلحة للجيوش العربية سيصاب بالصدمة والذهول جراء التسابق المحموم في اقتناء وشراء الاسلحة وفي المجمل تعد منطقة الشرق الاوسط أكثر مناطق العالم تكديسا للأسلحة بمختلف انواعها ومسمياتها فدول الخليج وحدها في المتوسط تعقد صفقات اسلحة مع الولاياتالمتحدةالامريكية لوحدها تصل الى 33 مليار دولار وضعفي هذا الرقم تقريبا لبقية الدول العربية من مشتريات الاسلحة من بقية الدول المصدرة للسلاح وبحسب احصائيات مشتريات الانفاق العسكري للجيوش العربية بحسب معهد دراسات امريكي قال انه يتجاوز 100 مليار دولار امريكي وهو أمر يجعل من تكدس هذه الاسلحة مدعاة لكثير من الحروب والتوترات . وثانيا ان هذه الصفقات تأتي علي حساب البنى التحتية والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية و معدلات هذه الخدمات في الوطن العربي خجولة بل ومخزية كون موقع بلداننا العربية في خارطة التصنيفات والمراتب في هذه المناحي تحتل ذيل القائمة ناهيك عن مستوي التنمية البشرية في العالم العربي لا يختلف كثيرا عن أفقر بلدان افريقيا وهكذا فترسانات هذه الاسلحة ونظرية بناء الجيوش العربية تقوم على أساس حماية كرسي الحاكم واداته لتهديد شعبه او بلد الجار القريب منه . ومنها أي هذه الاسلحة ما يباع خردة حديد أو اعادة بيعه بثمن بخس لدول أفقر أو تسريبه لمنظمات وجهات قد تستخدمه ضد هذا القطر العربي أو ذاك . كما ان الحالة الليبية واليمنية صنعت مليشيات وامراء حرب جراء نهب اسلحة الجيش أو بالأصح تقاسم الجيش وتحويله لمليشيات تحول دون استقرار الأوضاع وبسط سيطرة الدولة . ومن كل ما ذكرناه سلفا فان استثمار نصف أو حتى ربع هذه المليارات في التنمية البشرية وبناء الانسان كفيل بالقضاء على كل مشاكل الانسان العربي من محيطه الي خليجه في اقل من خمس سنوات كما تؤكد عليه مراكز دراسات عربية وعالمية متخصصة . وعليه مالم يفيق هذا العقل العربي من غيه وسباته العميق ويعيد رسم سياساته باتجاه تنمية الانسان اولا ومن ثم المجتمعات العربية فالطوفان قادم وليعلم العرب انهم صاروا ليس مشكلة لأنفسهم بل وللمسلمين وربما للعالم من خلال منتجات الصراعات والتطرف والتجهيل واتساع رقعة الأمية والفقر وتدني تعليم الفتاة وتناقص اعداد الملتحقين بالتعليم في المجتمعات العربية واشغال الانسان العربي باستجرار ماضيه بتاريخ مزور ومغالطات جد مفضوحة لكل ذي عقل ول.