صدر مؤخراً كتاب "سالم أحمد بامدهف..عبقرية الفن والموسيقى" لمؤلفه الصحافي "جميل محسن" المحرر في جريدة "البيان" الإماراتية، حيث كتب الدكتور "عمر عبد العزيز" مقدمته التي أثنى فيها على هذا الجهد المميز ومرجعياته التوثيقية عن الفنان "سالم بامدهف" الذي شارك في النهضة الفنية العدنية الحديثة. ويتحدث المؤلف في كتابه، الذي يخلو من الإشارة إلى دار النشر الذي طبعته، عن ذكريات الفنان التي أختلط فيها الحزن بالفرح والابتسامة بالبكاء، وفي كل محطة من هذه المحطات ألف ذكرى وذكرى، وهي ذكريات غنائية كما يؤكد المؤلف، منتقلاً إلى الحديث عن الأغنية اليمنية التي تعتبر رافداً أساسياً للموسيقى في منطقة الخليج والجزيرة العربية، وقد برز الفنان "بامدهف" موضوع الكتاب، من بين نخبة من الموسيقيين البارزين، أمثال: محمد مرشد ناجي، ومحمد سعد عبد الله، وأحمد بن أحمد قاسم.
وقد قسّم المؤلف كتابه إلى فصول صغيرة تحت عناوين شعرية، مثل: أضاء، حكاية حارة، أوراق قديمة، شريط الذكريات، التألق الموسيقي، ميلاد أول لحن، حكايات لها ألحان، أحداث لا تنسى، بأقلامهم، حوارات من الأمس، أغان وأشعار، والبوم صور.
يذكر الكتاب أن الفنان "سالم أحمد بامدهف" أتحف الأغنية العربية بألحان متميزة ذات نكهة خاصة في أغنية عدن الطويلة، التي امتزجت مع الشعر وتشابكت مع تفاصيل الحياة العدنية، فقد أبدع في أول ألحانه عام 1948م، وكانت أغانيه تبث عبر أثير إذاعة عدن في أول انطلاقتها عام 1954م، فيرسم ألحانه في أذهان المستمعين، فتصبح جزءاً من ذاكرة الغناء العدني، لينقل تلك الألحان إلى العالم العربي فيما بعد، بأغنيات تمزج بين الدموع والفرح وروح الرومانسية، ولعل إشرافه على المكتبة الغنائية في الإذاعة والتلفزيون، وضعه أمام مسؤولياته تجاه تقديم الأغنية العدنية الهادفة، فهو مهندسها البارع بلا منازع.
لا يكتفي مؤلف الكتاب بالإضاءة على حياة الفنان "بامدهف" بل يغنيه بآراء نخبة من بعض زملائه ليكون رؤية مشتركة للفنان المبدع، الذي اتفقت جميع الآراء على إبداعاته الغنائية وتأثيراته العربية، وهؤلاء الزملاء هم: عصام خليدي، ومختار مقطري، وجمال العمدة، وعمر مكرم، الذين يتفقون على صوت الفنان الدافئ الذي ملأ أسماع وقلوب الجماهير اليمنية عشقاً وهوى.
وهذه الآراء على اختلافها أثرت الكتاب، من خلال تشابك الرؤية الفنية وتقاطعاتها مع جماليات موسيقاه، التي أسست لتذوق مرهف لفنان عدن، الذي منحها ذلك اللحن الذي لا يُنسى.
كما أن نشر بعض الحوارات التي تمتد بين 1962م و2007م، جسدت بعض ذكرياته الجميلة والمؤلمة في آن واحد.