لم يعد لدينا خيار سوى أن نعبر الطريق ،ونصل إلى الهدف ،الذي يسعى إلى تحقيقه شعب الجنوب ؛ ولكن علينا أن نحسب حساب ألا نصل اليه ألا بعد أن نفقد ثلث ابناء الجنوب .لان كل ما يحصل اليوم في الجنوب من قتل وتدمير واغتيالات وفتن كلها محاولات عرقلة المسير نحو الهدف السامي لشعب الجنوب المتمثل في " الحرية والكرامة واستعادة الدوله الجنوبيه " ،خصوصا عملية قتل ابناء الصبيحة العزل في طريق احور فالهدف منها احياء الثارات القبلية والصراعات وزرع التفرقه بين ابناء الجنوب ..فالجنوب أصبح على المحك .خاصة وإن قوى التمرد والإرهاب التقت مصالحها بعد تحرير الجنوب ، كما التقت من سابق في صيف عام 1994 الأمر الذي يستدعي أستنفارا شعبيا وامنيا في الجنوب ،حتى لا تصبح الجنوب لقمة تتقاسمها الخلافه والإمامة على نخب دماء الجنوبيين .. فإذا طعنت من الخلف في الجنوب بعد التحرير خصوصا في مثل هذه الايام فأعلم أنك في المقدمه وإنك على حق وإنك صاحب موقف لا يلين .لهذا لا ينبغي أن نعتقد أن الجنوب قد تحرر بعد النصر الذي حققته المقاومه الجنوبيه المسنودة من دول التحالف العربي بقيادة السعودية على مليشيات الحوافيش ،أو إن الجنوب قد عاد إلى سابق عهده .سوف يستمر أعداء الجنوب في السعي إلى الالتفاف على هذه المكاسب ،وتفريغها من مضمونها .فخصمنا ليس بالعدو السهل .وهو ليس طرفا واحدا ،وإنما أطراف تكالبت علينا بسبب ما أظهرناه في المراحل السابقه من انقسام وضعف وتباين في الرأي والرؤية ،لم يعوّض عنه سوى استعداد شعبنا الهائل للتضحية .أما الآن ،فينبغي أن تكون الوحدة والثقة والتعاون والعمل كفريق بين كل أبناء الجنوب وأنصاره ،مقاتلين وناشطين ،أساس عملنا ،وأن تحل النصيحة والنقد البناء محل التشهير والتجريح والشماتة التي سيطرت على سلوك كثيرين منا في السنوات الماضيه ،فإذا بقينا موحدين ،سننتصر مهما كانت قوة خصومنا ،لأن قضيتنا عادله ،وهم محتلون ومعتدون ومتحولون دمويون .ولن نكون موحدين ما لم تتغلب روح الثقه التي تجمع بيننا على روح الشك والمناكفة والمخاصمة التي فرقتنا عقودا طويلة سابقه .. ولهذا على دول التحالف العربي بقيادة السعودية والمنظمة الدوليه الراعيه لمفاوضات الكويتاليمنية الدفع نحو إيجاد صيغه جديدة تؤمن التعايش بين اليمنيين حسب الوقائع على الارض ،والظروف التي تمر بها المنطقه .كما على اليمنيين المشاركين في هذه المفاوضات ،سرعة البحث عن هذه الصيغه الجديدة حتى لو كانت هذه الصيغة لا علاقة لها من قريب أو بعيد لا بالوحدة ولا بدولتي الشمال والجنوب السابقتين ،التي كانت قبل تحقيق الوحدة في عام 1990 .لان يمن ما بعد 2011 ليس يمن ما قبل 2011 ،وكذلك هو الجنوب اليوم .. حيث إن السلام والمصالحة الإنسانية والوطنية في اليمن لا يمكن أن يعودا من دون معالجة آثار حرب صيف عام 1994 على الجنوب والحروب الست على صعدة ،وكذلك الأسباب التي أدت إلى دخول اليمن في هذه الأزمة والحرب ،ومساءلة أحد عن هذا الحرب والدمار . فكما أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بالتوصل إلى تسوياتٍ مذلة تحددها الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، تتجاهل مصالح الشعب اليمني وتطلعاته وحقوقه ،ومشروع بناء الدولة المدنيه الديمقراطيه الحديثه ،وايضا حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره والذي لن تأتي بالتمنيات بل بالتضحيات ، كذلك لا يمكن للسلام الأهلي في اليمن أن يتحقق إذا أصرّت الدول الراعيه لمفاوضات الكويت على تجاهل مبادئ المساءلة والعدالة وتطبيق القانون ،وتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 بشأن اليمن ،وكذلك حل القضية الجنوبية حلا عادلا . لان هذه الأمور هي مفتاح الحل والسلام الاهلي في اليمن ، كما إنّ اليمن الفيدرالي الاتحادي المنضم إلى مجلس التعاون الخليجي هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن ينهي محنة الحرب، ويضعها على طريق التفاهم والتعاون والازدهار .