عرفت وتعرف مديريتي خنفر وزنجبار بكونهما اهم وابرز مديريات ابين في الجانب الزراعي وتحوي مناطق هاتان المديريتان على اكبر مساحة زراعية جزء كبير منها غير مستصلح وتستفيد الاراضي الزراعية الواقعة في مناطق وقرى ومدن خنفر و زنجبار من كميات السيول المتدفقة غالبا في موسم الصيف من واديي بنا وحسان وجزء كبير من كميات السيول المتدفقة يذهب إلى البحر ولعل الحديث عن موضوع الري وشبكة الري في منطقة ما يعرف بالدلتا يجعلنا نقف هنا أمام ذكرى شبكة الري التي سمعنا ونسمع بها من كبار السن ممن عاصروا ومازالوا يتذكرون هذه الشبكة و الممتدة لكيلومترات في هاتان المديريتان وهي شبكة ري جرى تأسيسها و إنشائها ابان التواجد البريطاني في الجنوب ووجود السلطنتين الفضلية واليافعية قبل ما يزيد عن ستة او سبعة عقود و كانت هذه الشبكة ذائعة الصيت ولها مقومات ومكونات وإمكانيات وبرامج عمل مستمرة ومتواصلة بشكل يومي وايضا توجد لجنة زراعية شهيرة وفاعلة استطاعت أن تكون واحدة من معالم و أبرز ما تميزت به أبين وأن جئنا للحديث عن ما ذكرنا ربما نحتاج إلى شرح تفصيلي طويل وواسع جدا وهو ليس محور حديثنا هنا فمحور حديثنا هنا مختلف وان كان مرتبط ارتباط وثيق بشكل او باخر بما طرحنا . تدفقت وتتدفق سيول الخير منذ ايام على مناطق دلتا ابين ومع استبشار المواطنين والمزارعين بهذه السيول وري عشرات الآلاف من الافدنة الزراعية في مناطق الدلتا وغيرها الا أن هناك عددا من الأضرار الناتجة جراء هذه السيول فهناك عددا من القتلى والمفقودين وهناك قرى ومناطق محاصرة بالسيول وأخرى مهددة بالحصار والجرف وهناك أراضي جرفت وحواجز ترابية وعقم انتهت وهناك وهناك وهناك .. كل هذا ولم يوجد إلى يومنا هذا اي تدخل حكومي او من قبل الجهات والمنظمات الحقوقية والانسانية وهو شيء غريب ومؤلم ويدعو للحسرة والألم ولعلنا هنا نؤكد أن تدفق السيول متوقع خلال الفترة القادمة علما بأن السيول غالبا ما تتدفق في فصل الصيف وفصل لم يبدا بعد وأن جئنا إلى الحديث عن واقع وحال شبكة الري في دلتا ابين ومكونات وإمكانيات إدارات الري والزراعة في ابين اليوم فنقول باختصار الإمكانيات صفر أما واقع شبكة الري التي سبق التطرق إليها فحالها حدث ولا حرج واقع مأساوي وكارثي وتحتاج الى منظومة عمل متكامل وعملية تأهيل لمجرى السيول وتصفية مستمرة وعمل حواجز وعقم ترابية واسمنتية وإعادة تأهيل السدود وغير ذلك من الأمور الأخرى التي يفقهها ويعرفها كل مسؤول زراعي او حتى مزارع عادي في الماضي الجميل كان الجانب الزراعي وإدارات الجانب الزراعي تمتلك سيارات وحراثات وأدوات ومواد يعني كل شيء دون استثناء أما اليوم لا يوجد اي شيء يعني على البلاطة مثلما يقول المثل الشعبي .. يا سادة يا كرام ويامن تتتابعون وتشاهدون وتسمعون كل هذه الاسباب التي ذكرناها في هذا الحيز او تلك التي طرحناها في سلسلة سابقة من الاستطلاعات والتحقيقات والحوارات والأخبار طوال عدة سنوات في صحف ومواقع صحفية هي وغيرها ما طرح في هذا الحيز وماطرحه زملاء آخرون هي الأسباب الحقيقية والبارزة لهذه الاضرار والواقع الصعب والمؤلم للجانب الزراعي وجانب الري وأكرر هنا موسم تدفق السيول على مناطق الدلتا أبين وغيرها لم يبدأ بعد وأن لم يتم التحرك فورا لعمل المعالجات المطلوبة ضمن منظومة عمل متكاملة ربما تأتي سيول اكبر و أضرارا أكثر وهو ما ندعو به الله أن لا يحدث فواقع حال المواطن البسيط مؤلم ومحزن .. السيول واضرار السيول في أبين يا جهاتنا المختصة ويا منظمات انسانية وحقوقية ..نداء إلى الجهات المختصة الحكومية وغير الحكومية وكذا المنظمات الحقوقية والانسانية تدخلوا الآن وفورا دون تأخير وحقيقة لن أنسى أن أثمن واقدر دور وجهود الاخ /المهندس /جمال حلبوب -المدير الشاب لإدارة الري ابين على مواكبته ونزوله الميداني اثناء السيول مستخدما دراجة نارية "موتر سيكل " شاب يستحق كل تقدير واحترام علما بأنه أعد رؤية وبرنامج عمل متكامل في مجال اختصاصه لكن الواقع المعروف وعدم وجود أي إمكانيات او مقومات هو ما يعيق تنفيذ برنامج العمل وشكر وتقدير واحترام ايضا للأخ الدكتور الهيثمي مدير عام مكتب الزراعة أبين على جهوده و نزوله الميداني وشكر وتقدير واحترام لكل من ساهم ويساهم في نقل الأخبار والمناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية ولكل من يحب الخير لهذه المحافظة ونناشد نناشد بإعادة تشكيل لجنة زراعية مختصة في الدلتا تكون بمسمى "لجنة دلتا ابين الزراعية " تهتم وتختص بالجانب الزراعي ..قد لا تكون مثل اللجنة السابقة لكن لابأس ان تخطو أولى خطواتها وتكون اللبنة الأولى فهل يلقى ما طرحنا وطرحه اخرون آذان صاغية وضمائر حية وتوجهات ملموسة .. نتمنى ذلك .