لا تزال محافظة الضالع أولى المحافظات تحرراً من قبضة الميليشيا الانقلابية في 25 مايو من العام الماضي تعاني وضعا إنسانيا صعبا على كافة المستويات ، الامر الذي خلق حراك مجتمعي وإنساني نشيط لمواجهة تلك الاحتياجات الكبيرة لأهالي المحافظة الفقيرة . وأكد محافظ محافظة الضالع الاستاذ فضل الجعدي على الدور الكبير الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في مساندة الدولة في الإيفاء بالتزاماتها لمواطنيها خصوصا في مناطق الحروب والنزاعات ، ومشيرا الى الجهود التي قدمتها هذه المنظمات للتخفيف من معاناة المواطنين في الضالع ، سواء كانت محلية او دولية وتوجد في الضالع ما يقارب 500 مؤسسة وجمعية تعمل في المجال الخيري والإنساني حيث تتنوع أعمالها الانسانية مجالات عدة بدءا بحصر المتضررين وحجم الاحتياجات مرورا ببحث الدعم وتوفير الاحتياجات الاساسية للناس من غداء ودواء وإيواء وانتهاء بتنظيم توزيعها على المستفيدين ، حيث لا تزال هذه الجهود قائمة نتيجة عدم وصول التعهدات الخاصة بإعادة الاعمار والتعويضات التي تعهدت بها السلطة الشرعية بعدن او دول التحالف العربي . وبرز منذ بداية الحرب مكتب التنسيق الاغاثي بالمحافظة وقدم خدماته الانسانية كأول ائتلاف في البلاد حيث ضم في عضويته اكثر من 300 مؤسسة وجمعية خيرية في التسع المديريات لمحافظة الضالع . وقال انيس العطفي المدير التنفيذي للمكتب ان المكتب تم إنشاءه مطلع ابريل من العام الماضي ، ونجح في تحقيق الأهداف المرجوة من خلال توفير الاحتياجات الاساسية للناس ، منذ بداية الحرب كما استطاع من خلال مؤتمرات وحملات إعلامية على لفت أنظار الدول والمنظمات الانسانية ورجال الاعمال الى معاناة المحافظة اثناء الحرب وما رافق ذلك من حصار خانق في كل المجالات . وعلى الجانب الاخر تعمل مؤسسة تراحم الخيرية بمدينة الضالع بجهود شحيحة للتخفيف من وطأة الأمراض المزمنة التي تهدد حياة اهالي المحافظة خصوصا أمراض السرطان والكبد والفشل الكلوي . وقال بهاء محمد محسن المدير التنفيذي للمؤسسة ان عدد المصابين بالأمراض المزمنة في مديريات الضالع والازارق وجحاف والشعيب والحصين وصلت الى 180 حالة كبد و 110 حالة سرطان و100 فشل كلوي بحسب احصائية أولية للمؤسسة ، مشيرا الى ان المؤسسة تتكفل بانفاق ما يقارب 800 الف ريال شهريا لتوفير دواء وجلسات غسيل كلوي وبدل سفر للمرضى الى عدن للاستطباب نتيجة تخلف الضالع في معالجة هذه النوعية من الأمراض . وشكى بهاء من قلة دعم المؤسسة وسط تزايد التزاماتها ازاء المرضى ، منوها ان للمؤسسة عديد مشاريع تنتظر الدعم لتنفيذها أهمها مركز الغسيل الكلوي ، ومناشدا الجميع الى ضرورة الالتفاف حول المؤسسة ومساندتها . واستطاعت الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة من الحصول على تعهدات لإعادة تأهيل عديد من خزانات مياه الشرب التي تعرضت للتدمير جراء الحرب ، باكثر من مليون دولار ، فيما تنتشر مئات الجمعيات الخيرية والأهلية في القرى والمناطق النائية لإيصال المواد الاغاثية للناس وتنظيم توزيعها . ولم تكتفِ منظمات المجتمع المدني في الضالع بدورها في الجانب الاغاثي بل ذهبت للعمل في مجال التدريب والتأهيل وإعادة اصلاح ما أنتجته الحرب في نفوس الناس خصوصا مظاهر حمل السلاح وبروز اعمال عنف زادت من حدة معاناة المحافظة ، حيث انشأت مؤسسة الرُقي للتنمية البشرية ، وهي الوحيدة العاملة في مجالات التنمية البشرية في المحافظة وتحملت مسئولية اعادة المجتمع الى تمدنه والحد من المظاهر المشجعة على العنف والجريمة . وقال نبيل العفيف المدير التنفيذي للمؤسسة ان الرُقي جاءت لتحقق أهداف تتعلق بالتدريب والتأهيل وبحث فرص عمل العاطلين للتخفيف من الفقر وأهداف اخرى تتعلق باستتباب الامن باعتباره مسئولية جمعية ، ودعم الجهات الرسمية في المحافظة بالخطط والدارسات الكفيلة بتحقيق النجاح المنشود والمساهمة في حل عديد قضايا من خلال الاستشارة والتوعية المجتمعية . وأضاف ان المؤسسة نظمت خلال الثلاثة أشهر الماضية ندوات علمية لبحث الحلول الناجعة للمشاكل الامنية التي تعانيها الضالع نتيجة الحرب وتقريب وجهات النظر بين القيادات الامنية في السلطة المحلية والمقاومة الجنوبية ، فضلا عن بحث الحلول الناجعة لتخلف العملية التعليمية والتربوية وكذلك شاركت في تنظيم بطولة رياضية لكرة القدم في المحافظة ، بغية النيئ بالشباب عن حمل السلاح والعودة الى الرياضة وتشجيعهم على العمل والإنتاج بعد حالة ركود لازمتهم منذ انتهاء الحرب في المحافظة . وكشف العفيف ان المؤسسة تعمل بجهود ذاتية مع غياب تام للدعم ، منوها بأهمية التنمية البشرية باعتباره حجر الأساس لبناء الدول وتقدم شعوبها وتطورهم . * من وضاح الاحمدي