انتصر الجنوب في 30 نوفمبر 1967م وأقام دولة موحدة لكل الجنوب من حدود عمان وحتى باب المندب . وذلك كحدث تأريخي لم يشهده الجنوب منذ الأزل ، ومنذ أن خلق الله الأرض بمن عليها !! وكان ذلك اللبنة الأساس لتحقيق الحلم التاريخي لكل اليمنيين الشرفاء في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية الكبرى التي تحققت في 22 مايو 1990م. تلك الوحدة التي لم يشهد لها التأريخ اليمني عبر تأريخه القديم كله ، وحتى دولة سباء وحمير وقتبان ولا الدولة القاسمية ولا الصليحية ولا أي دولة أخرى على مر العصور، استطاعت أن تقيم دولة موحدة لليمن الكبير الممتد من حدود عمان حتى حرض وميدي. دولة تمتلك المواقع البحرية الأطول والأغنى في عموم الجزيرة والخليج العربي قاطبة ! دولة يمنية موحدة بثرواتها الغنية ورجالها الأشداء ، الذين بنوا السدود والمدرجات والحصون والقلاع والصهاريج والكثير من المنجزات التاريخية الشاهدة على عظمة هذا الشعب المكافح ومنذ الأزل ! تلك الدولة الموحدة في العصر الحديث والمعاصر كانت ستكون الأقوى والأكبر ثروة ومساحة ومحيطات وبحار، والغني بالثروات في باطن الأرض وعلى سطحها الزراعي المتعدد الفصول والمناخات الزراعية التي عرف بها قديما اليمن باليمن السعيد. تلك الوحدة التي أراد لها الاشتراكي أن تكون أيضا دولة مدنية حديثة ومعاصرة. دولة المؤسسات والنظام والقانون. دولة ديمقراطية تعددية يتم فيها تداول السلطة الاقتراع. دولة يسود فيها حرية الرأي والرأي الآخر.
هذه الدولة الحلم المنشودة منذ أقدم العصور تحققت في اليمن وفي 22مايو ! وكانت حينها كالعرس اليمني الكبير . فرح وسر لها ورحب بها كل اليمنيين واستبشروا فيها بزوغ عهد جديدا لليمن يسمون به إلى ذرى المجد والشموخ الأبدي.
إلا أن الفأر الذي هدم ودمر دولة سبا اليمنية برز يصول ويجول بكل تآمرا ته الخبيثة ومكائده اللعينة ليقضي على ذلك الحلم ويفشله ويدمره ويحوله إلى كابوس دموي مرعب في حربه على الجنوب والاشتراكي بالذات،في العام 1994م . مستخدما كل معاول الهدم القبلية والعسكرية والدينية الجهادية التكفيرية.
وأصبح الجنوب يكره ويمقت كل ما هو شمالي ويثور مطالبا بالعودة لوضع ما قبل 22 مايو وبأي نظام جديد يمكن أن يكون . رغم أن الكثير من الجنوبيين كانوا أثناء تلك الحرب اللعينة مع عفاش والشمال نكاية بالاشتراكي ومنهم من حارب الجنوب واحتل الجنوب مع كل قوى الشمال المتعددة المشارب! سواء باسم المؤتمر الشعبي أو الإصلاح أو الجهاديين المتأفغنين العرب !
وأثناء قيام ثورة إسقاط النظام التي مست جزء من النظام فقط، أي عفاش وحاشيته ، ليتقاسموا كعكة الثروة في اليمنبجنوبه وشماله، اشتط عفاش ( الفأر ) غضبا وعزم على الانتقام منهم ليستحوذ هو وحاشيته المقربة على كل شيء حتى موت آخر أحفاد أحفاده. سلطة وثروة وجيش وترسانة عسكرية ضاربة على مستوى المنطقة، استطاع اليوم أن يصمد بها في وجه أكثر من 12 دولة ومن ورائها العالم كله . وكما قال هو أيضا انه يمتلك مخزون استراتيجي من السلاح والبشر والمال ليقاوم ويصمد أكثر من أحدى عشر عاما !! فهو لاتهمه لا اليمن ولا وحدته ولا عزته ولا مجده. انه فقط يستخدم كل ثروات اليمن بشماله على جنوبه كضيعة خاصة به وبأسرته وعائلته وحاشياتهم فقط ، مستبعدا حتى أولاد عمومته من فرع آل الأحمر الثاني !! والذي كان والدهم الشيخ عبد الله الأحمر شيخا لهذا الفأر عفاش. والذين هم بالمثل يفعلون ويرغبون !!!
إن ذلكم الفأر أخطر من فأر سد مأرب المتمثل في الإهمال فقط، فهذا الفأر عفاش دمر دولة الوحدة التي لم يشهد لها التأريخ اليمني مثيلا على مر العصور الغبرة والسحيقة. انه فعل ذلك ويفعله بغل وحقد دموي إجرامي تآمري لا يقوم به أي فار. أو أي إنسان عاقل ! انه من أوصل البلاد والعباد في عموم اليمن إلى ما وصلت إليه اليوم من تمزق نفسي وسياسي واجتماعي ضرب النسيج الاجتماعي لليمن قاطبة، شمالا على جنوب ! شرقا وغربا . وكل ذلك من أجل أن يمتلك الأرض بمن عليها هو وحاشيته فقط وإلى الأبد. انه فعلا يمتلك الثروات والمليارات والترسانة العسكرية القوية التي من خلالها يريد أن يستحوذ على الحكم لوحده ، ولو أدى ذلك به أن يدمر اليمن على من فيه ويحكمه أشلاء وركام وحطام !!
انه أخطر من فأر الإهمال ألمأربي ! انه أشبه بنيرون الذي أحرق روما ! انه أيضا شمشون الجبار الذي هدم المعبد على كل من فيه !! فلولاه لما كانت هناك حرب 94م ولا حراك جنوبي ولا ثورة إسقاط النظام ضده .
وكل ذلك ليس سوى نتيجة لحالة الهوس الجنونية المرضية التي تتملكه في أن يمتلك الأرض بمن عليها، وله هو وحده ، وحدوه دون أي شريك له !!! سوى أقرب المقربين له فقط !!