لابد من تجنيب أبين أي حرب تكمل مشوار الدمار والهلاك...أبين لاتقوى على تحمل المزيد من الالم او ذر الملح على الجراح , نحن اليوم أمام منعطف خطير جدا قد يحول أبين إلى ساحة صراع مدمر وميدان نزاع دموي, لابد من أن تتظافر جهودنا وتتوحد رواءنا من اجل أبين ومن اجل تحريرها حتى لايصبح فيها القتل والدمار ذريعة المتصارعين والمتحاربين... تذكروا جيدا ما حل بأبين في العام2011م وكيف تحولت إلى أطلال محافظة ومدينة أشباح لايسكنها سوى الفراغ ولانسمع فيها سوى أنفاس الموت ونعيق الغربان وهي تنهش أجساد الموتى...
تذكروا أن أبين كانت كبش فداء، وفعلا نجح من أراد لها ذلك ودمرها كليا وقتل أهلها وشردهم، فهُتك عرضها، وأُستبيح دمها، ودُمرت بنيتها التحتية عن بكرة أبيها، حتى استحال أمر أعمارها وبنائها وتركوها تندب حظها وتشكوا سوء حالها...
الحاقدون يريدون لأبين الدمار والهلاك،ويريدون لأهلها الضياع والتشرد والألم, فلايغرقنكم دموع من يبكونها، ولاتخدعنكم آهات من يتوجعون لحالها، انتم فقط من ستلتحفون السماء وتفترشون الأرض، وتتجرعون المرار وقسوة النزوح..
لاتصدقوا معسول الكلام، وتلك الوعود العرقوبية، فكلها لحظات (كيف) ومقايل قات، ومصادر كسب واسترزاق لكل الفاسدين ومن يعيشون على مصائب وكوارث أبين..
أبين دُبر لها امراً بليل يريد أن يهلكها تحت حجج وذرائع ما انزل الله بها من سلطان، حجج وذرائع يفتعلها المتصارعون والحاقدون ومن يريدون تحويل أبين لمرتع خصب للفوضى والمشاكل، وشماعة لفشل وطن أسمه الجنوب..
أبين ليست مُلك لأهلها فقط، فقد فتحت ذراعيها للجميع واحتضنت كل أبناء الجنوب، وما من شبر في ارض الجنوب إلا وكان للدم الأبيني فيه (حكاية) نضال ودفاع وشرف وبطولة، واليوم الواجب يدعوا أبناء الجنوب قاطبة للوقوف أمام هذه المؤشرات الخطرة التي تهدد أبين وأهلها، لتجنيبها الحرب التي تلوح أطيافها في الأفق..
في أبين لا نريد أن يتجرع أحد مرارة الحرب والدمار والخراب والتشرد, ولكن يقتلنا بل ويوجعنا ذلك الصمت تجاه أبين من الكل, وعدم التعامل مع ما يجري فيها بجدية ومسئولية وأمانة وضمير..