لا اخفي على القارئ وعلى الأخ / علي البجيري المشاعر السالبة التي انتابتني وأنا أقراء وأتأمل بما عرضة في تناولته المنشورة في الغراء” عدن الغد " العدد" (1007) "وعلى متن صفحتها الأخيرة , ومن استخدام وتكرار المفردات المثيرة للربية والخيبة والعتب التي تتعارض مع التوجه العام للجنوبين ومع الملكة الشعرية التي تحتاج الى الحس المرهف والفطنة والى الادارك الواعي – لان زلة القدم اهون من زلة اللسان والقلم , وان رصاصة القلم تصيب ألاف مؤلفة من الناس بينما رصاصة البندقية تصيب شخصاً بعينة ومع ذلك لست هناء بصدد تأكيد أو نفي ما ورد فيها ... هذا اولاً . وثانيا:- أن معركة أبين , كل أبين وليس زنجبار حصراً , ليست بحاجة إلى تساؤلات وعصف ذهني ومحاكم و محكمات فورية وعلى الهواء وإنما بحاجة الى افعال مخلصة وجادة والى لم الشمل والجهد وشحذ لهمم وعزائم رجالها الصناديد والأشداء عند الملمات لتطهيرها من دنس " القاعدة " الدخيلة عليها وعلى عموم الوطن الجنوبي التي بشر وتوعد بها " المحروق صالح " وأزلامه على مرئ ومسمع الملاء بدلاً من الحرث في بحر لجي وفي الرمي والندب وبدلاً من البحث عن فزعات وغرماء وهمين من اهلها او من ابناء جلدتها الجنوبية . وثالثاً:- إن من يبحث عن الحقيقة لا يشفعها بصكوك ودفوع امتلاكها واحتكارها , ولا بإطلاق مزاعم التهم والإدانات والأحكام القطعية مسبقاً , ولا بتقديم مبررات الانكار سلفاً وعوضاً عن الادلة والبراهين - لان ضمانة " إنكار التهمة " لا تنفي أو تدحض التهمة ولا تعني بشي وحال من الاحوال البراءة والتصديق بالمطلق بل ولايخضع البحث عن الحقيقة للاهواى والنزوات والمغامرات , ولا تتحقق بمجرد اظهار الغيرة لمجرد الغيرة ولا بظهار الفروسية لمجرد نكئ مساوئ وبقايا ندوب الإيديولوجية التي تسامى عليها الجميع وتعافى منها إلى حد لا يستهان به , ولا بتلويح وإظهار ظهر المجن بما لا يليق ويجحد ويفسد ويعكر , ولاباجراء المقارنة أو المقاربة بين هذه الحملة وتلك –لان كل هذا وغيرة لا يبقي أي معنى للحديث عن الحقيقة ولا عن حسن النية . رابعاً : أنني معك وفي صفك ليس لأنني من أبين وأتشرف واعتز بذلك كما اتشرف وافتخر بانتمائي الى شعبي ووطني الكبير الجنوب العربي بل وأشاطرك الرأي اذا ما قلت ان الجنوب برمته يتعرض منذ قرن مضى لذلك وأشاطرك ايضاً الرأي اذا ما قلت ان ابين وأخواتها تتعرضان معاً لشتئ صنوف الطغيان والتعسف وغيره من قبل الغير تماماً – عشاق الاطماع والعدوان والاستبداد والفساد ومن يريد منهم شب نار الفتنة بين الجنوبين اصحاب الوطن والمصير والقدر الواحد وليس من قبل ابناءها إلا ماجد والغيورين ولا من قبل أبناء جلدتها النشاماء والمغاوير . وخامساً:- أن أبين بجميع مكوناتها وأبناءها – يافعي / فضلي / حسني / كازمي/ عوذلي / ميسري ... لم تدعي يوماً انها حامية حمى الوطن الجنوبي ودولته وترابه آو رافعة صولجان الحكم فيه لوحدها وليست وحدها وحكرا عليها انجاب كبار رجالات الدولة الجنوبية وان لها وحدها حق الامتياز الابدي في هذا وذاك وغيره – لان هذا ببساطة ووضوح يسئ اليها ويضرها ويفتري عليها اكثر مما يكون من باب الافتخار والاعتزاز بها والغيرة عليها بل ولا يحق لأيا منا وكائناً من كان التحدث بمثل هذا ونيابة عنها من أي كان. والصحيح ان ابين مثل غيرها لها مالها وعليها ما عليها وهي جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الجريح والغالي وشعبه الشامخ والأبي من مشرقة الى مغربه كما وان ابناءها ليسوا انبياء ولا ملائكة فهم مثل ابناء جلدتهم وغيرهم من البشر يصيبوا وقد يخطئوا في التقدير والرأي والموقف وغيره وليسوا معصومون وتلك ليست بنقيصة وإنما النقيصة والمصيبة في الانكار والإصرار على العصمة والادعاء بها . وأخيرا , خسي كائناً من كان -يريد ان يذل او يحط من مكانة وقدر وحق وكرامة أبناء أبين كافة أو غيرها وغيرهم من أبناء ومكونات الشعب والمجتمع الجنوبي عامة " ورحم الله امرء عرف قد نفسه " وشهد له غيره بالتحلي بالشجاعة والحكمة والعفة والعدل ... والعبرة لمن اعتبر وراء عبرته في غيرة .. وكفى بالله رقيباً وحسيباً