نص حديث الأكاديمي الباحث الدكتور علي صالح الخلاقي لقناة (الإخبارية) السعودية مساء الثلاثاء الموافق 10 مايو 2016م ، ورداً على سؤال عن عدم التوصل إلى تقريب وجهات النظر والاتفاق فقط على اطلاق سراح المعتقلين فيما الأرض تشهد عكس ذلك من قصف متواصل من قبل قوات المخلوع والحوثيين ..وعن رأيه لماذا هذا الجمود ..ولماذا هذا الاجهاض المتكرر الدائم للوصول إلى أي حل يخدم العملية السياسية في اليمن؟.. أجاب د.الخلاقي: في حقيقة الأمر أن لقاء الكويت يعلق عليه الكثيرون آمالاً كبيرة .. لكن اتضح منذ البدء أن هناك تعطيلٌ لهذا اللقاء منذ بداية تأخر ومماطلة وصول وفد الحوثيين والمخلوع ، ثم محاولتهم الالتفاف حتى على تراتبية جدول الأعمال ، وأخيراً إصرارهم على أن يأتوا بما يحقق لهم أحلامهم بتكريس انقلابهم الذي سبق على السلطة في العاصمة صنعاء ليكرروه في الكويت بالانقلاب على القرار الأممي 2216 ، ولذلك نرى أنهم يسعون إلى إطالة أمد هذه المفاوضات، وحتى موافقتهم على معالجة ما يتعلق بالمعتقلين وإطلاق سراح خمسين بالمائة منهم على مدى عشرين يوماً هي مجرد بادرة لإبداء حُسن النية ، ولكننا ما زلنا في انتظار ما يمكن أن يسفر عنه الواقع العملي ..نرى أن استغلالهم لإطالة أمد هذه المشاورات هو لفرض أجندة جديدة على الواقع من خلال تحريك قواتهم وإعادة تموضعها في أكثر من مكان وتخزين أسلحتهم ونقلها من مكان إلى آخر بعيداً عن مراقبة الطيران وبعيداً عن الضربات الجوية التي جاء تحييدها لصالحهم في هذا الأمر، وهذا ما نراه من تكثيف هجماتهم على أكثر من جبهة وكذلك الحصار المستمر على تعز وعلى مناطق أخرى ، وهذا يبين أن تلك النوايا التي جاؤا من أجلها هي مجرد التعطيل وأنهم يحاولون الخروج بمشروع سياسي يكرس انقلابهم إن لم يكن بالمفهوم السياسي انقلاباً جديداً يحقق لهم بالمشاورات ما عجزوا عن تحقيقه على الأرض بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة خاصة بعد عام على انقلابهم المشين وخسرانهم للمحافظات الجنوبية بكاملها ولمأرب والجوف والمقاومة التي تواجههم في دمث وفي البيضاء وفي بيحان وبعض الجيوب التي ما زالت بيدهم.. أنا لست متفائلاً مع أن التفاؤل كان وارداً ولكن أمام هذا التعنت وهذا التماطل يظل المرء في شكوك أمام نوايا هذه المليشيات الانقلابية التي لم نعتد منها إلا النكث بعهودها وحتى بالتزاماتها التي أبدتها منذ أول وهلة أمام الموفد الدولي ولد الشيخ ..
وسأله المذيع: الأممالمتحدة تقول ان استمرار خرق الهدنة من قبل الحوثي وانصار المخلوع صالح تحول دون قيام منسقي المنظمات الدولية بدورهم المطلوب في مدينة تعز بسبب الحصار المستمر من قبل الحوثيين وانصار المخلوع..الوضع الإنساني طبعاً في تدهور والكل يرى المناظر والمشاهد والصور التي تعلن عبر مختلف وسائل الإعلام..إنسانيا أليس من المفترض أن الوضع الإنساني ربما يجبر كل من هم على طاولة المشاورات أن يصلوا إلى حل سريعا؟ هذا المرجو من كل مشاورات أو لقاءات بما في ذلك لقاء الكويت، وكان الناس معلقين آملاً كبيرة على لقاء جنيف واحد ثم جنيف اثنين(بيل) ، ولكن هذه الآمال التي نحملها ونطمح إلى أن تكون حقيقة على الواقع تصتطدم بالتعنات والمماطلة والمراوغة التي يبديها تلامذة المدرسة الإيرانية، ولذلك أنا أعتقد أن المشاورات سوف تطول إلى ما لا نهاية إذا ما تُرك لهم الحبل على الغارب، وهم لا يراعون الأوضاع الإنسانية في تعز، وكذلك كما كان الحال في عدن أثناء سيطرتهم عليها وفي غيرها من المناطق ، بقدر ما يتخذون من هذه الأوضاع أداة للضغط ليبينوا لأنصارهم أنهم في موقع القوة وأنهم هم من يتحكمون على أرض الواقع ..هذا ما نراه في استمرار هذا الحصار الجائر على تعز وعدم حتى إبداء حسن نية في إيصال الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة عبر منافذ آمنة ، وهذا ما لايمكن أن يعطي بارقة أمل في أن هذه المليشيات ستنفذ تعهداتها ، حتى القرار الذي الآن ربما استبشر كثيرون خيراً بأن يطلق سراح خمسين بالمائة من المعتقلين للدوافع الإنسانية لمثل هذا الإجراء ، اعتقد أنه سيظل حبراً على ورق إذا ما لمسنا من قبل تلك المليشيات تنفيذاً فعلياً على أرض الواقع..ولهذا أعتقد أنه على الأممالمتحدة وعلى الدول الراعية أن تمارس ضغوطاً أكبر على وفد الانقلابيين لأن يلتزموا بمشروعية القرار الدولي وبألوياته التي يريدون الانقلاب عليها وتكريس انقلابهم السابق بانقلاب جديد في الكويت.
سؤال المذيع: ولكن مجلس الأمن أصدر القرارات ، وكانت هناك عقوبات من المفترض أن تطبق على من يقومون بخرق الهدنة ، ومع ذلك لم تطبق هذه العقوبات؟ نعم.. للأسف الشديد، ربما أن مجلس الأمن لا يمتلك قوة ميدانية لتنفيذ قراراته .. ولكن هذا القرار يُضفي قوة لموقف السلطة الشرعية وعليها أن تخوض المعركة في اتجاهين، معركة سياسية ، تتمثل بلقاء الكويت وفي اية مشاورات نزولا عند الرغبة الدولية والأقليمية للوصول إلى حل سلمي بعد عام من الدمار والخراب الذي تسبب به الانقلابيون، ولكن بالمقابل ينبغي أيضاً تضع بعين الاعتبار، واعتقد أن هذا ليس غائباً عن القيادات المسئولة في المؤسسة العسكرية الوطنية ولدى المقاومة، في مراقبة تحركات الانقلابيين على الواقع ووضع الاحتمالات لأية تطورات أو اختراقات يحاولون أن يستغلوها للحصول على أي مكاسب على الأرض، لأن الأممالمتحدة كما نعرف لديها الكثير من القرارات سواء في موضوع اليمن أو غير اليمن هي مجرد حبر على ورق إذا لم يكن هناك أداة وقوة على الأرض تفرض التطبيق لمثل هذه القرارات وهذه القوة هي الآن الأقرب بيبد السلطة الشرعية التي ما زالت الآن في موضوع المشاورات تلتزم لمسئوليتها أمام الشعب اليمني الذي عانى طويلاً وهي تصبر كثيراً لتبين أن المعطلين هم أولئك الذين أبدوا نية التعطيل منذ تأخرهم عن الوصول وتلاعبهم بأجندة جدول الأعمال وكذلك بأولوية القرارات ، بل محاولة الخروج عن القرار الأممي ووضع أجندة جديدة وتشكيل حكومة انتقالية وغير ذلك وكأن هذه هي مشكلتنا لنوافقهم على ترسيخ وتكريس انقلابهم الذي تسبب بهذه المآسي وهذا الدمار.