صدق المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو من لا ينطق عن الهوى ففي حديث صحيح عن رسول الله قال أربع من السعادة وذكر منهن الجار الصالح ثم ذكر أربع من الشقاء وهن على عكس السعادة وذكر منهن الجار السوء طوال عقود ظل الخليج يدعم اليمن بكل إمكانياته فكان المردود هو ان كانت اليمن مصدر للقلق والتوتر وتهريب البشر والسلاح والمخدرات وغيرها وتعرضت المملكة العربية السعودية الجار الأكبر للكثير من الأذى والتهديد والاستهداف انتهاء بحرب واسعة والتآمر مع عدو الخليج والأمة العربية ونقصد هنا إيران ومخططها لاستهداف الأمة جار السوء لم تعاني منه دول الخليج فقط بل اكبر المتضررين منه هو نحن الجنوبيين دولة الجنوب كانت أكثر اندفاع نحو علاقة طيبة مع جارتها الجمهورية العربية اليمنية وعمدنا ذلك بالدخول معهم في اتفاقية سياسية هي اتفاقية شراكة بين دولتين ضمن الأحلام العربية الوحدوية وعلى عكس الوحدة السورية المصرية التي انتهت بالفشل وعادت الدولتين لعلاقة ثنائية طيبة تحولت الوحدة بين صنعاء وعدن إلى احتلال كامل الأركان عقود من الاستهداف الممنهج والتهجير والحروب والفشل والضياع والغطرسة تحت مبررات تاريخيه ودينية او عربية قومية إلى اخرها دفع الجنوب ثمن باهظ لكون حدوده مرتبطة بجار سوء كان لنا كما قال رسول الله من أسباب الشقاء مشكلتنا ليس محدودة مع الحوثي وصالح ولكن هي مع الجار ذاته بكل قواه السياسية مهما اختلفوا إلا أنهم متفقين على السوء تجاه الجنوب الذي يرونه غنيمة حرب جميعهم دون استثناء مصرين على يكونوا أعداء فقط يتحدث جيراننا في الجمهورية العربية عن أننا الجلادون وهم الضحية هم ضحية عنصريتنا هم ضحية تطرفنا في صوره قبيحة توضح مدى القبح والنتانة التي تعشش في عقليتهم المريضة الجنوب الذي عانى التدمير وتعرض لأكثر من غزو وتعرض للتشريد والظلم والطغيان ونكران وجوده وكيانه أصبح هو الجلاد فيما الجلاد هو الضحية فيا سبحان الله حتى ان احد ساذجيهم ويُحسب انه من النخب قال لن نقبل بعدن آمنه ونقل الصراع للشمال متناسي الأحمق ان الصراع والدمار منبعه الشمال لكنه أفصح عن حقيقة مهمة ان حتى مناصري الشرعية ضد أمن الجنوب وسلامته وهم احد الأطراف التي تعبث في الجنوب لا يوجد جنوبي واحد لديه مطامع في الشمال في احتلال أرضه او اخذ ثرواته او نكران وجوده بل حتى اننا نتمنى لهم الخير والنهضة في بلادهم فنحن جار صالح يتمنى السعادة لكل جيرانه لكن على العكس يصر جار السوء على معادتنا وتهديدنا ووصل الأمر ان الجار المتبجح بأنه وحدوي يهدد بتمزيق وحدتنا وإثارة الحروب فيما بيننا وإغراقنا بالدمار والفشل لهذا كانت الوحدة مع جار السوء اكبر خطى تاريخي لدولة الجنوب ولا زلنا ندفع ثمنه استقلال دولتنا قادم لا محالة رضي من رضي وسخط من سخط لكن الاستقلال لا يعني انتهاء مشكلتنا مع الجار السوء الذي لن يهدى له بال إلا ببث سمومه وأحقاده ومخططاته فمن الطبيعي ان ترتبط الدولتين المحاذيتان بعلاقة شراكة واسعة ونموذجيه وهو ما يستحال ان يكون بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية لان هذا الجار لا يؤمن بحسن الجوار الآن فقط تفهمت سياسة عمان المنغلقة تجاه اليمن هذا ما سنتبناه ولكن أكثر حده حتى ان وصل الأمر لرفض التطبيع وتجريم اي تواصل مع جار سوء كان السبب في كل الشقاء الذي نعاني منه ويصر على استمراره واستمرار معاداتنا بدل من التكفير عن أخطائه التاريخية نبيل عبدالله