اصبح تقاسم السلطة واستعادتها هو العائق بين مايسمى بحكومة الشرعية والإنقلابيين فعلى مايبدو انهم قد تجاوزا كل الملفات وأهمها القتل والتدمير الذي لايعنيان لهم شيئ فمن قتلوا هم مجرد مساكين ضعفاء وسيأتي غيرهم ولن تقف الحياة على مقتلهم اما بالنسبة للتدمير فماذا يعني ان تدمر الأوطان فالشعوب تعودت على الدمار وانعدام الخدمات فأجدادهم عاشوا في الخيام دون كهرباء او نفط او طرقات ... الأخبار التي تصل من الكويت تتحدث عن إختلاف الأطراف حول تقاسم السلطة من جهة استعادتها من جهةً اخرى وهذا كلام خطير جداً بالنسبة للقضية الجنوبية فإن كان الحوثيين وعفاش انقلابيين فعلاً فكيف لما تسمى بالحكومة التفاوض معهم طالما وهي تدعي قدرتها على الحسم العسكري اما أن كانت الايام قد اثبتت للعالم ان صالح هو الأقوى ولا يمكن لأحد ان يتغلب عليه عسكرياً وان التحالف اجبر المتشرعنين على للتفاوض لأن الملف العسكري اصبح مكلف جداً فهذا رأي آخر ولكن اين الجنوب من كل هذا ... من الملاحظ لكل من يتابع الأحداث اليمنية ان الشماليين المتصارعين على السلطة يختلفون في الكثير من الملفات إلا ملف الجنوب الذي يجمعهم فجميع الأطراف تعلم مدى اهمية هذا الملق الإقتصادية فكيف لأي من الأطراف ان يحكم دولة لا يوجد بها مصادر للثروة لبناء القصور وشراء السيارات الفارهة للمسؤولين اما بالنسبة لبناء الوطن فجميع الأطراف لا تفكر سوا بمصالحها الشخصية وجميعهم مجربون طيلة الثلاثة العقود الماضية ... يختلفون في كل شي سوا الجنوب فتشاهد في الإعلام انهم يتحدثون بلغةٍ واحده وهي التهديد والوعيد لشعب الجنوب إن فكر باستعادة دولته وكأنهم مازالوا الأقوى وكأننا لم نخرج العفاشيين والحوثيين كالفئران من بلادنا وكأن العفاشيين والحوثيين لم يخرجوا الإصلاحيين من غرف نومهم بعد ان ضربوا مؤخراتهم ولم نسمع لهم سوا العويل والشكاوى للعالم بينما يزعجون العالم بتهديدهم لشعب الجنوب وقدرتهم على الحفاظ على الوحدة بقوة السلاح ... جميعهم اصبحوا أعداء في بلادهم لكن وبقدرة قادر اصبح الجنوب هو مايجمعهم ويؤلف قلوبهم على بعض ليس حباً بالوحدة وإنما طمعاً بثرواته التي جعلت منهم وعلى مدى خمسةٌ وعشرون عاماً أثرياء يمكلون مالا يملكه حكام دول اكثر غنى من اليمن لأنهم حولوا الدولة الى أملاك خاصة ولايحق لأحد ان يشاركهم خيراتها بينما في الدول الأخرى يعتبرون الشعب شريكاً في خيرات الوطن ... على مايبدو أننا الجنوبيون مقبلون على حرب ستكون هي الحاسمة لأن المفاوضات لاتبشر بخير لما تواجه من تعنت الطرف الشمالي حول ملف الجنوب وكيفية إعطاء شعب الجنوب حقه في تقرير مصيره وكل مايفكرون به هو كيف يتقاسمون السلطة مع بقاء الوحدة وإن كلف ذلك اتفاقهم مؤقتاً لخوض حرب على الجنوب بإسم الحفاظ على الوحدة.