كتب/ أحمد الجعشاني حين اتذكر ذلك اليوم الذي لم ينسى من ذاكراتي وظل يؤرقني في كثير من الاحيان ..كان يوم ممطر وزخات المطر الصغيره تتساقط علينا وكأنها خيوط عنكبوتية بيضاء ترسم في وجوهنا ملامح الخوف والرعب فينا في ذلك اليوم البائس حينها لم نكن نشعر بالبرد والمطرقد بلل ملابسنا كانت اصوات مدافع الكاتوشا لم تتوقف و طلقات رصاص متفرقه هنا وهناك ولكني ظللت واقفا على رصيف ميناء التواهي منتظرا الدور انا وعائلتي الصغيره معي زوجتي وابنتي الصغيره لم تتجاوز الاربع سنوات بينما اولادي الاثنان محمد ومحسن في المقاومه ولم اعد اعرف اين هما بعد ان انقطع الاتصال.. كان الرصيف يعج بكثير من النساء والاطفال والشيوخ الذين يبحثون عن مكان أمن من جحيم هذه الحرب اللعينه بدأ الناس تتوافد على سطح المركب وكان العدد كبير جدا وبدت اجسادنا تلتصق ببعضها البعض وكاننا كتلة بشريه واحده وتتحرك كموج البحرالهائج دفعة واحده لم تسطع سماع صوت من بجانبك مع ازداياد الضجيج وتعالي اصوات النساء والاطفال .. تحرك المركب ببطئ شديد وقذائف الكاتوشا تتساقط على رصيف الميناء بينما كان الكثير منهم منتظرين دورهم في الرحله الاخرى لم يبتعد مركبنا كثيرا عن الرصيف سوى بضعة امتارو حينها شاهدت مالم اراه في حياتي كانت الدماء تسيل وتتدفق على الرصيف واجسام بشريه تتقطع وتتمدد وتنتشر اوصال ممزقه ودخان كثيف اسود يتصاعد الى السماء وعويل االنساء والاطفال يضرب مسامعنا ودقات قلوبنا تكاد تنفجرمن الرعب والخوف بينما الكاتوشا تعود مرة اخرى .. قذائف تتساقط امامنا في البحر وربان المركب يحاول تغير اتجاه المركب يمين ثم يسار ولا زلنا نبتعد عن الضفه الاخرى ساحل الحسوه تقريبا نصف المسافه ضممت زوجتي وابنتي الصغيرة في حضني وسط ذلك الخوف الرهيب القادم الينا من تلك المدافع.. بعدها لم أشعر حينها بنفسي الا وأناا اعوم في البحروجثث الاطفال والنساء تطفو بجانبي من كل اتجاه..
وقوارب صيادين تحوم من حولنا وهم كتب/ أحمد الجعشاني حين اتذكر ذلك اليوم الذي لم ينسى من ذاكراتي وظل يؤرقني في كثير من الاحيان ..كان يوم ممطر وزخات المطر الصغيرة تتساقط علينا وكأنها خيوط عنكبوتية بيضاء ترسم في وجوهنا ملامح الخوف والرعب فينا في ذلك اليوم البائس حينها لم نكن نشعر بالبرد والمطرقد بلل ملابسنا كانت اصوات مدافع الكاتيوشا لم تتوقف و طلقات رصاص متفرقه هنا وهناك ولكني ظللت واقفا على رصيف ميناء التواهي منتظرا الدور انا وعائلتي الصغيرة معي زوجتي وابنتي الصغيرة لم تتجاوز الاربع سنوات بينما اولادي الاثنان محمد ومحسن في المقاومة ولم اعد اعرف اين هما بعد ان انقطع الاتصال.. كان الرصيف يعج بكثير من النساء والاطفال والشيوخ الذين يبحثون عن مكان أمن من جحيم هذه الحرب اللعينة بدأ الناس تتوافد على سطح المركب وكان العدد كبير جدا وبدت اجسادنا تلتصق ببعضها البعض وكأننا كتلة بشريه واحده وتتحرك كموج البحر الهائج دفعة واحده لم تسطع سماع صوت من بجانبك مع ازدياد الضجيج وتعالي اصوات النساء والاطفال .. تحرك المركب ببطيء شديد وقذائف الكاتيوشا تتساقط على رصيف الميناء بينما كان الكثير منهم منتظرين دورهم في الرحلة الاخرى لم يبتعد مركبنا كثيرا عن الرصيف سوى بضعة امتار حينها شاهدت مالم اراه في حياتي كانت الدماء تسيل وتتدفق على الرصيف واجسام بشريه تتقطع وتتمدد وتنتشر اوصال ممزقه ودخان كثيف اسود يتصاعد الى السماء وعويل النساء والاطفال يضرب مسامعنا ودقات قلوبنا تكاد تنفجر من الرعب والخوف بينما الكاتيوشا تعود مرة اخرى .. قذائف تتساقط امامنا في البحر وربان المركب يحاول تغير اتجاه المركب يمين ثم يسار ولا زلنا نبتعد عن الضفة الاخرى ساحل الحسوه تقريبا نصف المسافة ضممت زوجتي وابنتي الصغيرة في حضني وسط ذلك الخوف الرهيب القادم الينا من تلك المدافع.. بعدها لم أشعر حينها بنفسي الا وأنا اعوم في البحر وجثث الاطفال والنساء تطفو بجانبي من كل اتجاه..
وقوارب صيادين تحوم من حولنا وهم ينتشلوا الجثث واحدة تلو اخرى وانأ في حالة ذهول وصدمه .. واصرخ بأعلى صوتي مناديا لزوجتي وابنتي دون مجيب.. ولكني كلما نظرت الى تلك الجثث من حولي قلت في نفسي ربما لم يزالوا في مكان ما .. كنت احاول ان اسبح وابحث عنهما مقترب من شاطئ الحسوه كانت الجثث لازالت تتدفق الى الشاطئ وهي مضرحة بدمائها والبعض منها مات غرق .. امتلئ شاطئ الحسوه بالبشر والمسعفين والمنقذين تذكرت حينها مشهد( بيرل هاربر ) او مجزرة محطة قطار لينغيراد لأني لم ارى في حياتي مشهد مثل هذا الا في السينما ..رحت احدق ببصري بين الجثث المصفوفة على الساحل وكل جثة كانت مغطاة بقماش ابيض وكنت افتش القماش وارى ذلك الوجه ثم اذهب الى الجثة الاخرى تتابعا حتى انهارت قوتي وبلغت من التعب حتى عجزت قدماي عن الوقوف ثم انهارت جثتي وسقطت على الارض مغميا علي... ينتشلو الجثث واحدة تلو اخرى وانأ في حالة ذهول وصدمه .. واصرخ باعلى صوتي مناديا لزوجتي وابنتي دون مجيب.. ولكني كلمانظرت الى تلك الجثث من حولي قلت في نفسي ربما لم يزالو في مكان ما .. كنت احاول ان اسبح وابحث عنهما مقترب من شاطى الحسوه كانت الجثث لازالت تتدفق الى الشاطى وهي مضرحة بدمائها والبعض منها مات غرق .. امتلئ شاطئ الحسوه بالبشر والمسعفين والمنقذين تذكرت حينها مشهد( بيرل هاربر ) او مجزرة محطة قطار لينغيراد لاني لم ارى في حياتي مشهد مثل هذا الا في السينما ..رحت احدق ببصري بين الجثث المصفوفه على الساحل وكل جثة كانت مغطاة بقماش ابيض وكنت افتش القماش وارى ذلك الوجه ثم اذهب الى الجثة الاخرى تتابعا حتى انهارت قوتي وبلغت من التعب حتى عجزت قدماي عن الوقوف ثم انهارت جثتي وسقطت على الارض مغميا علي... احمد الجعشاني