تصاعدت حدة التوتر في اليمن بعد ساعات فقط من مغادرة مبعوث خليجي العاصمة اليمنية صنعاء اثر محاصرة مسلحين موالين للرئيس صالح مقر إقامته وتعثر التوقيع على مبادرة سياسية قدمتها دول الخليج بهدف إنهاء الأزمة السياسية في اليمن بعد رفض صالح التوقيع عليها والإعلان لاحقاً من قبل دول الخليج عن تعليق العمل بالمبادرة السياسية . وظهر الرئيس صالح على التلفزيون الحكومي الرسمي ليلقي كلمة مقتضبة أكد فيها انه يرفض التوقيع على المبادرة الخليجية إلا بحضور قادة المعارضة لحفل التوقيع محملا إياهم المسئولية عن أي حرب أهلية قد تنشب جراء رفض هذه القيادات التوقيع بالقصر الرئاسي.
وأوضح صالح بأنه قد أبلغ الأشقاء الخليجيين، بأنه على استعداد للتوقيع على المبادرة إذا حضرت المعارضة إلى دار الرئاسة، وقال بأنه اتصل مع السفير الأميركي مساء أمس أكثر من سبع مكالمات، لمحاولة إقناع أحزاب اللقاء المشترك التي وصفها بأحزاب التآمر المشترك على الوطن، بالتوقيع على المبادرة بشكل علني في دار الرئاسة أو في القصر الجمهوري، ولكنهم رفضوا ذلك حد قوله.
القيادي البارز في المعارضة اليمنية محمد قحطان قال ان ما اورده الرئيس صالح هي مغالطات لاصحة متسائلا لماذا لم يحتج الرئيس صالح يوم أمس اثناء قيام المعارضة بالتوقيع بحضرة الزياني? .
وقال قحطان في حديث مسائي لقناة الجزيرة القطرية ان المعارضة التزمت ببتروكول سياسي تم الاتفاق عليه كاشفا ان السبب في تخوف المعارضة من الذهاب إلى القصر الرئاسي من ان يقوم صالح بدفع جماعات مسلحة لأجل مهاجمتها مشيرا في هذا السياق إلى ماتعرض له سفراء الخليج حينما حاصر مسلحون مقر السفارة الاماراتيةبصنعاء ظهر اليوم.
طارق الشامي رئيس الدائرة الاعلامية لحزب الرئيس صالح اتهم المعارضة بأنها السبب في الأزمة الحاصلة موضحا ان الأساس في المبادرة هو قيام الرئيس صالح بالتوقيع على المبادرة بشكل متساوي وفي مكان واحد.
ويضع التطور السياسي الحاصل اليوم في اليمن الأزمة السياسية أمام المزيد من التصعيد السياسي خصوصا بعد ان قال ان دبلوماسيين غربيين وخليجيين انهم فشلوا يوم الاحد في اقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتوقيع اتفاق لنقل السلطة يتيح خروجه من المنصب ويجعله ثالث زعيم عربي تطيح به احتجاجات شعبية
ويعيد هذا التطور الأزمة في اليمن الى المربع الأول، ما يضع البلاد امام احتمالات مفتوحة على اسوأ الأمور، لا سيما في ظل التوتر الشديد الذي خيم امس على صنعاء ومختلف المناطق اليمنية، خصوصاً بعدما وجد الزياني ومعه سفراء دول مجلس التعاون والسفير الاميركي وسفراء من دول الاتحاد الأوروبي أنفسهم محاصرين في مبنى سفارة دولة الامارات من قبل مئات المسلحين المؤيدين لصالح والذين يرفضون توقيع الرئيس المبادرة، بعدما كان هو إعتبرها أول من أمس «مؤامرة إنقلابية على النظام والشرعية الدستورية» ومع ذلك قبل بها «حقناً لدماء اليمنيين».