تأتي هذه التهنئة في ظل الدعوات الكثيرة لإعلان فك ارتباط الجنوب عن دولة الوحدة ،وتحمل هذه التهنئة في هذا الوقت بالذات دلالات ذات مغزى يعني أن السعودية التي تتزعم حلفا عسكريا وتخوض حرباً ضد الإنقلابيين وحليفهم الرئيس السابق منذ أكثر من عام ، وخسرت ملايين الريالات وخيرة رجالاتها في هذه الحرب ، ليست مستعدة أن تتعامل مع دولتين ، جنوبية وأخرى شمالية ، وتفضل التعاون مع دولة واحدة ، وأي محاولة لإعلان فك الارتباط دون ضمان موقف أقليمي ودولي مؤيد وداعم ستكون خاسرة ،و نخشى من تكرار تجربة 94 م ، الموقف السعودي والخليجي مهم جدا لأية خطوات مستقبلية تحدد مستقبل الجنوب ، الكل يدرك بمافيهم السعوديون أن الوحدة قد لفظت انفاسها بالنسبة للجنوبيين وأن ستة وعشرين عاما من المعاناة والآلام تخللتها حربان على الجنوب أعنفهما حرب 2015 م التي عمقت الانفصال وقضت على أي أمل لإصلاح الوحدة كافية ، وهناك من يعِدٌّ لحرب ثالثة ضد الجنوب ويحرض عليها تحت شعار الحفاظ على الوحدة ، مافائدة هذه الوحدة إذاكانت سببا للحروب والقتل وجلب الكراهية والحقد ،بدل أن تكون عاملا للأمن والمحبة والبناء والاستقرار محليا وأقليميا ؟ . الموقف السعودي الذي يريد الحفاظ على وحدة فقدت مقوماتها ودعاماتهاالأساسية وتحولت إلى عامل توتر واحتراب ،لانجد له تفسيرا على الإطلاق إلا لظرورة سعودية خاصة فقط دون اعتبار لمعاناة الجنوب وأهله ، على الرغم من الدعم اللامحدود الذي قدمته السعودية ودول التحالف مشكورين عليه للمقاومة الجنوبية ، مما مكنها من التصدي للعدوان الحوثي وقوات الرئيس السابق على الجنوب ودحرهما في فترة قياسية جدا ، مقارنة بالواقع الموجود في المحافظات الشمالية ، حيث المعارك مع المتمردين مستمرة ولاتوجد هناك مؤشرات قريبة للحسم الذي صار ضروريا بعد إحتمالات فشل مؤتمر الكويت ، ولانية صادقة للمتمردين في السلام ، فكل مايهمهم هو انتزاع شرعية لإنقلابهم والالتفاف على القرار الدولي 2216 في ظل تخاذل المجتمع الدولي ، بل صمته على خروقات الإنقلابيين وتحديهم للمجتمع الدولي والإقليمي . و تاتي الذكرى السادسة والعشرين للوحدة في ظل حرب طاحنة تعيشها البلاد وتدهور معيشي وانساني كبيريتحمل مسؤليته الانقلابيون ، واختفاء أية مظاهر احتفائية شعبية بهذه المناسبة في الجنوب منذ حرب 94 م حتى تاريخه ،ومن تلك الفترة ظلت السلطة السابقة المحسوبة على النظام السابق تحتفي بها بشكل خجول في قاعات مغلقة ، أما اليوم فلم يعد هناك من يحتفي بها ، فقط المنطقة العسكرية الأولى وهي من الألوية العسكرية التي لازالت في حضرموت ، أحتفلت بهذه المناسبة مساء الأحد الواحد والعشرين من مايو باطلاق الألعاب النارية لثواني معدودة ، وفي الوقت نفسه يحتفل ٍالإنقلابيون في صنعاء بهذه المناسبة وتحتفل معهم أجهزة أعلامهم في ظل أجواء للتحريض ودعوات للحرب ضد الجنوب ، وهم يتباكون على الوحدة بشي من النفاق والخداع والكذب ، وينسون أنهم هم الذين أنقلبوا عليها ودمروها وقتلوها في نفوس الجنوبيين بحربيهم في 94 ، 2015 م وسلوكاتهم اللاوحدوية ، وغرسهم لخلايا الموت والقتل والرعب والدمار في كل من المكلا وعدن، التي تحصد ارواح الشباب في مناظر وحشية مقززة بعملياتها الإنتحارية، كتعبير عن نفس إجرامية تحمل حقدا دفينا ورغبة في الانتقام من كل شيء جميل في هذه الدنيا ،و من شباب دفعتهم ظروف الحياة القاسية وانسداد الأفق أمامهم للحصول على فرصة عمل أخرى لمواجهة مشكلات الحياة وإعالة أسرهم ، ورغبة صادقة في حفظ أمن محافظاتهم بعد أن استباحها أعداء الحياة .