المياه بعدن كانت ولا زالت تشكل ازمة للمواطنين فيها فالماء أساس الحياة ومصدر مهم لعمل كل شيء داخل المنزل وتأخره أو عدم وصوله يتسبب في عرقلة معظم الأعمال ويجعل المواطن يقطع مسافات طويلة للحصول عليه أو شراءه. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن توجد ازمة للماء في المحافظة التي تمتلك موقعا استراتيجيا محاطا بالبحار وتطل على خليج يشكل مطمعا لكثير من الدول ومضيقا يربط بين قارتين؟؟ ولماذا لا تستفيد مصانع تحلية المياه من كل هذا وتسد عجز محافظة عدن ليشعر المواطن بمدى أهمية وقيمة عدن التي لطالما كانت الرائدة في كل شيء ويجد نصيبه من الماء دون عناء أو تعب .
تقرير / دنيا حسين فرحان
تفاقم الأزمة تتكلم عن هذه النقطة الخريجة آثار النقيب :"صحيح أن الماء كان ضعيف قبل الحرب ويصل متأخر للبيوت ، لكن زاد الوضع عن حده بعد الحرب فالكثير من بيبات الماء دمرت وضربت الخزانات الرئيسية وهذا جعل الكثير من الأسر تشكي ضعف الماء أما البيوت المرتفعة لا يصل اليها الماء رغم تركيب الدينمات لتضخ الماء للأعلى ومازال الكثير من المواطنين يعانون كأيام الحرب ويخرجون للبحث عن الماء في المساجد أو المنازل المجاورة لبيوتهم".
مديريات لا يصلها الماء يوميا تتحدث عن هذا نازك علي حزام ممرضه :"نحن في مديرية المعلا نعاني بشكل كبير من الماء فهو لا يصل يوميا فيأتي يوم واحد ويومان ينقطع وحتى عند وجوده يكون ضعيف ويبقى ساعة أو ساعتين وينقطع فلا نتمكن من تصبين الملابس أو تصفية المنزل فنضطر للقيام فجرا والترقب له والقيام بكل شيء وتعبئة ماء الشرب وقد ناشدنا السلطات ومكتب المياه أكثر من مرة لكن دون جدوى ونحن الأن نريد أن نعرف سبب عدم وصول الماء يوميا مثل بقية المديريات ونتمنى أن يتم حل هذه المشكلة في أقرب وقت.. ونضيف الى هذا ماتعاني منه منطقة الممدارة في الآونة الأخيرة من عدم وصول الماء الى منازل المواطنين دون معرفة أسباب الإنقطاع وخروج المواطنون للبحث عن مكان تواجده والوقوف في طوابير طويلة للحصول عليه.
الدينمات وخطر الموت يقول المواطن خليل محمد (عامل في محل لبيع الدينمات) :"الكثير من الناس لجأ الى شراء الدينمات وتحديدا سكان المنازل المرتفعة لضخ الماء وتقويته حتى يصل اليهم ، ولكن هذه الدينمات سلاح ذو حدين بقدر ما ينتفع المواطن بقدر ما تضره فهي تتعرض دائما للأعطال أو توقفها عن العمل فجأة وطالما سمعنا في الآونة الأخيرة وفاة أشخاص بسببها فهي تعتمد على الكهرباء ووجود الماء فيها يعرضنا لخطر قد يؤدي الى الموت بالإضافة الى أن المنازل المجاورة أو القريبة لا يصل اليها الماء بسبب شفط الدينمات له وكم من جيران دخلوا في مشاكل وصراعات أدت الى القطيعة بسبب الدينمات.
كثرة البلاغات والشكاوي تتكلم في هذا الصدد المواطنة عفاف علي متضررة من عطل في البيبات :"انا من سكان مديرية خور مكسر حي السفارات قدمت بلاغ لمؤسسة المياه لوجود تسرب من القصبة الرئيسية للماء التابعة لمنزلي للشارع وعدم دخول الماء الية وهذه ليست أول مرة وكل مرة يتم تصليح العطل ليعود مرة أخرى والكثير من المواطنين في الحي يشكون من الأعطال المستمرة للبيبات والسدات وفيض الماء في القصب وهذا الشيء أصبح مصدر ازعاج لنا وحتى نسمع في أكثر من منطقة حدوث نفس هذه المشكلة فنريد تدخل سريع للحد منها ومعالجتها".
للرد على تساؤلات المواطنين ومعرفة الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة كان لي لقاء مع الأستاذ نجيب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بمديرية كريتر والذي قال :"أزمة الماء في محافظة عدن وجدت منذ فترة طويلة لكنها تفاقمت نتيجة لعدة أسباب 1/ قلة الإنتاج بسبب مشكلة مصادر المياه 2/ التوسع العشوائي والغير مدروس من قبل الكثير من المواطنين 3/ السطو على شبكة المياه ابتداءا من المصادر وحتى داخل المدن.
وفي سؤاله عن وضع مؤسسة المياه يجيب قائلاً :"المؤسسة مستقلة تقدم خدمة وتستلم مقابل لها واذا لم تحصل على هذا المقابل سيؤدي ذلك الى توقف نشاطها وعدم توفر الديزل والبترول وقطع الغيار ورواتب العاملين فيها، وفي حال استمرار المواطنون في عدم دفع فواتير الماء لتعلن المؤسسة عن افلاسها وبالتالي انعدام المياه داخل محافظة عدن لذلك اناشد كل مواطن بتسديد الفواتير حرصا على عدم وقوع الكارثة وسد ولو جزء بسيط من عجز المؤسسة".
وبخصوص ما تحتاجه مؤسسة المياه لتفادي الأزمة يقول :"اذا تمكنت من الحصول على ميزانية مخصصة للمؤسسة شهريا ستتمكن من الاستمرار في النشاط وتوفير أموال للتشغيل ومستحقات ورواتب العمال ونتغلب بالحد المعقول على هذه الازمة في محافظة عدن".
وبين انتظار الماء والبحث عنه يدخل المواطنون في عدن دوامة الصراع مع الوقت الذي يوجد فيه وكيفية استغلاله وبين خوفهم من تفاقم الوضع بعد الإنذارات الكثيرة التي تصدر عن مؤسسة المياه بقطع الماء نهائيا في حال عدم تسديد الفواتير الذي أصبح المواطن يسأل نفسة بسخرية وتعجب !! كيف يسددها والماء غير موجود أم يسددها في أمل اصلاح الأعطال وعودة المياه الى مجاريها ووصولها لكل المنازل واستغلال موقع عدن وبحارها في رفد المحافظة بالماء الكافي لتعود عدن عروس البحر العربي وتنتهي أزمة المياه التي باتت تخنق المواطن دون رحمه.