يسعى فنّانو الكوميديا إلى إدخال البهجة على قلوب جمهورهم ومحبّيهم، وأن يقدّموا مئات الأعمال الكوميديّة، التي تصل إلى الجمهور، سواء من خلال الأفلام السينمائية أو المسرحيات أو المسلسلات التلفزيونية. إذ غالباً ما تطغي أدوارهم الكوميديّة على حياتهم الشخصيّة، ويتم اختصارهم بأدوارهم، وينسى الناس آلامهم الشخصيّة والنكبات التي يمرّون بها. لكن، الجلطة الدماغيَّة كانت لهم بالمرصاد، فمنهم من رحل، ومنهم من اعتزل الفن بسبب حالته. الفنانة الكوميدية سعاد نصر، عند وفاتها، قيل إن السبب هو خطأ طبيب التخدير، وذلك خلال قيامها بعملية جراحية لشفط الدهون. لكن تقرير الطبيب الشرعي، أفاد بأن سبب الوفاة هو غيبوبة جذع الدماغ، حيث إنها كانت قد تعرضت لجلطة قديمة في الدماغ، ولم تعالج حينها بالشكل المطلوب. وبعد رحيلها بوقت قصير، أصيب زميلها الفنان طلعت زكريا، بجلطة دماغيّة نُقِل على إثرها إلى المستشفى، وكان المقرّبون منه ينتظرون إعلان وفاته بسبب حالته الخطيرة، إلا أنّه تخطّى أعراض الجلطة، وعاد للفنّ بعد أشهر قليلة. أما زعيم مدرسة المشاغبين، الفنان سعيد صالح، فقد عانى من أمراض عدة في آخر أيام حياته، لكن وفاته كانت بسبب جلطة في الدماغ ألزمته المستشفى في حالة حرجة، حتى رحل عن عالمنا. كما عانى ناظر مدرسة المشاغبين، الفنان حسن مصطفى، من أمراض القلب والضغط والسكر، لكن توفي نتيجة جلطة في الدماغ، حيث بقي في غيبوبة، رغم أنّ الأطباء أعلنوا أنّه تخطّى مرحلة الخطر، لكنه رحل قبل أن يفيق من غيبوبته. كذلك الفنان الكوميدي يونس شلبي، أصيب بجلطة في الدماغ، ومكث في العناية المُركّزة، حيث كان يعاني من صعوبة في الكلام وحركة العينين. وعانى الفنان سيد زيان، لمدة 13 عاماً، من مضاعفات جلطة الدماغ، وإصابته بالشلل النصفي، وعدم القدرة على الكلام. ورغم أنه تجاوز أزمة النطق، إلا أنه توفي بعد معاناة طويلة مع المرض. كما كانت الجلطة الدماغية سبباً في ابتعاد بعض الفنانين عن الأضواء بعد أن نجوا منها، منهم الممثل الكبير جورج سيدهم، الذي يلازم الفراش منذ سنوات عدة، بسبب جلطة في الدماغ. أما النجم المنتصر بالله، الذي اشتهر في الثمانينيات، فقد أصيب هو الآخر بجلطة في الدماغ، استطاع أن يتخطاها بعد أن تمّ علاجه على نفقة أحد الأثرياء من دول الخليج العربي. وبعد أن أصيب الفنان صلاح عبدالله، بجلطة مفاجئة في الدماغ، وتم إسعافه بسرعة، أعلن أنّه سيعكف على قراءة القرآن الكريم، وأداء الصلوات في مواعيدها، لأن الله أنقذه من الموت، ولأنه رأى الموت بأم عينيه، واختبره مباشرة. وأكّد أنه عاهد الله أن يقوم بزيارة بيت الله الحرام، وأداء العمرة في رمضان، وأداء فريضة الحج، بعد أن يمنّ الله عليه بتمام الشفاء والصحة. قديماً، قيل إن أصحاب البسمة الدائمة يملكون قلباً حزيناً، ولكن حالياً يمكننا القول إن صناع البهجة هم الأكثر تعرضاً لمخاطر جلطة الدماغ، ومنهم من يقضي نحبه بسببها أو يعتزل الفن نهائياً نتيجة مضاعفاتها الخطيرة، بينما نجا البعض الآخر وأكمل مسيرته الفنيّة.
