بعد فشل مباحثات الكويت في التوصل الى حل لوقف الحرب في اليمن، نتيجة لإدعاء كل طرف بمظلومية الحق. ونتيجة للفشل في ايجاد صيغة حلولاً ولو كانت بسيطة مع وفد الحوثي وعفاش من جهة ووفد الشرعية من جهة اخرى. ولان تلك المباحثات قائمة على بيع وشراء بين مشتريين ,سماسرة وليس مشتري وبائع، ومن يفلح في شراء تلك الصفقة سيفوز بتلك الضيعة المرتهنة للفساد. وحتى لا تكون نتائج تلك المباحثات فاشلة، قدم اسماعيل ولد الشيخ أحمد مقترحاً كمحاولة في ايجاد صيغة حلول بعد معرفته التامة بل يمكن بعد التشاور مع علي عبدالله صالح حول هذا المقترح كمحاولة لعل وفد الشرعية يقبل به ويقع في الفخ. ونتيجة لذلك قدم اسماعيل ولد الشيخ مقترحاً، و الذي سبق وأن اشار اليه علي عبدالله صالح في أحد مقابلاته التليفزيونية المتضمن حل اللجنة الثورية الحوثية، يقضي بحل اللجنة الثورية الحوثية والدستور الذي أعلن عنه الحوثيين. عندما قرأت تلك المقترحات تبادر الى ذهني وكأن علي عبدالله صالح هو من اقترحها وليس ولد الشيخ لكون هذا ما يريده ويسعى اليه علي عبدالله صالح، فهذا المقترح سيحل ضمن سلسلة حلول تحل هذان الامران تلقائياً، فلا حاجة لمثل هذا المقترح بمعزل عن المقترحات الأهم. فمثلما اسلفنا في مقال سابق أن تلك المباحثات يكتنفها الغموض، لانها من البداية كانت طريق لحل صراعاً بصراعاً آخر أي استبداله بآخر من اجل مزيداً من العنف، واعطاء فرصة لكي تتم تصفية طرف بحرب باردة بعد عملية السلام. بمعنى آخر، مستحيل التوصل الى حلول سلمية بين الطرفين الا بوجود الطرف الآخر المتجاهل عربياً واقليمياً ودولياً. فعندما نسمع ونقرأ عن حقوق الانسان ودور الاممالمتحدة في تفعيل تلك المنظمات في الترصد ومتابعات عمليات العنف ضد الآخر تحت اية ذرائع كانت تكون حاضراً، الا في فلسطين والجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً) فهناك الاف من الاطفال والنساء سفكت دمائهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ولا نسمع عن استنكار مثل المنظمات الانسانية ولا مجلس امن ولاهم يحزنون، ولا يختلف السلوك وأن اختلف المتنفذون واختلفت الادوات، فعمليات القتل التي تطال ابناء الجنوب على حد سواء لا لشيء، وانما لانهم يطالبوا بحقوقهم المنتهكة من قبل النظام السابق في اليمن. ولكن الواقع هو من يفرض نفسه دائماً، واقع الجنوب مهما كان التجاهل والتامر عليه، فهو الان في وضع سيفرض الحلول التي تتوافق وتنسجم مع تطلعات الشعب. فابناء الجنوب اليوم هم يديرون بلادهم وأن كانت الامكانيات شحيحة و بسيطة. فالإمارات أعلنت أمس انسحابها من اليمن على لسان خارجيتها، والتي تعتبر ثاني أكبر دولة من حيث المشاركة بقوات جوية في عملية “عاصفة الحزم” التي بدأت في 25 مارس العام الماضي، وتحولت إلى عملية “إعادة الأمل” في 22 إبريل. و قد حددت دورها السياسي الذي ينحصر في مساعدة وتمكين اليمنيين في المناطق المحررة”. فكيف سيكون المشهد اذا ايضا أعلنت السعودية انسحابها من اليمن؟ لن يبقى الا خيار واحد مهما تاجل وتاخر وهو الحوار بين الشمال والجنوب حول استمرارية الوحدة أو الاحتفاظ بحسن الجوار واتخاذ سبل اخرى تقضي في امكانية التنقل بين البلدين بالبطاقة الشخصة.