وبعد الزعيق حد الزئير، هاهو المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ يلف شباكه، ويطوي سحره على عنق القيادة الشرعية، وحول الوفد الحكومي المفاوض، ويعيده مكبلا هذه المرة إلى مزبلته في الكويت، لمواصلة ما يسمى بالمشاورات بين الطرفين (الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثة ومن تحالف معهم) للوصول إلى ما يسميه بحل للازمة، وهي الناجمة عن الانقلاب الذي ظل المجتمع الدولي يكرسه من الباطن، ويدينه في الظاهر في عملية انفصام عجيبة كان من شأنها، بل من نتائجها تمادي الانقلابيين في قتل الآلاف من المواطنين، وجرح عشرات الآلاف، وتدمير ، وحصار المدن، ونسف وتدمير آلاف المنازل على رؤوس أهلها في كل محافظات الوطن، وخصوصا عدن، وتعز، التي ما زالت تتجرع الأمرين جراء هذا التواطؤ الدولي . وكما يبدو، فإن ولد الشيخ قد كال من جعبة أكاذيبه الخائنة، ما دفع الوفد الحكومي للتسليم بالعودة إلى ملتقى أحاديث ومشاورات (الصنجان)، وهذه المرة بالتزام وقت محدد قدره أسبوعان !! للتشاور في تنفيذ القرار الدولي 2216 الذي كان ينبغي أن ينفذه مجلس الأمن في حينه وزمنه، وبحسب متطلباته، باعتبار أنه قرار ملزم من البند السابع، ولكن.. ظلت المسألة في إطاريها ظاهر وباطن، شأنها شأن إصرار المجتمع الدولي هذا على ابقاء كل هياكل تعامله قائمة، ومحصورة بالجانب الانقلابي في العاصمة صنعاء، ومنع الحكومة الشرعية من العمل كدولة من العاصمة المؤقتة(عدن)، ودفعها عمليا ( لعدم توفر المقومات المالية) للبقاء في السعودية ، ولدفعها أيضا إلى تقديم مزيدا من التنازلات، وبما يعنيه ذلك من تكريس للواقع الانقلابي، والاعتراف الضمني بشرعيته من خلال ارغام الطرف الشرعي على التخاطب مع المعتدين البغاة، والوقوف معهم على قدم المساواة، وهو ما يسيل الآن لعاب الخائن ولد الشيخ لتسويق فكرة حكومة وحدة وطنية مع الانقلابيين وكأن معاناة الناس وقتلهم وسفك دمائهم وتشريدهم من أرضهم كان مجرد لعب صبيان، أو تمثيل في استديوهات هوليود . وعلى كل حال، سنصبر أسبوعين، ويا ( اللي صبرت سنة، زيدي شهير عمرك!!) وسنرى وعد عرقوب، وسنرى وفاء الانقلابيين لخادمهم ولد الشيخ، وعندها سيكذب الماء الغطاس، وعلى قول القائل : أمش وراء الكذاب إلى باب بيته.. لكن مع ذلك نخشى أن يكون هذا الذهاب مقرونا كالعادة بهدنة في الميدان، ووقف للضربات الجوية، ذلك أن هذا سيكون فيما لو حصل معينا آسنا لمزيد من البغي، والنكث بالالتزامات، والاتفاقات، وسنعود بعد ذلك مرات للت، والفحس، والعجن، وتضييع الوقت، واطالة أمد العذاب والمعاناة لشعب تعداده 25 مليون آدمي من أجل قلة لا تمثل نسبة إلا بما لديها من أموال ايران، وتأييد أمريكا بمقتضى الاتفاق النووي الذي يراد أن يكون مقبرة للعرب والمسلمين في الجزيرة العربية ، والخليج العربي . في الأخير نذكر إخواننا (الطرف الشرعي) بالحذر من ولد الشيخ وسمومه التي يدسها تحت شعارات السلام، وهو يقصد الاستسلام .. احذروا أن تعودوا بدون شرعية ولا يمن مستقل، فالتاريخ لا ينسى، والشعب يسجل كل شيء، فالحذر .. ثم الحذر !! .