من أراد التخوين فليخون .. ومن أراد وصفي بالعمالة فلا بأس .. ومن أراد الصمت وغض البصر فهو شأنه .. إنه وطني الذي يضيع ولابد من قول ما قد يزعج البعض فهي مبادئ والمبادئ لا تجزأ . أسر الشهداء تم توفير كل احتياجاتهم ولم يعودوا يحتاجون شيئا . الجرحى كلهم عولجوا في أرقى المشافي ولم يعد منهم من يشكو شيئا . المنازل والمرافق المدمرة تم تعميرها وترميمها وتجهيزها لأهلها ولم يعد هناك أسرة مشردة بسبب دمار منزلها . الخدمات التي جزء كبير منها دمر وازداد إنهاكا في الحرب خاصة الكهرباء تم إصلاحها جميعا ولم يعد المواطن يشكو غيابها أو ضعفها . المقاومة تم تكريم أبطالها جميعا أفرادا وقيادات وتم تأهيلهم وتجهيزهم وتسوية وضعهم ودمجهم في مؤسستي الأمن والجيش ولم يشيطن بعضهم تخت مسمى داعش ولم يغتال بعضهم ولم تقدم الأولوية تحت حسابات مناطقية وحسابات مادية وحسابات عنصرية ولم يهمل الكثير من رجال المقاومة الذين ظهروا حينما اختفى الكثير في الحرب ولم تقسم المقاومة وتوزع على قيادات فردية لا تتبع المؤسستين الأمنية والعسكرية ولا يتلقون الأوامر إلا من قيادات الدولة الرسمية . مؤسسات الدولة في الجنوب تحديدا أعيد فتحها وترتيب أوضاعها بما يخدم الشعب فالمطار مفتوح ويعمل على مدار الساعة والميناء يكاد لا يتوقف والمصافي يعج بالحركة والنشاط ويفيض مخزونه النفطي و والأمن والأمان بات حقيقة و واقعا فلا اغتيالات ولا تصفيات ولا انفجارات ولا استهداف لأي شخصية اعتبارية أو مواطن عادي ولم يلق القبض على هذا بدون تهمة وذاك لخلافه الشخصي مع القائد فلان والقائد زعطان . لم تتحول قياداتنا جميعها إلى عملة صعبة لا يمكن الوصول إليها ولا يمكن إيصال الرسائل والأفكار والاحتياجات إلا عن طريق حراس البوابة الذين أصبحوا فجأة مدراء مكاتب فغالوا كثيرا في هجران أهل الشأن واكتفوا إما بمن يتصل بالقبيلة الفلانية أو العلانية أو من يبيع الكلام الحلو ويجامل ويقدم الولاء والبراء ليحصل على الرضى والقبول وتفتح له الأبواب المغلقة . لم تتحول قياداتنا ومسئولونا الذين غنينا باسمهم ورفعناهم عاليا في الداخل والخارج إلى كومبارس لا يقدم ولا يؤخر وليس لهم صلة بكل ما يحدث في عدن وأخواتها وليسوا إلا دمى يلعب بها وترمى بعد الملل منها ومن فائدتها . لم تتحول أحلام وآمال ومطالب المواطن البسيط في عدن وأخواتها من دولة واستقلال أو إقليم جنوبي أو حتى إقليمين وفق مخرجات الحوار مع فرض حق تقرير المصير ولم تتحول تلك المطالب إلى كهرباء فقط وقليل من المياه ورفع المجاري وهكذا . لم تنتشر الفوضى والعشوائية والبلطجة لدى المواطن بسبب بلطجة بعض القوى المحسوبة ضمن المقاومة . لم ينكر حق أبناء عدن الأبطال بكل فئاتهم ومكوناتهم و الذين غنى باسمهم العالم بأكمله بصمود وثبات أسطوري وتضحيات لا مثيل لها ولم يصنفوا تصنيفا عنصريا تارة بعرب 48 وتارة أخرى بأنهم صومال وهنود دخلاء على الجنوب لا يجب أن يكون لهم مكان وهو تأكيد لكلام عفاش لا رضي الله عنه . لم نترك الصبيحة تقاتل بأبناء المنطقة دون سلاح ودعم كافيين ولم نبخسهم حقهم أبدا ولم نترك مكيراس محتلة في أبين ولم نهجر شبوة وننظر لها بعين الانتقاص والخذلان أبدا . لم نستمر بإرسال مواردنا المالية إلى البنك المركزي في صنعاء ليرسل لنا الفتات لاحقا وبمهانة وإذلال . لم نتمزق ولم نختلف مع بعضنا البعض واتحدنا وفق هدف شعبي لطالما طالب به منذ أكثر من عقدين . لم يتمترس قادتنا في خنادقهم الجديدة وهي مكاتب الدولة ولم يصنع كل واحد منهم لنفسه هالة إعلامية باستخدام بعض المطبلين المأجورين لتضخيم مهام أساسية لم تنفذ ومنع أي معارض او مخالف وصرف تهم الخيانة والعمالة سواء في منصات الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي . لم نمجد أشخاصا ونطبل لهم ليلا ونهارا ونتناسى أن القضية وطن وحلم كبير شكله ونفذه شعب بأكمله بكل أطيافه ومكوناته . لم يهجر مسئولونا أصحاب الفكر والخبرة والباع الطويل وكذلك الشباب المبدع الذي يحتاج لدفعة ليتقدم ويقدم كل ما لديه ولم يكتفوا فقط ببعض الملمعين والمقربين لهم . لم يتحول إعلامنا بكل أنواعه ومشاربه وتوجهاته إلى جبهات تتصارع بينها البين لخدمة هذا أو ذاك . لم يندم المواطن لأن الحرب انتهت وكانت مآلاتها مخالفة لما خرج من أجله آنذاك خاصة وأنه هو الذي خرج وأخرج ابنه وأخاه وقدم كل ما يملك من روح وجسد و مال . لم يندم الكثير من المغتربين الذين قدموا الملايين من الريالات والدراهم والدولارات لخدمة قضيتهم وشعبهم وفي الأخير وجدوا أن الصراع الجنوبي الجنوبي مازال موجودا خاصة على مستوى القيادات . لم نشعر بأن هناك أخطاء يرتكبها التحالف في حقنا من حيث إهمال قضيتنا والتهاون في تقديم الخدمات الأساسية للمواطن سيما كهرباء عدن بينما نحن نسبح ليلا ونهارا بشكرهم والتغني بمنجزاتهم حتى التي لسنا مقتنعين بها . لم يندم كل مغترب نزل إلى عاصمته عدن ورآها مكنا غير قابل للعيش بعد عام ونيف من التحرير وانتهاء المعارك . لم يفكر كل مواطن بفرصة لمغادرة بلده والتوجه نحو أي مكان يقبله ويوفر له الحياة الكريمة بدون هوان . لم يبق الرئيس خارج بلده رغم أن الجنوب محرر وجزء من الشمال كذلك ولم يمكن حزب واحد من معظم المؤسسات الإعلامية الرسمية ولم يعين شخصا واحد خارج عن الوطنية والولاء لبلده وشعبه . لم تأت الحكومة لتقضي على ما أبقته الحرب للمواطن ولم تزد من الطين بلة ولم يعين فيها لا لصوص ولا خونة ولا عملاء لعفاش والحوثي ولم يعين فيها وزير واحد من خارج تخصصه ولم يكره الشعب اليوم الذي رأى فيها تلك الحكومة . لم يعمل رئيس الحكومة ووزراء لديه على إيقاف وعرقلة كل قرار يخدم المواطن بعيدا عن عفاش والحوثي وصنعاء بمن فيها . من السهل أن نقول لم ولم ولم لكل ما لسنا مقتنعين به .. ولكن متى نفيق ونعرف أننا أصبحنا لاشيء بعد أن كنا كل شيء ؟!! أسامة عدنان