قال نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر ان اليمن يعيش حالياً كارثة والناس جميعا يأملون أن تنجح المحادثات في الكويت، لكن إذا فشلت فستكون الكارثة أكثر قسوة وأكثر وحشية وأكثر دموية وهذا احتمال قائم”. وأضاف إن “المشكلة أن الإخوة في الكويت وفي الدول العظمى تستشعر أحياناً أنهم أكثر إدراكاً للمخاطر المحدقة باليمن من الذي يحكمون اليمن سواء كانوا أنصار الله أو حزب المؤتمر الشعبي (بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح) أو الشرعية والإحساس بمعاناة الناس والمشكلة القائمة التي يعيشها اليمنيون غير مستوعبة لدى المتقاتلين المتحاورين”.
ورأى أنه “إذا ما فشلت المشاورات واستمرت الحرب فاليمن من الناحية الواقعية مفكك وسيزداد تفككاً”، مضيفاً “هناك جنوب مفكك وهناك شمال مفكك ووضع حضرموت يختلف عن وضع بقية المحافظاتالجنوبية، ووضع الجوف ومأرب يختلف عن وضع تعز أو صنعاء أوعمران أو الحديدة أو تعز المحاصرة”.
وأشار “إلى أن التفكك سيمضي باتجاه حرب الكل ضد الكل داخل المناطق وداخل القبائل”، مؤكداً “أن اليمن لم يعد منقسماً إلى شطرين فقط شمالاً وجنوباً بل إلى أشطار عدة”. وتوقع أن تظهر قوى دينية وقبلية أكثر دموية ووحشية عما هي موجودة حالياً تطيح بما تبقى من القوى العقلانية في اليمن، موضحاً “أن الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل تنظيمي “القاعدة وداعش و(جماعة) أنصار الشريعة قد تتناسل إلى قوى أخرى أشد عنفاً ودموية وتكون الكارثة أعم وأخطر”، مستشهداً بما حدث في الصومال وباكستان.
ولفت إلى أنه “للمرة الأولى في تاريخ اليمن تضربها الحرب من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها فالحرب هي أم الجرائم كلها، واليمن يتقاتل كله ضد بعضه البعض على أساس مناطقي وطائفي، حيث دخلت الحرب كل قرية وكل بيت وكل أسرة” .
ورأى أن “أن الأحزاب السياسية هي الأخرى من الناحية العملية في حالة تفكك في إطار التفكك العام الحاصل في اليمن”، قائلاً إن “الحرب ألغت السياسة وهمشت الأحزاب وباتت الأحزاب والسياسية والاتجاهات المدنية موزعة على خريطة الحرب والاتجاهات المتقاتلة هي التي صارت تحكم، أما لغة السياسة والمدنية ولغة العقل فقد ضاعت”.