أن تشكيل المجلس السياسي في صنعاء وتحالف الحوثيين وصالح خطوة إستباقية- سياسية مهمة لتلك الأطراف لحشد الشعب في الشمال خلفهم والظهور أمام العالم ودول التحالف بأنهم قوة متماسكة يفرضون سيطرتهم على الأرض.. مستفيدين من ضبابية الموقف الدولي والإقليمي، وتقديم أنفسهم في مباحثات الكويت الآخيرة كشركاء حقيقين في صنع القرار السياسي باليمن ويضعون دول التحالف في موقف صعب لخلط الاوراق وآخر ورقة لهم (انتحار سياسي) بمثابة الأعلان عن الأنفصال من طرف واحد! يخدم القضية الجنوبية ويهيأ إلى فك الارتباط بين الشمال والجنوب، إذا ما عرف الجنوبيون إلتقاطها بالشكل الصحيح . التحالف العربي لا يملك قوة بديلة عن الحوثيين وصالح في الشمال ولا يستطيع أن يعتمد على حزب الاصلاح ( الأخوان المسلمين) ومايحصل في تعز ومأرب خير دليل على ذلك، كما أن النموذج الليبي وسوريا والعراق، ونشاط التيارات الدينية المتشددة وماتقوم به هذه الجماعات الإسلامية من أعمال إرهابية كنموذج سيئ في المنطقة قد يتكرر مرة أخرى في اليمن مع حزب الاصلاح ( الاخوان المسلمين) الذي لا يوجد لديهم مشروع وطني وهم عبارة عن تنظيم إسلامي دولي يشكل خطورة أكبر على دول الخليج والمنطقة، والتحالف معهم مرحلي وبحذر شديد لمواجهة الحوثيين وصالح فقط، وبالمقابل لا دول الخليج ولا دول العالم تريد القضاء كاملا على قوات صالح والحوثين حفاظا على موازين القوى في اليمن وحتى لا تقوى واحدة ضد آخرى! على أن تظل دول الخليج والمملكة هي من تدير اللعبة من الرياض وفق ما تمليه من شروط تحافظ على مصالحها وأمنها.
لقد تغير الموقف اليوم بأعلان المجلس السياسي والتحالف بين الحوثيين وصالح، وسيتغير موقف دول الخليج والدول الأخرى تجاه القضية الجنوبية لصالح الجنوب إذا ما تحرك الجنوبيين بخطوات ثابته وسريعة نحو بناء والمؤسسات ومحاربة الإرهاب وتماسك أفراد المجتمع الجنوبي بما يعزز دعائم السلم والتعايش والأمن والاستقرار، وإيجاد تفاهمات بين مختلف القوى السياسية الجنوبية في توحيد موقفها ومشروعها السياس ولهذا مطلوب من الجنوبيين اليوم التوجه نحو بناء المؤسسات الجنوبية وفي مقدمة ذلك الجيش والأمن لتهيئة الظروف للقادم ومطالبة الرئيس هادي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لتقديم الدعم العسكري والمادي للمناطق الجنوبية المحررة وتأمين العاصمة عدن وعلى الجنوبيين عدم التسرع في إتخاذ أي خطوة سياسية مغامرة قد تخدم عفاش والحوثيين أكثر من خدمة الجنوب.. مطلوب التريث والعمل على الأرض بخطى حثيثة وسريعة لتوحيد الموقف الجنوبي خلف المقاومة الجنوبية وحراكها السلمي لأقتناص الفرصة القادمة ودعم السلطات المحلية والوقوف إلى جانبها في هذه المرحلة وتشكيل مجلس تنسيق بين المحافظات الجنوبية بالتنسيق مع المقاومة الجنوبية وحراكها السلمي، ومواصلة العمل مع القيادات السياسية في الخارج ومطالبتها بالتحرك السياسي والتنسيق مع القوى السياسية الأخرى في الداخل لتوحيد الموقف والهدف بما يخدم القضية الجنوبية ويحقق طموحات شعبنا ويفي بتضحيات الشهداء والجرحى وعلى الرئيس هادي مواصلة تمسكه بالقرار الأممي 2216 وعدم تقديم أي تنازلات للحوثيين وصالح، والعمل على الأرض لتحرير ماتبقى من المناطق الجنوبية( مكيراس وبيحان) وإستكمال السيطرة على كل مناطق الجنوب وتأمين المنافذ الحدودية مع العربية اليمنية، وتعين محافظين لأبين وشبوة والمهرة أسوة بالمحافظات الأخرى .. ومطلوب من الجميع وقف جلد الذات والعمل على وحدة الصف الجنوبي وتبادل الثقة وتقديم التنازلات من أجل الوطن..