هناك شرائح كثيرة من النخب المثقفة الجنوبية تحدثوا مرارا وتكرارا وكتبوا أكثر من مرة وشخصوا عن سبب عدم التعاطي الايجابي من قبل المجتمع الدولي و الاقليمي للقضية الجنوبية يعود سبب الى حالة الانقسامات الحاصلة لمكونات الحراك الجنوبي بالإضافة الى عدم وجود حامل سياسي لهذه القضية ، الامر الذي نتج عنه عدم قدرة الحراك على استغلال الكثير من الفرص التي سنحت أمامه والتي كان بالإمكان استغلالها استغلالا أمثل تمكنه من فرض نفسه كقوة سياسية متماسكة يجعل من الصعب و المستحيل تخطيها أو تهميشها او القفز عليها أو استنساخها ، غير ان حالة الانقسام والتشظي التي رافقة مرحلته النضالية اصبحت كحجر عثرة وعائق حال دون تمكنه من إيجاد حامل سياسي يترجم طموحات الشعب الجنوبي الذي عانى ولازال يعاني الكثير جراء الواقع الدخيل المفروض على ارضه وثقافته وهويته من قبل الاحتلال الشمالي الذي استباح ارضه بقوة السلاح . لسنا هنا بصدد التحدث عن الفرص و المراحل التي كان من المفترض على مكونات حراك الشعب الجنوبي الذي خرج بالملاين وقدم الشهداء و الجرحى وسطر أروع ملاحم البطولة والفداء والصمود استثمارها ، بل نحاول التعرف عن السبب الحقيقي والسر الذي وقف ويقف حتى اللحظة عائقا أمام عدم توفر الارادة الحقيقية التي تحول دون العمل على إنجاز وحدة الصف الجنوبي وإيجاد حامل سياسي لقضية هذا الشعب الثائر ( الشعب الجنوبي) الذي قدم التضحيات ولازال يقدم من اجل الانتصار لقضيته العادلة و الشرعية القضية الجنوبية .
فإذا كان جميع قيادات مكونات الحراك الجنوبي يدركون حقيقة إن غياب الحامل السياسي للقضية الجنوبية واستمرار حالة التشظي و الانقسام كما هواء حاصل اليوم فإن المجتمع الدولي وكذا الاقليمي سوف يستمر في تجاهله لقضيتنا الجنوبية حيث إن استمراره هذا يعني استمرار مصادرة حق شعب الجنوب في استعاده حقة الشرعي والعادل ، والسؤال الذي يفرض نفسة في مثل هكذا ه الحالة ، لماذا لم تسارع قيادات مكونات الحراك الجنوبي الى توحيد صفها تحت أي مسمى كان وإجاد حامل سياسي للقضية يلتف حولة كافة فئات شعب الجنوب دون استثناء او أقصى لاحد ؟ لقد أن الاون ان تدرك قيادات مكونات الحراك الجنوبي إن حالة الانقسام وتعدد المكونات قد أضر بالقضية الجنوبية بالقدر نفسة الذي أضرها حلفاء وشركاء حرب الفيد والغنيمة صيف 94م وإعلامهم الممجوج الزائف والذين عمدوا على تكريس جل جهدهم وإمكانياتهم للعمل على تشوية صورة نضال الشعب الجنوبي والمتمثل بحراكه السلمي وقضيته الجنوبية وتقزيمها أمام المجتمع الدولي و الاقليمي مستغلا بذلك الثغرات الحاصلة في جسد هذا الحراك كحالة الانقسامات وتعدد المكونات وضعف الدور الاعلامي والسياسي للحراك الجنوبي الذي لم يستطيع مواكبة الزخم الجماهيري ،حيث تكونت لدى المجتمع الدولي والاقليمي جراء التقارير الاعلامية الزائفة والمضللة صورة مشوهه عن الحراك الجنوبي ، حيث ان هذا التغافل والتجاهل للقضية يعد هو السبب الرئيسي جراء حالة الانقسام هذه بالتالي نتج عنه عدم القدر على إيجاد الحامل السياسي للقضية وندلل ذلك من خلال كلام المبعوث الاممي السابق جمال بن عمر عند زيارته لمحافظة عدن وكذاء السفير البريطاني السابق والذين جميعهم أكدوا على ضرورة توحيد الصف ، فمتى يعي قادة مكونات حراكنا الجنوبي خطورة مثل هذه الانقسامات على شعب الجنوب وقضيته ،ومتى تصحى العقول و الضمائر أم ان الانقسام قد بات دائنا العضال ؟ لم يأن الاون بعد لوحدة الصف الجنوبي وإيجاد الحامل السياسي الذي يتطلع إليه الشعب الجنوبي الصابر و الصامد ؟؟