المتفاوضون اليمنيون في الكويت لم يستطيعوا تحمل الام ماضيهم ولم يستطيعوا بناء مستقبلهم فمضى كُل الى غايته. جماعة الحوثي وحليفهم صالح اقدموا على اجراء احادي الجانب ، بتأسيسهم مجلس مجلس سياسي يدير البلاد وهو كناية عن كيان سياسي جديد يمتلك الارض والسلاح والمال، وجماعة الشرعية حزمت حقائبها المملؤة بالادانات والانتقادات واعلنت مغادرتها ارض المفاوضات في الكويت وعودتها الى مثواها الاخير في الرياض. والسؤال المطروح اليوم على الساحات اليمنية هل قيام كيان سياسي في الشمال سيسبقه كيان سياسي جنوبي واخر كيان اوسطي يتم بعدها التفاوض بين هذه الكيانات السياسية الثلاثة لتأسيس دولة فيدرالية اتحادية في اليمن.. ام ان الامر اكثر صعوبة من ذلك فقيام كيان سياسي في الشمال اشبه ( بكيان الصرب) في يوغسلافيا الاتحادية . الذي حكم يوغسلافيا بالحديد والنار وطلب من كوسوفو ان تظل اقليم حكم ذاتي في اطار يوغسلافيا لكن كوسوفو رفضت ذلك واعلنت منح نفسه الاستقلال الناجز فقامت الحرب بينهما ، حتى تدخل حلف الناتو وحسم الامر . لكن هذه اوروبا ، اما اليمن بعيدة كل البعد عن اوروبا. لكن التكتيك (الصنعاني) المقروء منذ تأسيس مجلس سياسي في صنعاء يبدو ان يستهدف اليمن بحذافيرها ، فهو استطاع ان يرهق الجنوب بصراعاته ويجعله اسيراً لتناقضاته الداخلية حتى يتفرغ الكيان السياسي في (صنعاء) من ازماته مع الجيران ويقدم على تسويات (تكتيكية) يستجمع فيه قواه ، ثم يمد ذراعه نحو الجنوب وجاء توقيت قيام كيان سياسي في صنعاء محكماً فالبلدان العربية تعيش ازمات حادة وصراعات دامية في كل من سوريا والعراق وليبيا وهناك ربما صراعات قادمة حول المياه بين (مصر والسودان واثيوبيا) وصراع قادم بين المغرب والجزائر حول ( الصحراء الغربية) وربما جاء هذا التوقيت والمجتمع الدولي مشغولاً بالترتيبات (final) النهائية لأعضاء مجلس الامن الدولي واختيار امين عام مجلس الامن الدولي الجديد ففي هذه الفترة تكون اجهزة الامن الدولي معطلة وينتظر ان يفرج عنها نهاية هذا العام 2016م. اما الجنوبيون فما حيلتهم ،فهم (مكّبلون ) بالتزامات حكومة الشرعية والتحالف العربي واموره معطلة المالية والخدماتية والسياسية . والجنوب في اخر الامر سيتحمل (صليب كوسوفو) اذا لم تظهر منه افكار خارقة للعادة يقودها حكيماً ولديه (كاريزما) تؤهله القيادة والخروج بأهل الجنوب من سباتهم ومن موقفهم التقليدي (السلبي) حين قالوا ان الامر لا يعنينا في مؤتمر الحوار الوطني وقالوا ان الامر لا يعنيهم من مخرجات التفاوض في الكويت وما الذي يعنيهم بعد ...