هذا المطلب لا ينم عن نزعة عسكرية او مصلحة في استمرار الحرب وانما لذلك اسباب وتجارب دولية اثبتت نجاعتها اولا - الاسباب معرفة طبيعة الخصم المقابل للشرعية الحوثيين وصالح بنزعتهما الدائمة لاستخدام العنف المسلح والمراوغة والنكث بالعهود والاتفاقات يجعل من الضروري بمكان التعامل معهم بمنطق القوة اللغة الوحيدة التي يعترفون بها دون غيرها هذه الخلاصة والاستنتاج نابعة من التجارب الاخيرة في تعاملهم مع خصومهم حين كانوا في مركز القوة والسيطرة وسأكتفي هنا بسرد مثالين لا غير عن سلوكيات صالح والجماعة الحوثية 1- نموذج صالح في تعامل صالح مع القادة الجنوبيين الذين ذهبوا اليه لتحقيق الوحدة مع اليمن الشمالي وتسليمه دولة كاملة ذات سيادة غدر بهم وقضي علي الحلم القومي حينها بتحقيق الوحدة اليمنية كمنطلق لتحقيق الوحدة العربية عندما نشب الخلاف بين الطرفين الجنوبي والشمالي سعت جميع الاحزاب والقوي السياسية حل الازمة عبر تفاوض مضني لعدة اسابيع تمخض عنها في النهاية وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في العاصمة الاردنية برعاية المغفور له الملك حسين بن طلال في فبراير 1994 ولم يكد حبر التواقيع قد جفت واذا بحرب مدمرة يشعلها صالح رسميا في مايو 1994ضد اراضي الجنوب واظهرت هذه الحرب بحجم الدمار الذي الحقته بالجنوب وارتفاع عدد ضحاياها انها لم تكن ارتجالية وانما تم التخطيط لها مسبقا وفي وقت مبكر ولم تكن موافقة التفاوض علي وثيقة العهد والاتفاق والتوقيع عليها ليس الا من قبل التضليل والمواربة 2-نموذج الحوثيين بالرغم ان الحوثيين هم من صاغوا اتفاق السلم والشراكة الموقع عليه من قبل جميع الاطراف وتم فرضه علي الرئاسة الا ان الحوثيين انفسهم لم يلتزموا ببنود الاتفاق وما ترتب عليه من اعادة الاسلحة الثقيلة والمتوسطة المستولي عليها الي سلطة الدولة الشرعية الخ ذلك من الالتزامات 000بل عمدوا بقوة السلاح الي التمدد جغرافيا الي عدن والجنوب واحتلالها الي جانب قيامهم بارتكاب جرائم حرب بشعة ضد المدنيين المسالمين في عدن وبقية مناطق الجنوب وكذلك في محافظة تعز بنفس اسلوب ونهج الصرب في يوغسلافيا السابقة
ثانيا - نماذج لبعض التجارب الدولية يجب استمرار العمليات العسكرية مع قبول اجراء مفاوضات في مسقط او اي مكان اخر دون الرضوخ والقبول بالضغوطات الدولية الساعية الي البدء في المفاوضات قبل ان ينفذ الحوثيين وصالح كامل بنود قرار مجلس الأمن الدولي بحذافيره ولا يستطيع الغرب هنا ان يقدم لنا دروسا في الاخلاق والسياسة وهم استخدموا الاسلوب نفسه مع الفيتناميين والصرب 1- في الحرب الأمريكيةالفيتنامية البرفسور هنري كيسنجر استاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الشهيرة استعان به الرئيس نيكسون كمستشار للأمن القومي الامريكي وبعدها كوزير خارجيته أعتمد في سياسة التعامل مع فيتنام الشمالية وحليفتها الفيتكونج سياسة القبضة الحديدية حيث عمل في آن واحد الي التواصل مع السوفيت والصين الشعبية حلفاء فيتنام وفتح قنوات تواصل مع القيادة الفيتنامية للتفاوض حول حل الأزمة في باريس وتزامنت المفاوضات بين الطرفين بمضاعفة الولاياتالمتحدة سعير الحرب والضربات الجوية بشكل غير مسبوق عن ذي قبل علي فيتنام الشمالية تمخض عنها في الاخير توقيع اتفاق باريس في 27 يناير 1973 2- في الحرب اليوغسلافية لمعالجة أزمة كوسوفو لمواجهة سياسة القمع المفرط التي مارستها السلطة الصربية ضد سكان كوسوفو من الألبان المسلمين أصدر مجلس الأمن الدولي في الفترة من مارس 1998 حتي يونيو 1999 اربع قرارات وفق الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة دون ان يشكل ذلك ردعاّ للسلطات الصربية او تراجعها عن سياسة القمع ضد الالبان المسلمين في كوسوفو ولم تتراجع عن تلك السياسة إلا بعد دخول حلف الأطلسي علي الخط في الأزمة علي مرحلتين رئيسيتين المرحلة الأولي تمثلت بتهديدات بتوجيه ضربات جوية ليوغسلافيا اذا لم تتوقف عن ممارسة سياسة القمع ضد ألبان كوسوفو وعلي أثر هذه التهديدات وافقت السلطات الصربية علي مراقبتها في مدي التزامها بقرارات مجلس الأمن الدولي ووقعت علي اتفاقان احداهما مع الحلف الاطلسي علي هذه الموافقة وتمثلت المرحلة الثانية في محاولة التعجيل بالحل السياسي بين اطراف النزاع الصربي وكوسوفو عبر اقتراح ارسال قوات دولية لحماية شعب كوسوفو من البطش الصربي ووجه حلف الاطلسي بهذا الخصوص تهديدا بإنزال ضربات جوية علي يوغسلافيا وذلك بتاريخ 30 يناير 1999 في حال رفض الصرب تواجد قوات الحماية علي اراضيها وانعقدت مفاوضات حول هذا الأمر في منطقة رامبوييه في فرنسا وادي فشل تلك المفاوضات الي بدء الضربات الجوية بكثافة في 24مارس 1999 واستمرت قرابة شهرين ونيف ولم يتم تعليقها ثم إيقافها الا بعد موافقة الصرب علي سحب قواتهم من كوسوفو وإحلالها بقوات دولية لحماية شعب كوسوفو بتوقيع اتفاق بين الصرب والحلف الاطلسي بتاريخ 9 يونيو 1999وفي اليوم التالي في 10 يونيو 1999صدر قرار مجلس الامن الدولي برقم 1244 سمح بموجبه للدول الاعضاء في الاممالمتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة وفق تعبير المجلس بإرسال قوات حماية دولية في كوسوفو . الخلاصة من الخطأ كما جاء في بيان الرئاسة اليمنية بعدم المشاركة “ في اي اجتماع مع ميليشيا الحوثي وصالح حتي تعلن اعترافها بالقرار الدولي 2216 والقبول بتنفيذه بدون قيد وشرط “ هذه العبارات مبهمة وغير دقيقة اطلاقاّ فماذي يعني وما قيمة إعتراف صادر من الحوثيين وجماعة صالح بالقرار الاممي لمجلس الامن اذا كانت الاتفاقات الموقعة من قبلهما لا قيمة لها فكيف يمكن الوثوق بمجرد اعترافهما بقرار مجلس الامن والامر الاخر الصيغة مبهمة بالقول القبول بتنفيذه بدون قيد او شرط ماذا يعني ذلك اليس من الافضل الاصرار بان يتم تنفيذه وتطبيقه اولا وبعدها يتم البدء بالمفاوضات حول بقية البنود من مخرجات الحوار والمستقبل السياسي للحوثيين وجماعة صالح في الحياة السياسية الخاصة باليمن هل تعذر الحوثيين انهم لا يعلمون لمن يتم تسليم اسلحتهم التي استولوا عليها من الدولة وفق نصوص القرار هل هذا يمكن ان يشكل عقبة لا يمكن تجاوزها اليس بالامكان الحصول علي حلا لذلك علي سبيل المثال تشكيل لجنة عسكرية مدنية سواء كانت عربية او اجنبة او مختلطة بإشراف من الاممالمتحدة او جامعة الدول العربية تتولي القيام بهذه المهمة ؟؟؟ هناك درسين يتوجب الاستفادة مما تناولناه في هذه المقالة 1- التفاوض من منطق القوة العسكرية دون توقف الضربات الجوية والعمليات العسكرية وفق تجربة الحرب الامريكيةالفيتنامية 2- رسالة الي اولئك الذين ينتقدون التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودور الامارات العربية المتميز في تدخلهم في اليمن انتقادات خاصة من بعض الدول الغربية وبعضها من حلفاء مجلس التعاون الخليجي اقول ان مثال كوسوفو ومشاركة الحلف الاطلسي الناتو واعضاء اخرين ما علاقتهم بصربيا وكوسوفو كما ما علاقة دول الاتحاد الاوروبي حاليا وحينها السوق الاوربية المشتركة في التدخل في الشأن اليوغسلافي واوروبا الشرقية وجميعها لم تكن لها عضوية حينها لا في الناتو بطبيعة الحال كحلف غربي ولا في السوق الاوربية المشتركة اليس تدخلها يندرج في ضمن المصالح الاستراتيجية الاوربي والغربية الا يحق بنفس المنطق لدول مجلس التعاون الخليجي التي تربطها باليمن والجنوب روابط او ضد واوسع من روابط اوروبا الشرقية بأوروبا الغربية حينها فما هو حلال لهم حرام للأخرين .