منذ سنوات اجتهدت مع مجموعة من النشطاء في المجتمع المدني والإعلاميين لأجل التلقين التوعوي ومنها في جغرافيتنا مديريات ردفان لتوعية الصبيان والمراهقين من الانحراف السلوكي الغير أخلاقي والتصرفات العشوائية التي تلحق أضرار مختلفة في كافة نواحي الحياة . وبالفعل قام عدد من رواد الاجتهاد التوعوي ومنهم في منظمات مجتمعية وأخص بالذكر الأستاذ/ الناشط وهيب قائد الذيباني الذي بادر وأقام العديد من حلقات النقاش مستهدفاً العديد من شرائح المجتمع لمدهم بالخبرات والمهارات المعرفية وإيصال الرسالة التوعوية ضد نهج الانحراف السلوكي والأخلاقي ومحاربة الظواهر السلبية ، حيث أقام العديد من الحملات التوعوية بالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية ومؤسسات مجتمعية من محافظات مختلفة لنشر التوعية وتم استهداف عدد من مناطق ومدارس ردفان . كما إن هناك العديد من الناشطين الذين كان لهم دور فاعل في تنفيذ حملات التوعية أمثال الدكتور/ حافظ قاسم صالح والقائد الكشفي/ مشعل سيف الداعري والمهندس/ جياب المشرقي وكذلك أمين عام نقابة الصحفيين الجنوبيين في مديرية حالمين الأستاذ/ وليد الحالمي وعدد ضئيل من الناشطين والأساتذة الذين اجتهدوا في مثل هكذا أنشطة اضف إلى إن هناك عدد من نشطاء الجانب الرياضي الذين اجتهدوا في إقامة الفعاليات والأنشطة الرياضية المختلفة .
حيث كان يتم التنسيق مع السلطة المحلية بردفان وعدد من أعضائها الذين شجعونا واستطعنا أن نوصل الرسالة إلى المجتمع بقدر المستطاع حتى كل متننا وهناك أرشيف مدون في النت عن كل تلك الأنشطة ، لقد نادينا ودعينا الكثيرين لبذل الجهد ضد الأخطار الموجهة لدى الصبيان واليافعين الشباب بشكل عام والظواهر السلبية التي تهدد التماسك المجتمعي والسلم الأهلي .
ومن الذين دعيناهم في دعوتنا الاجتهادية للمبادرة الطوعية من أجل التلقين والتثقيف والكسب التوعوي المجتمعي هم خطباء المساجد لكن حينها لم نجد آذانٌ صاغية لتمد يداها أو الاستجابة لتلك الدعوات المتكررة عدا نفر إلى اثنين ، كذلك مشتركي شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة كان البعض منهم يقابل دعواتنا بالتقاعس بل هناك من كان يسخر منا وبعضهم من كان يمكث النهار والليل ينتنت ويتصفح دون أن يتطرق إلى مفردة توعوية والبعض من كان يكتب كلمات كثيرة فيها سياسة واهمة وتحليل وهمي عابر عن مستقبل مجهول ولم يستفد من وقته وهناك من قال لا يعنينا..!
ولم يكن هناك سواء العدد القليل من الناشطين المجتمعيين الذين تفاعلوا مع رسائل التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم الأخ/ بالليل طاهر حيدرة الذي بذل وضاعف جهوده من أجل إيصال رسالة السلام عبر شبكات التواصل والأستاذ/ بدر عرابي هو الأخر كتب مشكوراً عن الظواهر السلبية التي تضر بالمجتمع والأستاذ/ محمد ناشر مانع المورعي ومن خارج الوطن الدكتور/ أمين الغزالي حفظهم الله فقد ساعدوا كثيراً .
وبالرغم من المبادرة المبكرة التي قمنا بها مع عدد من الناشطين وقمنا بدورنا واجتهادنا الطوعي إلا إننا سنواصل جهودنا ولا نشعر بالندم أو حسرات التعجب على تلك الجهود لأننا أحسسنا وشعرنا بمدى خطورة المرحلة، وفكرنا ملياً بضرورة المبادرة، ونفذنا لأننا حملنا هماً وطنياً من خلال بوابة التوعية الأخلاقية نحو بناء المجتمع النواة الأولى للوطن..
وها هم خطباء المساجد اليوم يلتحقون بحملات التوعية وأدركوا أنهم كانوا في سبات عميق وكذلك آخرون من مرتادي شبكات التواصل أدركوا أهمية الوعي، وبالرغم من تأخرهم لكن الحمد لله الصحوة المتأخرة ستفيد أن نفذت وضاعفت من جهدها نحو الإرشاد والتلقين الأخلاقي فهناك كثيرون من هم فقراء في الأخلاق ليسوا الشباب بل حتى كبار السن..
وأسأل الله رب السماء والأرض أن يبارك لنا ولهم العمل الهادف وأن يمدنا بالخير ويساعدنا على السير بأمان في هذا الوجود.. لن نتوقف سنكمل المشوار مهما كانت التحديات فبالحب والتعاون في العمل سيتحقق الأمل...