أطلق جنود من حراسة هيئة استكشاف النفط في حي الدكة بالمعلا النار على متظاهرين من أنصار الحراك الجنوبي مروا أمام المبنى في مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة. ولم يوضح أي مسؤول أمني ل"عدن الغد" أسباب إطلاق النار على المتظاهرين الذين كانوا يرفعون أعلام دولة الجنوب السابقة وصوراً لعدد من الشهداء والمعتقلين.
وكان الآلاف قد أحيوا جمعة "رسائل شعب الجنوب للحوار" في شارع مدرم بالمعلا, واستمعوا إلى خطبتين ألقاهما الشيخ "حكيم الحسني" وجّه فيها ثلاث رسائل.
وفي الخطبة دعا الشيخ "الحسني" أبناء الجنوب أن يثبتوا للعالم "أنكم صوتم واحد وهدفكم واحد في الأسبوع القادم في 30 نوفمبر".
وقال الحسني "من هنا نطالب كل الجنوب, في حضرموت, المهرة, شبوة, أبين, لحج, عدن للاصطفاف والحضور إلى المنصورة الشارع العام لنثبت أن (الجنوب) صوت واحد وهدف واحد".
وكان الحسني قد وصف "الحوار اليمني" المزمع عقده في صنعاء بأنه "حوار فرعوني", متسائلاً "هل يتصور أن ما يدعى إليه اليوم في صنعاء يسمى حواراً حضارياً له أسس, هذا ليس حوار منطقي بل حوار فرعوني (على طريقة) قوله تعالى على لسان فرعون "ما أريكم إلا ما أرى".
وأضاف "نتحاور مع من, مع من لايزال يحتل أرضنا ويسفك دمائنا, كنا نتحاور في 93 وكوادرنا يقتلون وهم (فيما بينهم) يتعاونون علينا".
وقال الحسني أن "الشعب الجنوبي لم يكن طرفاً في الصراع ولا المبادرة, الشعب الجنوبي لم يوقعوا على المبادرة الخليجية فلا تعنيهم من قريب ولا من بعيد, الأصل أن يكون الحوار المزمع إقامته في صنعاء شمالي شمالي, ومع الجنوب ليس حوار بل تفاوض بين من يحتل أرضنا والثوار الجنوبيين على (قاعدة) فك الارتباط", مضيفاً "يحلمون أن نتحاور معهم ليضعوا شروطهم".
وفي رسالته الأولى التي وجهها إلى "الشعب اليمني" قال الحسني "أيها الشعب المسكين يجب أن نتحاور ونتفاهم ونخرج بشكل إيجابي من هذه المشكلة, ونلبي مطالب الشعبين", وأضاف "فعلى إخواننا في الشمال فهم مطالب الشعب الجنوبي و(قضيته) وأنها قضية سياسية بامتياز, قضية شعب نهبت أرضه ودنست كرامته".
واعتبر أن "نزع فتيل الفتنة هو الأهم, ولكل شعب الحق في أن يقرر مصيره", وقال "نحن لا نريد فك الارتباط بل نريد قبلاً فك الاشتباك الذي تخطط له عصابات صنعاء بين الشعبين, لا نريد حوار بين الملكيين والجمهوريين بل حوار ندي, قضيتنا لا تقبل المساومة ولا التنازل".
وأضاف موجهاً كلامه إلى الشمال "إذا أردتم حلاً عادلاً لمشاكلكم أخرجوا الحمر وسوف ترتاحون ونرتاح نحن في الجنوب, ليس بيننا وبينكم عداوة".
وفي رسالته الثانية الموجهة إلى "المجتمع الدولي" قال أن "القانون الدولي كفل حق الشعوب, أنتم تعلمون أن المبادرة الخليجية لا تستطيعون فرضها بالقوة, وهي أزمة بين قوى الشمال, وأنتم تعلمون أن المبادرة الخليجية خصصت للقوى الشمالية وحل إشكالياتهم فما دخل شعب الجنوب بهذه المبادرة التي لم يوقعوا عليها".
وأضاف "لغة التهديد والوعيد (لفرض) الحلول التي يراها المجتمع الدولي تحقق مصالحه لن تزيدنا إلى قوة ولن تزيد شعب الجنوب إلا تمسكاً بحقوقه".
ودعا الحسني في رسالته الثالثة التي وجهها إلى "أبناء الجنوب لا تصدقوا هذه الألاعيب, كل هذه الحوارات المراد منها لعبة جديدة ومشهد جديد لطمس الكرامة والتنازل عن حق شعب (في) أن يعيش بكرامة, لا تنطلي عليكم هذه الألاعيب, اليوم في الشمال الكل يقدس الحوار كما يقدسون الوحدة, تحت الطاولة يديرون لعبة على شعب كامل, تحت الطاولة جماعات مسلحة, تحت الطاولة عصابات في صنعاء تلتقى (على الجنوب)".
وأضاف "شعب الجنوب يقول لمن في صنعاء لكم حواركم أيها المتحاورون لن ينفع استنساخ جنوبيين للدخول في الحوار, من دخل الحوار سيفضح, من دخل دون توافق جنوبي سيفضح, أيها الجنوبيون كل يوم يمر من عمر الدولة الجنوبية التحررية يثبت أننا نحتاج لكل مكون, لكل تيار, لكل شخص جنوبي لتوحيد الصف والاطصفاف".
