إجراءات ممتازة اتخذتها إدارة أمن مديرية يافع رصد ، كمنع إطلاق الرصاص وتنظيم الأسواق ؛ فكان لهذه الخطوة احترام واسع بين المواطنين ، لكن سرعان ما حولت إدارة الأمن إجراءاتها تلك إلى إرهاب أقلق سكينة المواطنين وشل العمل في عدد من الإدارات والمرافق الخدمية . فإغلاق المستشفى وترويع المرضى وإيقاف محطة الكهرباء عمل "بلطجي" بامتياز لا يخدم إلا الفوضى ونشر الخوف وبث روح التسيّب وإعاقة عمل المرافق وإن كان التصرف إياه بغباء وتسرع من إدارة يُفترض أن تكون هي الأكثر حرصا على أمن المواطن وأمان تلك الإدارات وموظفيها وسير العمل فيها . طبعاً أنا لا أعتقد أن تكون هناك نوايا مبيتة لدى قيادة أمن رصد لإقلاق السكينة العامة أو تعمّد استهداف أي من الإدارات بقدر ما يكون هذا الإجراء ناتج عن قلة وعي بالعمل الأمني وقصور أو انعدام في فهم القانون والأعراف والنظم الشرطوية من ناحية ، ومحاولة لإثبات الذات والظهور من ناحية أخرى ، فالنقيب قماطة رجل وطني وذو حس وهم بالقضية الوطنية الجنوبية لكن تنقصه المعرفة في الجوانب الشرطوية والقانونية ، وتنقصه الخبرة في التنسيق لإي إجراء أمني ومواجهة أي طارئ ؛ لهذا وقع الرجل ورجاله بالخطأ الفضيع يوم أمس الأول ! فالجهاز الأمني _ياسيد قماطة_ جهة لا تتحرك ولا تعتقل ولا تداهم إلا بأمر من النيابة العامة وبالنسيق مع السلطات والجهات الأخرى ، وليس "صميلا" في يد المدير يبطش به كيفما يشاء وأينما يشاء وحينما أراد ، فحتى الفساد إن كان موجودا في تلك المرافق ليس من حقك اقتحامها وإيقاف العمل فيها ، مهمتك هنا تنفيذ أوامر النيابة والأجهزة القضائية أو تلقي الأوامر من السلطات المحلية ، ثم الذهاب إلى تلك المرافق المبلغ عنها لحمايتها من الفساد وضمان استمرار عملها بأمان ، وليس لاقتحامها ومنع العمل فيها . في حقيقة الأمر أن ما أقدمت عليه إدارة أمن رصد عمل فضيع جدا ومقيت ومقزز يُفترض أن لا يكون حتى في أقسى وأسوأ الظروف الأمنية ، ففي تركيا التي شهدت أخيرا ظروفاً أمنية قاسية جرّاء الانقلاب لم تُقتحم المستشفيات ويوقف العمل فيها ، ولم تُستهدف محطات الكهرباء أو يشل عملها .. فماذا معنا نحن في "الصعوة" حتى نتخذ مثل هذه الإجراءات المبالغ فيها ؟!! عموما .. المشكلة بحاجة إلى معالاجات سريعة قبل تكرار الخطأ أو التمادي فيه ؛ فنرجو من السلطة المحلية ومجلسها الموقر استدعاء مدير الأمن ومعاونية وتبصيرهم بالخطأ ، وبالتالي الاتفاق على خطط عمل وتنسيق دائم بين سلطة المديرية وجهازها الأمني لمواجهة أي طارئ أو مشاكل واختلالات في أي من الإدارات والمرافق الحكومية بالمديرية ، كما نرجو من الإخوة في إدارة الأمن أن يضعوا القانون أمام أعينهم قبل اتخاذ أية إجراءات أو الإقدام على أي عمل مهما كان صغيرا .