الأحداث تتسارع في المشهد اليمني ....وسلطه الأمر الواقع بدأت في تنظيم نفسها وتحريك الشارع ليعطي العالم صورة واضحة لالتفاف الجماهير حول الخطوات المتخذة .....وشرعيه الرئيس هادي لازالت تراوح مكانها ولم تستطع حتى الآن من تحرير مدينة تعز.......ولازالت بعض مناطق الجنوب في إطار سلطة الواقع في صنعاء والتطور الوحيد في الحرب الطاحنة تكثيف طيران التحالف لأكثر من محافظه ...... عامل الوقت وأطالت الحرب ليس في مصلحة شرعيه الرئيس هادي سيما وان خطوات هامه سيتم اتخاذها خلال الأيام القادمة من قبل المجلس السياسي الأعلى... منها تشكيل حكومة جديدة... وإجراء انتخابات برلمانيه ورئاسية ومحليه وسيتم استدعاء كل المنظمات الإقليمية والدولية لمراقبه تلك الانتخابات...... وهذه الخطوات المتسارعة ربما تشكل حرجا لكثير من الدول في عمليه التعامل مع القضية اليمنية... استطاع الرئيس السابق علي عبدالله صالح إقناع أنصار الله من ان مضيهم في إدارة البلاد بهذه الطريقة عبر اللجان الثورية ليس مجديا على الإطلاق وسيواجه بمعارضه داخليه وخارجية سيما وان الحرب الطاحنة التي تشهدها اليمن جاءت نتاج ليس لدعم شرعية هادي بالدرجة الأولى ولكن لتخوف دول المنطقة من انتشار النفوذ الإيراني في اليمن وتكرار تجربه حزب الله في لبنان والذي يمثل قوة ضاربه يحسب لها ألف حساب من قبل إسرائيل وكل القوى السياسية اللبنانية.... وخرج التحالف الثنائي الحوثعفاش بتصور وهو العودة إلى منظومة الحكم السابق من خلال الاتفاق على تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد وهذه الخطوة في حد ذاتها تصعيدا سياسيا والورقة الأخيرة من الانتحار السياسي وأوكلت للمجلس السياسي العمل على تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية متجاهلين بذلك الظروف السيئة التي يعيشها اليمن والتي جاءت نتاج العناد السياسي بين القوى السياسية في الساحة اليمنية وانقلاب التحالف الثنائي (الحوثعفاشي) على كل ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني ...... وهدف الرئيس صالح من تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلاد هو سحب البساط من تحت أقدام أنصار الله وإقناعهم بالتخلي تدريجيا من مواقع السلطة الانفرادية لأنها أدخلتهم جميعا في مصائب شتى والظهور من جديد من خلال المشاركة للمؤتمر الشعبي العام والعودة إلى مؤسسات منظومة الحكم السابقة والملفت للنظر من قبل كل المحللين السياسيين كيفية صمود التحالف الثنائي(الحوثعفاشي) بالرغم من الضربات الموجعة التي تقوم بها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والتي شملت غالبيه محافظاتاليمن والاهم من ذلك كيفية تحويل تلك الحرب من انها بين اليمن والسعودية والعمل على النشاط السياسي المكثف بين أوساط الجماهير اليمنية وغرس مبدأ الدفاع عن الوطن اليمنية سيما وان دول التحالف من خلال الضربات الجوية والتي شملت غالبيه المحافظات لم تكن موفقه في دقة ضرباتها والتي تضرر منها الكثير من المدنيين ويمكن الاستدلال بما قاله المرحوم محمد حسنين هيكل من الطيران أعمى.. هذا من جانب ومن جانب آخر ضعف القوى المؤيدة للرئيس هادي بالرغم من الدعم المالي والعتاد العسكري الهائل المقدم لهم من قبل دول التحالف .. والتي لم تحسم أمرها في الحسم إلى العسكري لحسابات دقيقه من القوى الفاعلة والتي تحبذ في وضع خطوط رجعة لها في التعامل مع سلطه الواقع في صنعاء والتقيد بالأعراف القبلية في الحروب خوفا من ان تأخذ مأخذ الثارات مستقبلا ولن تجد لها مكانا في المشهد اليمني القادم.... التطورات القادمة التي ستشهدها اليمن هي العملية التوافقية ولن تستمر الحرب مطولا لان الأطراف الرئيسية في الحرب قد وقعت في أخطاء قاتلة ترجع اليمن عشرات السنيين إلى الوراء وكل ذلك من اجل من؟ هل من اجل تقليص النفوذ الإيراني؟؟؟ هل من اجل إبقاء رموز القوى الفاسدة في سدة الحكم؟؟كثير هي التساؤلات والتي يرددها اليمنيون في لقاءاتهم....