تسأل الكثير اثناء زيارتي لمحافظة المهرة ، رغم ان هذه التساؤلات كانت الاولى ان تُطرح على الاخوة القائمين على المجلس العام في محافظتي سقطرى والمهرة معا او كلاً على حداها .. كما ان اخرون تساءلوا ايضا عبر الخاص معي مراتٌ عديدة وبإلحاح عن غياب وضعف دور المجلس العام في المهرة وسقطرى عن الميادين والساحات في هذا الوقت بالذات وأكتفى المجلس بدور زيارات السلطان رئيس المجلس العام ، دونما تحرك الهيئتيين واقعهما في المياديين والساحات لحلحلت القضية إلى المشهد السياسي باكثر وثيرة. ، صحيح ان هناك قضايا وخصوصيات اكثر ظهورا في المشهد بعد الازمة السياسية اليمنية وعادت بظواهر مخيّبة للامال سواء في الشمال او على مستوى القضية الجنوبية التي اصبحت القضية الجنوبية في الاصل عظمة في حنجرة اليمن ، لكن دور المجلس يراه المتابعيين انه ضعف بكثير لأسباب قد يجيب عليه القائمون في المرحلة الراهنة ورغم ان في وقت الحالي ظهرت فيه قوى أخرى بقوة مدافعة عن خياراتها ومشاريعها وخصوصياتها من وجهة نظر المتابعين ، واعتقد أنه من يقراء الواقع يجد أنه ماثلاً أمام عينييه ، مما قد يرى المتابع للقضية السقطرية المهرية أن لا مفر للسقطريين والمهريين معاً من خلال تظاهرات ومهرجانات أقيمت في كلاً من المهرة وسقطرى سابقاً ، ابتداءً من الغيضة عاصمة المهرة في 2 مارس 2014 م وفي محافظة سقطرى بالعاصمة حديبوه في 2 و3 أبريل 2014 م مهرجانات وهي أخر مهرجانات ساخنة ، رافض للضم والإلحاق والتهميش والطمس ، وبعد إعلان لجنة الأقليم بضم محافظتي المهرة وسقطرة إلى إقليم حضرموت ، إلا يجعلهم في مواجهة فعلية واقصد هنُا بالمواجهة الفعلية هو عدم المحاباة أو المساومة على حساب القضية أو الهوية و الصمود في الميادين بالثورة السلمية السلمية ، وان ينزل المجلس العام بالخيرات التي توعد بها أمام شعبه " السقطري والمهري " من أمام الكل وعبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، بعيداً عن المخاطر التي تريد أن تعصفة بالتاريخ واللغة والتراث والعادات والتقاليد الحميدة عرض حائط في زمنٌ كهذا العصرنة والعولمة الضيقة في واقع الاحزاب المتعفنة في شمال اليمن او جنوبه .. وستظل قضية الجنوب هي الصدارة التي ارهقة كاهل اليمنيين معا شماله وجنوبه .. ومن قراءتنا لواقع مزري منحط نجد أنهم أرادوا التكالب على حساب هوية المهريين والسقطريين ، إذ نجد أن أبناء محافظتي المهرة وسقطرة اصابهم الخيبة من عدم وجود الامل جرّاء هذا التخبط والغياب وعدم الصمود في الميادين برؤية واضحة تحتاج منهم إلى ميثاق شرف وأضح للجميع على حسب وصف البعض من خلال قراءتنا لواقع سقطرى وحتى من خلال زيارتنا للمهرة وجدنا هذا الامر يفرضه العودة إلى الطاولة لإبرام ميثاق شرف واضح وصريح ، إذ كان أملهم الكبير في الدفع من قبل المجلس العام بالضغط الشعبي والجماهيري والاقليمي والدولي والسياسي والدبلماسي في أحترام خصوصيتهم اللغوية والثقافية التراثية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، كانوا معتقدين أن الحوار يلبي طموح وخيارات الجميع على أرضية صلبة وحدة ومقبولة يتحرك الجميع بها إلى الأمام لصنع " يمن جديد " لأن غالب ما يكون الحوار يقرّب ولا ينفّر وجهات النظر في الأمور المصيرية ، إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام واقع محيّر وهو من تقاعس المجلس عن تحركاته في الآونة الاخيرة بدور القضية والصمود امام أي تحالفات تعصف بالهوية كما وصف بذلك الكثير من تواصلوا معنا .. تلك الهوية والخصوصية التي لم تحترمها الأجندة السياسية في مؤتمر الحوار ، إذ قد تعيق درب السكينة و مسار الحوار في نظر الساسة والقوى الرافض لهذه الخصوصية في أكثر من مشهد سياسي ، يجد المتابع في اليمن أن الثورة ما هي إلا نشوة تعبير عن الرأي والرأي الأخر فقط وليست حلول جدرية مقنعة للجميع في أنهاء الخصومة واالعداوة بين الأطراف المتحاورة على جوهر قضايا وطنية شائكة ، في عدم تجاهل أي شريحة أو قضية من قضايا محورية دون حلّها والتي قد يكون راكمها السياسيين في الأنظمة السابقة مما جاءت لتصبح أكثر تعقيداً ، نجد أن الواقع أو بالأصح الحوار الوطني لا يحترام الخيارات ، إلا من لديه النفوذ ، يعني أن تستخدم العنف والأرهاب والفوضى انت ممن يمكنهم الحوار معه ، أن تكون أنت صاحب قضية ومسالم لا يعني لهم الجلوس معك على طاولة حوار ، لأن كلّما تسببت بالضرر فأنت المعني في حواراتهم ، لكن أن تكون لديك خصوصية تريد الحفاظ عليها والبقاء لأجلها هنا يمكن تجاهلك وطمسك طالما لا توجد لديك أداة ضغط شعبي أو نفوذ أو قوة سلاح ، فهنا من الغريب أن يفهمك السياسين وليس الجميع طالما وأنت سلمي للنخاع ، ولكي تصبح معارض قوي لزماً عليك أتخاد اساليب عكسية تمكنك من اجبار السلطة على محاورتك والجلوس معك بحيث هم ديمقراطيين لا يستطيعون أخذك إلى طاولة وأنت على سلمية ، بل لأزم تتبث لهم العكس " عنف .. قوة .. سيطرة .. نفوذ .. التقطع في الطرقات .. " .. الخ من هنا يأتي لك الهدف الذي تسعى لأجله لكن مع دفع الثمن من ضحايا وخراب وتدمير للارض والأنسان ، إلا أن المهريين والسقطريين تفاجاؤوا أن قوى الفيد والغطرسة والسيطرة السياسية هي الاقوى لا زالت تحيك المؤامرات إذ فتحوا في الحوار شهوة جديدة لخصم جديد " العُصبة الحضرمية " الحالمة في ضم المهرة وسقطرة إلى أحضان الهوية الحضرمية بكل وقاحة وعدم أحترام لخصوصية الأخرين بينما هم يشتكون من ظلم الأخرين لهم ولخصوصيتمهم ، إلا أنهم حلال عليهم في السيطرة والغطرسة على الاخر وطمسه وأستغلال ضعفه أو سكوته .. إذ يمكن للمتابع والمراقب أن يجد أن مثل هذه الخصوصية يمكن أن تحمل الدفاع عنها لو دع الأمر إلى الكفاح المسلح عند الشعوب الأخرى إذا ما تم أدراجهم ضمن الأقليات في الشعوب أو المجتمعات من حيث العرق أو الدين أو المدهب أو اللغة ، والمهريين والسقطريين يُعد من أقليات المجتمعات في الشعب اليمني بحكم لغتي المهرة وسقطرة ، لكن ما نأسف عليه أن الحكومات المتعاقبة والسياسيين في اليمن يسعون في تدمير الأقليات بأسلوب أو أخر وهذا ما كشفته لنا الأيام من خلال سير جلسات مؤتمر الحوار الوطني الغير مأسوف عليه .. الغريب إذ يجد المتابع المهري والسقطري ضعف دور السياسي والثوري للمجلس العام وخاصة القيادة العليا والهيئتيين في نظر المتابعيين لتحركات المجلس العام ....................... ، ناهيكم عن الوشاية التي لا تزال تنفث سمومها في وجهة قضية المهريين والسقطريين في هدم هذه الخصوصية في عدم أحترامها ، تارة على أن المهرة وسقطرة يريدون أن يستعيدون سلطنتهم العفرارية ونحو ذلك ، رغم أن المجلس العام حاول ولا يزال يحاول التوضيح بأنهم يريدون الخصوصية ولو أرادوا سلطنة لطالبوا بها ولو لم يحصلون عليها لخمسين عام قادمة ولأتاروا القلاقل والبلابل والفوضى الخلاّقة بشأن تلك القضية ، لكنهم طالبوا بالخصوصية والخصوصية لا سواها من خلال الجهود التي يبدلها المجلس العام وقيادته و انصاره الوطنية في داخل وخارج اليمن بعيدا عن الصراع وجر المحافظتي إلى مربع العنف والأحتراب والتدمير ، جعل من ذلك لمجلس العام إلى النقطة التنويرية التي يقدمها أمام الجميع ، في وقت الذي يشيع البعض بالأشاعات قد لا لها اساس من الصحة من توجه عماني أماراتي سعودي بريطاني بشأن القضية السقطرية المهرية أو دعم ذلك الأتجاه " أقليم مهري سقطري مستقل " ربما تلك الشائعات من أجل أظهار دوافع القلق أمام اليمن لغرض عدم حصول المهريين والسقطريين على أقليمهم المستقل ، هذه الواقع شاركوا فيها سياسيين حضرموت الغير منصفين لقضية المهرة وسقطرة والغرض من ذلك بث دوافع الخوف بين القوى السياسية في اليمن ، شاهد من ذلك دوافع العُصبة الحضرمية من خلال تداعياتها للحدود الجغرافية والسياسية القديمة المزعومة في نظرها و المشؤومة ، بينما الأخر يتحدث عن صراع الأمس شاهداً للعيان في تأمين الحدود الواضحة والصريحة .. رسالة بن عفرار التي ملأة صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الأعلام المختلفة تحت هذا العنوان " خياراتنا مفتوحة ولنا خيارات أخرى " وكذا رسالته لعقلاء حضرموت الاماجد .. " رسالة من بن عفرار .. إلى حضرموت وعقلاءها " وهي رسالة وأضحة وصريحة بأسم الشعب المهري والسقطري معاً تنبثق من مشهد تاريخي وسياسي وثقافي بين الجوار ، جوار المحافظتي " حضرموت والمهرة " تلك الحدود التي أمتزجت بعد 67م . ثائر من المحيط كاتب وناشط حقوقي