طالب محلل استراتيجي جنوبي بتخلص منفذ الوديعة من قوى النفوذ التي تهيمن عليه وإعادة إدارته لسلطات حضرموت. وكتب العميد الركن ثابت حسين وهو باحث ومحلل سياسي وعسكري عن منفذ الوديعة " أصبح موضوع منفذ الوديعة الحدودي موضوع الساعة علي خلفية معاناة المسافرين التي لا تطاق وخاصة خلال الحرب الأخيرة حيث ظل المنفذ الأهم للنازحين والمسافرين واخرهم الحجاج . سأحاول في السطور التالية تناول بعض أهم المعلومات المتوفرة لدي عن هذا المنفذ الميناء البري الاستراتيجي الهام . وبعيدا عن الخوض في التفاصيل التاريخية سنكتفي بالإشارة الي انه ومنذ حرب 1994م قسمت مساحة الجمهورية اليمنية الي خمس مناطق عسكرية، حيث تم اعتبار حضرموت والمهرة المنطقة العسكرية الشرقية التي تولي قيادتها اللواء محمد إسماعيل ثم خلفه اللواء محمد علي محسن حتى عام 2011م . وبعد إعادة هيكلة القوات المسلحة عام 2012 -2013 تم تقسيم حضرموت الي منطقتين عسكريتين علي أساس تقسيم حضرموت الساحل وحضرموت الداخل تقريبا ، وسميتا المنطقة العسكرية الاولي ومقرها سيئون (حضرموت الوادي أو الداخل) التي أوكلت الي اللواء محمد الصوملي ومن ثم القائد الحالي اللواء عبدالرحمن الحليلي، فيما تولى اللواء محسن ناصر قاسم مسؤولية قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومقرها المكلا ، وحاليا يقودها اللواء فرج سالمين البحسني. ووفقا لمعاهدة أو صفقة جدة الحدودية بين السعودية واليمن المبرمة عام 2000م أصبحت الوديعة جزء من الأراضي السعودية، وأصبح المنفذ الحدودي بين حضرموت وشرورة يسمي منفذ الوديعة من الجهتين الجنوبية والسعودية ويفصل بينهما حوالي 5 كم . أقرب منطقة جنوبية للمنفذ هي العبر وتبعد عنه حوالي 100 كم تقريبا ، فيما يبعد المنفذ عن شرورة حوالي 50 كم ، علما بأن السعودية قد أقامت منطقة سكنية وخدمية وعسكرية وامنية متكاملة في الوديعة نفسها . كان المنفذ الذي يتبع مديرية العبر إداريا يخضع لإدارة قوات يمنية مختلطة من المنطقة العسكرية الاولي( الحليلي) والأمن المركزي والقومي والاستخبارات العسكرية ويتم توريد ايراداته الضخمة المقدرة بمليارات الريالات الي صنعاء . وفي شهر يونيو 2015م وصلت قوات يقودها العميد هاشم الأحمر للسيطرة الكاملة والمطلقة علي هذا المنفذ الاستراتيجي الهام وتم تبرير ذلك علي انه لحرمان قوات الحوثي وصالح من السيطرة علي هذا المنفذ من ناحية والقاعدة من ناحية أخرى . ليست لدى معلومات مؤكدة عن إيرادات هذا المنفذ الحيوي لكن المرجح انها ظلت تصل الي صنعاء كما كانت في السنوات الماضية . في ضوء ما تقدم وما يثار حول هذا الموقع الاستراتيجي الهام وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية ينبغي أن تتولى محافظة حضرموت والجهات المعنية في الشرعية اتخاذ قرارات مدروسة لادارة هذه المنفذ الحيوي الهام واستثماره بما يخدم مصالح حضرموت والجنوب أولا ويقدم خدمة إنسانية لائقة للمسافرين".