تستمر الأزمة اليمنية بالتفاقم مع أمكانية الحل في إيجاد فرص حقيقية بالتعامل مع القضايا الرئيسية التي تمثل ذات أهمية قصوى في الأزمة اليمنية ومن ضمنها القضية الجنوبية بدرجة رئيسية ،ولكن أستمرار المعارك في الحدود اليمنية السعودي على تخوم عسير ونجران يدل على إن الأزمة اليمنية تسير في مسار معقد جداً مع غطرسة الحوثيين وصالح بشروطهم في القبول بالحل . لا يخفى على الجميع اللقاء الذي جمع الخليجيين ووزير الخارجية الامريكي جون كيري والمندوب البريطاني والفرنسي في الرياض لعرض مبادرة الحل بشان الأزمة اليمنية والتي جاء فيه : 1- يصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي في يوم التوقيع على المبادرة قراراً بتعيين نائب للرئيس أو رئيس للحكومة، ويخوله كامل صلاحياته . 2- يقدم الفريق علي محسن الأحمر بالتزامن مع هذه الخطوة أو قبلها - استقالته من منصبيه نائبا للرئيس ونائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة. 3- يبدأ سريان وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد....الخ ، والواضح ان الازمة اليمنية تعيش وضع ميوس منه مع تفقم اوضاع المواطنين البسطاء على مستوى الشمال والجنوب .
في الحقيقة الجنوب يعيش وضع صعب في حسم الثورة الجنوبية التي انطلقة منذوا عام2007 وانجازها والتي امتدت حتى مطلع عام 2015 وخاض شعب الجنوب معارك شرسة في الدفاع عن أراضيه من زحف المليشيات الحوثية نحو العاصمة عدن ومحافظات الجنوب وخلفة العديد من الشهداء والجرحى وشردة الكثير ودمرة في الجنوب ماتبقى من حرب 94م ،وسبق أحداث الحرب قرار مجلس الأمن الدولي والمعروف عنه بالبند السابع الذي صدر في عام 14 ابريل 2015م وينص على " فرض عقوبات ضد كل معرقلين عملية الحوار الوطني في اليمن " ومن هنا جعل وضع القضية الجنوبية وشعبها في وضع صعبه للغاية مع تطور الأحداث الجارية حالياً .
هناك الكثير من الأسئلة تدور في خاطر المواطن الجنوبي وأهمها " لماذا لا نفرض امر واقع في إستعادة الجنوب ؟ وهل قيادات ومكونات الجنوب عاجزه عن تشكيل مجلس سياسي مماثل للمجلس السياسي الذي تشكل في الشمال؟؟" من وجهة نظري وضع الجنوب يجعل من مكونات الحراك وقياداته في خيارات صعبه لايستطيعون الحركة أو الإستمرار بالثورة الجنوبية أو حتى حسم الثورة وإنجازها في الوقت الحالي حتى تنتهي الأزمة اليمنية وتطبيق كافة بنود الحل ومراقبة نتائجها ومخراجاتها ،ومبادرة كيري وزير الخارجية الأمريكي لا تحمل حتى نص واحد بشأن القضية الجنوبية ووضعه إثناء الأزمة أو بعد حل الأزمة اليمنية بسبب البند السابع ،حتى يتلاشى البند السابع وتبدأ عملية الإستفتاء على الدستور واجراء الأنتخابات ستعلوا أصوات شعب الجنوب وسيتحول إلى قنبلة مؤقوتة تنفجر في أي لحظة ،وهذا ماسيجعل للعالم البداء باستشعار خطر الجنوب والبدء بصياغة مبادرة جديدة خاصة بالجنوب وبشعبه ،وعليه يبقي على مكونات الحراك وقياداتة ونشطائه الإستعداد لمرحلة مابعد إنتهاء الأزمة اليمنية والتعامل معها سياسين وجماهيرين بامتياز وتأهيل كادر متميز وقيادة موحده تحمل مشروع الجنوب للخروج من ايطار الجمهورية العربية اليمنية والتعلم من الأخطاءخطاء الماضية واغتنام الفرصة واثبات للعالم احقيتنا في أستعادة دولتنا وقدرتنا في حفظ الأمن والإستقرار في المنطقة والتعاون الكامل مع دول الجوار بالقضاية المشتركة.