لم تزل على أرض الجنوب شلة وجهين لعملة واحدة . تلعب عدة أدوار وتجيد التمثيل . كلما نادى المنادي للصلاح . أطلقت نهيق أصواتها تنادي أحذروا ذات القميص الأبيض وتكيل له من الصفات الذي يستحي القلم أن يسطرها على بياض الصحف . لديها جيوش من المحترفين في تحريف الكلام والقتلة والمصنفين ،وطوابير من الأبواق الذين ينهقون بما يمليه عليهم كبير السحرة . تراهم يركعون مع الراكعين بلا وضوء . ويرقصون طربا مع الفاتحين فيسرقون عليهم أضواء بسمتهم حين يصعدون على خشبة المسرح ثمالا تتمايل خواصرهم لضربات الدفوف . وتراهم ينوحون نوح الثكالا مع الأرامل والأطفال فيحتضنونهم بصدور الذئاب . تراهم يتقدمون صفوف المنصات ويتوارون عن الأنظار في ساحات الشرف . لا يستطيعون أن يصمتوا أو ينصتوا لصوت العقل لأنه يعريهم أمام الغلاباء والمساكين . يحنون للماضي الذي ضاع من بين إيادهم وهم في حالة المعاقرة . ويحلمون بالعودة إلى قمة جبل شمسان . لم يكسبوا لنا صديق بل كل يوم يفقدونا صديق ويكسبوا لنا ألف عدوا . تراهم بين الصفوف وفي المجالس بين همز ولمز وغمز . تحيتهم أبيت اللعن . وتسبيحهم يعلوا هبل . يعملون بكل قوة ليقطعوا سبل المودة بين شعب مخلص وفي أبي شهم شجاع ضحى وبذل صدقت مواقفه لا غدار ولا خوان وبين أخوة الدم والنسب ومواقف الشرف أشاوس التحالف المبارك . فينسبون كل سيئ إلى التحالف وكل حسن يتسمون به هم دون غيرهم . يزرعون الشكوك في نفوس البسطاء بصدق مواقف من قدموا أبنائهم وسالت دمائهم وبذلوا الأموال وبالعدة والعتاد وقفوا مع شعب الجنوب . يرفعون الرايات قبل أن تنصب السواري . ليس حبنا في الوطن ولكن تعطيلا لمصالح الوطن . كيف أقنع من عاهد اللات والعزى أن لا يدعي لغيرهما وهو لصوت الحق جاحد ، مع أنه يقر في نفسه أنه يمشي في الظلالة والخطاء . وأن منطق العقل هو المنتصر في الأخير . يا قوم الوليد بن المغيرة الذي قال واصفا للقرآن ( والله ان لقوله الذي يقوله لحلاوه وإن عليه لطلاوه وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ولا يعلى وأنه ليحطم ما تحته ) ولكنه فكر فقدر فقتل كيف قدر . أمانة لمن يعشق تراب الجنوب ، ويكن لدماء الشهداء الوفاء في قلبه . احذروا كل الحذر من رفاق السوء . فأنهم قد أضلوا الكثير . ويسظلون من يتبعهم فلا يزيدونه إلا ظلال وخسران وتبار . صفدوا شياطين الجنوب قبل أن نجد أنفسنا في وسط صحراء لا ماء فيها ولا كلاء منبوذين مذمومين مدحورين . ولا تنسأوا تصفدوا معهم الزنادقة والمتزندقين .