أخي الحبيب : بين فينة وأخرى يرسل الله إليك هدايا وعطيات ومواسم للخيرات فيها أجور عظيمات ، فهل تقبل هذه الهدايا وتستغلها في طاعته لتنال عطائه ومثوبته ؟ فقد أرسل الله إليك هدايا العشرات ! ومنها العشر الأوائل من شهر الله المحرم ، ومنها الأيام المعدودات وهي أيام العشر الأواخر من رمضان والتي فيها ليلة القدر ، ومنها الأيام المعلومات العشر من ذي الحجة والتي قال الله فيها : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) ، ومن عظيم فضلها أقسم الله بها فقال : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ).
هدية ربانية أرسلها إليك وفيها أفضل أيام الدنيا يوم عرفة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة فقد قال المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي وحسن إسناده الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل.
يوم عرفة أكمل الله فيها الدين وأتم النعمة ؛ قال تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
يوم عرفة يوم عظيم فيه عتق من النار ، ويباهي الله بأهل عرفة في السماء ، وصيامها يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ، وميزها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (الحج عرفة)، فحري بك أخي الحبيب أن تغتنم فضائل وأوقات العشر وخاصة يوم عرفة بأنواع الطاعات وأصناف العبادات من صلاة وصيام وصدقة ودعوة وقراءة قرآن وذكر الله وتكبير ودعاء وصلة وأخلاق ..