تطل علينا الذكرى 45 للاستقلال الوطني للجنوب هذا العام ونحن في ظروف سياسية واجتماعية غاية في التعقيد . فشعبنا الجنوبي الذي يتلمس خطاه في هذه الدروب الوعرة والمنزلقات الخطيرة، شديده الانحدار والمخاطر ، سيجعل من هذه المناسبة محطة وقوف هامة لالتقاط الانفاس والتفكير بعمق والمطالعة والالتفات الى الوراء والامام والرد على المتآمرين والحاقدين والقوى الظلامية التكفيرية والقبلية والعسكرية المكالبة التي ما فتئت تتربص به وبشده واكثر من اي وقت مضى وبصورة لم يشهد لها التاريخ مثيل سواء كانت ممن هم من ابناء جلدتنا للأسف الشديد وهم محسبين على الجنوب او ممن خارجه وهم معرفون . فمبمجرد المطالعة للصحف اليومية والمواقع الاليكترونية يلتمس القارئ العادي وبسهولة مدى الاندفاع الشديد من قبل تلك القوى على تشوية مسيرة شعبنا التحررية ونضاله السلمي ولا تالو جهدا في الصاق كل التهم والدسائس والتشوية والتشويش واعتماد اساليب الترهيب والترغيب واستغلال كل صغيرة وكبيرة ، شارده ووارده وتضخيم وتفخيخ الاخبار عنه ، انها حملة شرسة خبيثة خادعه لا لشيء الا لمجرد ان شعبنا عزم امرة وتوحد خلف شعار واحد وهو "التحرر والاستقلال واستعادة الدولة ". هذا الشعار الذي يقض مضاجع هذه القوى التي لم تكن تصدق يوما ان تقوم قائمة لهذا الشعب، وانه اصبح في حكم المنتهي، انها قوى الضم والفيد والالحاق والاجحاد.
لقد تعامل المحتلون مع ابنا الجنوب وهذا باعترافاتهم بعظمة لسانهم بأساليب لا نستطيع وصفها بمقال كهذا ولكن قد تحتاج الى وقت اكبر وبأساليب صلفة ومتغطرسة ووقحة ،انهم غزاه حاقدون لم نكن نتوقعها من اناس يقولون بانهم اخوه ومسلمون وفي النهاية والاخير ادميين .لقد كان الاحتلال البريطاني في اساليبه ومضامينه ارحم وانفع وافيد من احتلال اليوم الذي تجاوز كل الشرائع والاخلاقيات والمعايير الانسانية.
ان هذه الذكرى ال45 لعلها ذكرى تنفع المؤمنين والحالمين بوطن تتحقق فيه انسانية الفرد والجماعة والعيش الكريم على ترابه والحقوق المتساوية والعدالة الاجتماعية ، ولأهميتها ( اي الذكرى) فأننا ندعوا لا نجاحها، لأنها ليست مجرد احتفال بذكرى خروج اخر جندي بريطاني فحسب او كما يصورها اعلام المتمصلحين الجدد "الخونجيين" وكذا اعلام القبيلة الذين يقولون بان التجمهر بهذه المناسبة هو للتنفيس ليس الا , بل على العكس إن الاحتفال بهذه المناسبة يعني ما يعني وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يلي : 1- هو استفتاء شبة رسمي على خيار الشعب وهو "التحرير والاستقلال واستعادة الدولة" 2- الرفض الشعبي لمهزلة الحوار الوطني الذي يتم سلقة هذه الايام لدفن قضية هذا الشعب الصابر المكافح 3- التعبير بان الشارع هو سيد نفسة وانه قد شب عن الطوق ولم يعد بالقصير ليأتي فلان او علان لتمثيلة والوصاية علية 4- ارسال رسائل لمختلف الجهات المحلية والاقليمية والدولية مفادها بان قضية شعب الجنوب قضية حيوية موجوده وبقوه وهي مفتاح الحل لكل القضايا ولا يمكن القفز عليها او تجاوزها لاي كائن من كان 5- التأكيد على وحدة الصف والهدف مهما ظهرت اي تباينات بسيطة في الاساليب والتكتيكات والمحصلة النهائية ان غالبية الشعب موحد ومتحد 6- إسماع القيادات المتخاذلة والوصولية بان ليس من السهولة بمكان ركوب الموجه وتسنم دور الزعامات لتحقيق مكاسب او شهره على حساب شعب الجنوب وان مثل هذه المناسبات هي فلترة للزعامات لتبين الغث من السمين 7- ان الاحتفال بهذه المناسبة هو استشراق للمسقبل واستجرار بطولات الماضي لشعب الجنوب والرد على المتخاذلين والمشككين والمرجفين والمتآمرين على نضال شعبنا الجنوبي الصامد والرائع .كما انها ستكون الرد القوى على القوى المتسلطة في صنعاء التي ما برحت تستخدم مال الجنوب في شراء الذمم والدس والوقيعة والتفريخ لمسميات جنوبية لاشك بانه بهكذا حدث سيسقطها شعبنا فهنيئا لشعبنا هذا الاصطفاف الرائع ليسمع كل من به صمم ولتكن قضية الجنوب قضية عالمية عادلة باذن الله