بعد 18 شهراً من عاصفة الحزم التي قام بها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، لمواجهة انقلاب مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، تنتظر الأطراف المعنية بالأزمة أن تضع اجتماعات الأممالمتحدة المرتقبة حداً لتحركات الحوثيين وأتباع علي عبد الله صالح في اليمن. وتشير التوقعات إلى أن القضية اليمنية ستفرض نفسها على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة الشهر الجاري، وذلك بعد الاجتماع الرباعي التي استضافته مدينة جدة السعودية أخيراً، لوضع خارطة طريق لحل الأزمة في اليمن، وقد تستكمل اجتماعات الأممالمتحدة الأفكار التي طرحت للمساهمة في حل الأزمة اليمنية وردع تحركات الحوثيين في البلاد. وقال سفير مصر الأسبق في الإمارات فخري عثمان، إن الاجتماع الرباعي الذي عقد بين وزراء خارجية السعودية والإماراتوالولاياتالمتحدة وبريطانيا في جدة أخيراً، قد يكون بداية لاجتماعات أخرى مرتقبة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الأفكار المرتبطة بهذا الاجتماع، وما يمكن أن تؤدي إليه في نهاية المطاف لحل الأزمة في اليمن. وأوضح السفير فخري عثمان في تصريحات ل24، أن الدول المعنية بالأزمة اليمنية، ومن بينها الإمارات ومصر والسعودية والولاياتالمتحدة، قد تجري اجتماعات وتوجه دعوات مباشرة للجانب الإيراني بضرورة وقف الدعم لعناصر الحوثيين، والتوقف عن نشر الفوضى والعنف في المنطقة. وأشار السفير المصري الأسبق في الإمارات، إلى أن الاجتماعات المرتقبة ستكشف عن خطوات جديدة بشأن الملف اليمني وقد تغير المسار تماماً، وينتج عن ذلك حل للأزمة اليمنية، حيث هناك توقعات بتعيين قيادات جديدة بالتوافق بين الأطراف المتصارعة في اليمن، مقابل تقديم تنازلات من الأطراف الأخرى بما يدعم الحل السياسي في تلك الأزمة. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة لقاءات واجتماعات مكثفة بين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبين الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل طرح كافة المبادرات التي يمكن تنفيذها الفترة المقبلة. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد محادثات جدة الرباعية الأخيرة، إن الولاياتالمتحدة ودول الخليج والأممالمتحدة، وافقوا على مبادرة لمحاولة جديدة للسلام في اليمن، وأوضح كيري أن "المحادثات الجديدة تهدف إلى محاولة التوصل إلى مقترح لانسحاب الحوثيين من المدن التي يسيطرون عليها منذ 2014 ومحاولة الاتفاق على حكومة تشمل الأطراف المتنازعة".