كنت في الأمس لا أقبل " العيش " أو حتى " الاستقرار " لثانية واحدة في " وطن " يفتقر لأقصى مقومات و متطلبات " الحياة " .. لكن الأن وأنا في أجمل أيام عمري و سنوات شبابي تحديدا , يراودني هاجس " الانتماء " و " حب الوطن " لدرجة أن أقضي حياتي بأكملها لخدمة موطني و مسقط رأسي " عدن / اليمن " .. فعار عليا أن أموث وأنا لم أقدم أي خدمة وطنية لهذا " البلد " الذي احتضنني منذ عام 1996 الى 2016 .. لأننا لو جميعنا أقدمنا على قرار " الهجرة " ووضع مفاتيح منازلنا تحت " السجاد " الخارجي لشرفة المنزل , لمن سنترك أرض أجدادنا " العريقة " بعد ذلك .. " للحوثيون " أم " العفاشيون " ........................................................................................................................ يؤسفني جدا أن أرى محبوبتي " عدن " تلامس خط الصفر في انتشار الممنوعات والمخدرات بأنواعها المختلفة , في الشغب, البلطجة , و البربرية , في الاحتيال و السرقة , في حمل السلاح من دون تصريح شرعي أو حتى قانوني, أما في الفقر, الجوع , البطالة , الأمية , والإرهاب نحن نلامس خط ال " -1 " وليس " الصفر " .. يؤسفني جدا أن أرى مسقط رأسي " الجميل " تحت أكوام من " التراب " و " القاذورات " منذ " آذار " من العام الماضي .. يؤسفني جدا أن أرى " الوطن " ينزف بالدماء قبل الدموع .. وما يكاد يفطر قلبي هو أننا قاعدين ومكتوفين الأيدي , ننتظر" للمعونات الغذائية " وكأن " الجنوب العربي " عبارة عن صحراء قاحلة لا يتوفر فيها غير أشجار " القات " اللعينة " كغذاء " .. ننتظر " للنفط و البترول " وكأن القطاعات والإنتاج النفطي الذي يتصدر من قطاع المسيلة في " حضرموت " و ميناء بلحاف النفطي في " شبوه " يتدفق و يتصدر منهم " النبيذ الأحمر " لا " مشتقات النفط " و " الغاز الطبيعي " .. ننتظر " لإيراداتنا و رواتبنا الشهرية " التي تكون غالبا تحت رحمة محاسب مصرفي و مالي يفتقر للأخلاق الأكاديمية و شرف المهنة وكأن الدولة تمن على المواطنين بهذا المبلغ " الضئيل " الذي لا يسد جوع ولا حتى يقوم بتوفير مأوى لمواطن أهدى عمره بأكمله لخدمة لقبه " الوظيفي " .. ننتظر لدولة " الأمارات " الرائعة لتقوم بتعمير و أنشاء وحدات سكنية وكأن جامعات " عدن " تنجب و تخرج سنويا جنود في " الحزام الأمني " لا " مهندسين في قسم " المعمار و المدني " .. ننتظر " للكهرباء " التي أنقصت من أعمارنا أكثر مما تنتظر الأم جنينها " الأول " لتفطمه من لبن " الجمود " وكأن محطة " الحسوة " الكهرو حرارية تولد بخار الماء لا الكهرباء .. وما يكاد أن يرفع ضغط وريدي" الأيسر " هو أننا سعيدون للغاية من هذا الواقع " المؤلم " وكأننا " لاجئون " أو بأدق المعنى مهاجرون غير" شرعيون " لا السكان الأصليون لهذا البلد.. . . الى متى ............................................................................................................ سنظل نتسلق " الحضيض ".. الى متى سنظل على حافة " الطريق " و " قاع المحيط " وكأنهما الأماكن الوحيدة التي تليق بنا كأبناء " اليمن الجنوبي " .. الى متى سنظل نحن " العرب " عامة و سكان مدينة " عين اليمن " خاصة " قدريون " لدرجة تكاد أن لا تطاق .. لماذا نحن دوما نكتفي " بالدعاء " و الانتظار لحدوث المعجزات " الإلهية " , لماذا نحن لسنا كبلدان " شرق أسيا " نواجه و ننتصر على الفيضانات , الزلازل , والبراكين يوميا وكأنه لم يحدث شيئا قطا في " الأمس " , تسقط الأبراج في " اليوم " و تعمر في " الغد " أكثر " الهندسيات " اتقانا , أعمارا , وجمالا ..
متى سوف نؤمن و نيقن بأن " اليد الذي تنهض و تزهر .. أقدس من الشفاه التي تدعي و تصلي " للوطن " ".