هل كان مصادفة يا ترى أن تموت تلك الضمائر فجأة ؟؟!!! لا !. بل كانت تستعد لذلك الموت وأعلنت عنه بعد أن تقاضت ريالات ودراهم معدودة ، بعد أن تناولت الكيك وشارب "شاني " الغازي في مداخل ومخارج القاعة . تحول ملحوظ وفرق بين الماضي والحاضر فقط ب" بسكويت أبو ولد -إلى كيك الأغبري ، وحليب يماني - إلى شراب شاني " عذراً أيتها الأرض ، التي ترمي كل أثوابها القديمة ويعيد لها أبنائها تلك الأثواب ليلبسوها وهي مجبرة ومكتوباً عليها أن تكون كشهر آذار" مارس"، شهر التغير والتحولات ، ليمضي آذار ويلحق به نيسان و أيّار وحزيران و تمّوز ويأتي أيلول الرقص والغناء على أنغام أيوب بصوت امل كعدل وصفقات بن دغر ورقصة مارم وحماية أبناء الوطن لذلك الحفل السبتمبري . رحل الشهداء حاملين أحلامهم و طموحاتهم النبيلة والإنسانية، فلا عادوا إلى الوطن، و لا الوطن عاد إلى أهله ، الوطن ما لم نمتلكه يومًا، أو ما فقدناه قبل أن نمتلكه. إذا كان ما يحدث للوطن سياسية وقدراً بيد أشخاص، فقد مللت هذا القدر وضقت من هذا الوطن . أفكر أحيانًا في نوبة يأس عابرة ماذا لو تنازلنا لهم عن كل شيء حتى أعراضنا اليس سياسية ؟؟!!! اليس رسائل تطمين للخارج والداخل والطالع والنازل ؟؟!! في الساعات المتأخرة تلقيت اتصال من أحدهم اتصالاً يخبرني فيه عن نية الحكومة إقامة حفل في أحد الفنادق بالمدينة ، أاستغربت من حديثة وقلت له ممازحاً : يا أستاذ "س ص ع " تخبرني في هذه الساعة ونحن الآن بتاريخ 27 سبتمبر لماذا لم يعملوه بالأمس رد ضاحكا بشدة بالأمس أخذنا إجازة رسمية بمناسبة سبتمبر أين عايش يا أحمد ؟؟؟ .غدا الاحتفال في فندق كورال هل ستأتي ؟ أصابتني الحمية وقلت لن يمروا والكلام مجرد استفزاز لا أكثر ، دخلت في مجموعات " الواتس آب " المختلفة التي تجمع نخبة وعامة وسياسيين وإعلاميين ومقاومة ومغتربين والخ . وجدتهم جميعا يهتفون بالوطن ولن يمروا ، ومن ثم مجموعة تضم عدة قادة مقاومة تواصلنا معهم وقالوا لن يمروا نحن أصحاب الأرض وسنتحرك بإطقمنا وهكذا بعث لنا الجميع من كنا نعول عليهم رسالة نصها «لن يمروا اننا بجانب الفندق وسنمنع بن دغر وأياً كان لن يستفزونا بدماء شهدائنا» أطمئنت من ذلك ونمت بسلام وصحيت وقد تغير الزمان والبشر ومات الوطن وشيع مع أبنائه الشهداء وحيدا دون أن يمشي أحداً في جنازته كل ذلك بصمت، نعم أكتشفنا في الصباح أنهم جميعاً في حماية الحفل ويتناولون الكيك ويتهامسون بصمت على " الصرفة " . أصبت حينها بالوجع لكنني أدركت حينها بإن آبار نفسي تمتلئ، والبدوي في داخلي يرق، ويشف، ويتحضّر ويدرك أن الوطن ليس لنا فيه سوأ سماء وريح فقط .