وأنت تقرأ هذه العبارة في المساء وفي لحظة شغلك بالكتب تطمع بالنجاح والتفوق ، أن يكون لك هذا الامتحان مبعث عزة وفخراتقف في ليلته بتلك اليدين المبللة بالعرق والضوء الخافت يتبعه نظرك بين السطور خوفا من نسيا معلومة أو تجاهلها وعلى أمل الانتظار بساعة من الكهرباء تخفف من وطأة الحر في صيف عدن ولتعود بروح أخرى متجددةهنا .. وحين يستصعب النوم تستمر ساعات السهر تارة بين الكتب وأخرى تخرج فيها تبحث عن نفس .. وعلى موعد الصباح وانت تتجه بقديمك إلى قاعة الامتحان في حضن كليتك تدخل بحيوية الطالب المجتهد والمتفائل تستلم ورقة الأسئلة وتبدأ في لحظة الحل دون توقف فتنطفئ الكهرباء .. هنا يتاسبق مداد القلم مع قطرات العرق على تلك الورقة وتقول في نفسك ماعسى ذلك الدكتور يفعل بي وقد شاهت ملامح بعض الأجوبة ؟! أتراه يقدر هذا الوضع المزري الذي لم يجد فيه طالب العلم ساعتي امتحانه كهرباء مستمرة ؟!
ومع ذلك تذكر بعاطفته أن هناك أيضا من ينتظر هذه الساعة من أسر وأطفال لتخفف عنهم بعض مابهم ..
أي بؤس هذا الذي فيه تتمنى ان تقنع المسؤول فقط ومن بيده القدرة على تحسين الوضع أننا لسنا بحاجة شيء بقدر احتياجنا لأبسط مقومات الحياة من أمن وكهرباء .. حقا .. وانت ترى كل مساء وفي عتمة الليل وابل الرصاص وأعيرة النار هدية مغلفة برائحة البارود ممن يرون أن فرحة عرسهم لا تكتمل إلا بهذا الصخب والفوضى ! الكهرباء والأمن أصبحا حلما نتمنى أن نراه حقا غير مسلوب -
ألا ليت كاتب العبارة يعلم فقط أن الطالب لم يهن ولم يخذل في فهمه الإجابة لكن الخذلان بعينه كان في ساعة امتحانه وهو ثمرة عامه وجهده بحثه للنور والهواء فلا يجد أي منهما