للفكر الخبيث المستوطن في ذات الإنسان ونفسيته دلائل وعلامات تظهره سلوكياته وأفعاله مهما حاول إخفائه وإيهام الاخرين بعكس مايبطن,, وهذه النوعية من البشر اشد خطرا على الإنسان من أعداءه الظاهرين . هذا مانراه ونلمسه بوضوح في سلوكيات وأفعال وأقوال حكومة الشرعية التي تحاول إيهام العالم ( بوحدويتها الزائفة ) وهم في حقيقة الامر مجرد جزء من منظومة الشمال وادواته ,, جعلوا من ارض الجنوب وأبناءه وقضيته هدفا لاستفزازهم وفسادهم وعبثهم الصبياني الذي يحتاج لردع حاسم وسريع من قبل كل ابناء الجنوب ومناضليه ..
فإذا كان ابناء الجنوب ومناضليه قد أدركوا ألحكمه بكل وعي حينما تعاملوا مع الشرعية كحكومة – انتقالية مؤقتة - يعترف بها العالم ويدعمها التحالف,, فاعتراف الجنوبيين بالشرعية وحكومتها و قبلوا التحالف معها مرحليا – واستضافتهم في ارض الجنوب المحررة بدماء الشهداء وأشلاء الجرحى فذلك لايعطي تلك الحكومة اي صفة او حق للتطاول والغرور والتعالي على الجنوب وأبناءه والتأمر على قضيته وتضحياته مهما كانت الأسباب والمسببات ..
ومع ذلك هاهي الوجوه الجديدة التي فرختها لنا (الشرعية ) من أمثال مارم وجلال هادي وبن دغر وأخيرا نايف البكري .. تطل علينا بقبح افعالها الاستفزازية في زمن لم يعد لتلك الافعال معنى ولا جدوى في ضل اوضاع متردية وحكومة عاجزة عن تحيق اي شيء وشعب يبحث عن ابسط مقومات الحياة. الا ان كان الغرض فقط السخرية والانتقام من ابناء الجنوب والإصرار على العبث بتضحياتهم والرقص فوق دماء الشهداء وأشلاء الجرحى وركام الحرب والدمار . هكذا يطل علينا من مارب الوزير (بلا وزارة ) نايف البكري بنفس الاحتفالية البلهاء ..بكلماته المسمومة التي يدسها بخبث فاضح وهو يوسم تضحيات ابناء الجنوب في الضالع وعدن وحضرموت وابين وشبوة وكل بقاع الجنوب وتوصيفها توصيفا استفزازيا اخرقا باعتبارها تضحيات ( وحدوية ) تقف ضد تمزيق اليمن ووحدته ,, وهو بذلك يكمل ويؤكد ماقاله زميله ورفيق دربه (نجيب غلاب) الذي هدد وتوعد بتكبيل أيدي الجنوبيين ومنعهم من إقامة دولتهم وتحقيق استقلالهم .. فكلاهما – البكري وغلاب - من تلامذة على محسن لحمر ومن سدنة حزب الاصلاح الذي أرضعهم كراهية الجنوب وشعبه والتأمر عليه ونهب ثرواته وتدميره مثلما أرضعهم الخبث والمكر والولاء المطلق لقادته وفكره وشيوخه. .
ومابين رقص مارم وتصفيق بن دغر في القاعة المغلقة بفندق عدن يتفتق ذهن الفاسدين للعبث بحفنة من الملايين- لعل عدن ومرافقها المعدمة أولى بإنفاقها عليها - لرميها تحت اقدام نزواتهم الاحتفالية العقيمة بذكرى ثورة هجرها أهلها وطمس أهدافها وداس على رايتها أبناءها العاشقين للعبودية والتخلف وهم يتوجون – على مرئي ومسمع العالم اجمع - إمامهم الجديد وزعيمهم المفدى الذي لايفقه غير لغة الموت والدمار والاستعباد وبذلك فقد أعلنوا بفرح وابتهاج دفن الثورة والجمهورية معا ..وان كان هؤلاء الراقصون لم يرو اتلك الحقيقة في ميادين صنعاء وجبهات مارب وتعز والجوف وكل الشمال فتلك مصيبتهم اما ان كانوا يعرفونها ويصرون على تجاهلها فالمصيبة اكبر.
نعم ان الحقيقة الظاهرة اليوم تؤكد وتشي عن إصرار غريب للشرعية وحكومتها وهيئاتها العسكرية والمدنية و( ألمخضريه )- إصرار عجيب لصنع صدام مضطرب مع شعب الجنوب وهيئاته وقواه السياسية صدام يتناقض مع واقع المرحلة ومتطلباتها مهما كانت الظروف .. ذلك لان هذه الشرعية تعلن بكل صراحة انها لاتحمل طموح الجميع- كما يدعون - ولاتحمي حقوق الجميع - كما يفترض - بل هم مجرد أداة لاستمرار الفساد والمزيد من العبث وتخريب الواقع في الجنوب وطمس وإضاعة حقوقه و قضيته انهم بمعنى ادق يعلنون بكل صراحة انهم لسوا سوى استمكال لسياسة منظومة الاحتلال التي رفضها شعبنا وضحى من اجلها بالغالي والنفيس .. .. وقد آن لشعب الجنوب إعلان رفضه بشكل اشد حدة و اكثر قوه قبل فوات الاوان