هرب بن دغر وفريقه خلسة من عدن إلى المكلا قبل أسبوع تقريباً ؛ خوفاً من سماع هدير الاحتفال بالذكرى 53 لثورة 14 أكتوبر . في وقت لا يستطيع هو ومن معه الاحتفال بالطريقة الاستفزازية التي تعودوا عليها . وجاء إلى المكلاالمدينة فقط ، لا حضرموت متذرعا بتحسس أحوال المواطنين كما قال ، وهو حديث أفك بدون شك , ثم إن الرجل ومن معه لا يملكون من الأمر شيء . وهو انطباع عبرت عنه العامة في حضرموت قبل الخاصة . ومع ذلك فإن هناك مناطق كانت أولى بالزيارة مثل لحج , التي يعمل محافظها في ظروف قاهرة ؛ كي يعيد تطبيع الحياة في مدينة الحوطة ، التي تحملت نصيب كبير من الدمار ؛ بسبب الحرب التي شُنت على الجنوب . وهي أحوج بالزيارة كي يقدم العون لها إن كان رئيس وزراء حقاً لا صورياً . وقس الأمر على الضالع ، و محافظة أبين التي تعرضت هي الأخرى لتدمير مادي واجتماعي ممنهج لسنوات من نظام كان بن دغر أحد وجوهه ، بعد أن قام ذلك النظام بتسليمها للقاعدة .. أو الذهاب لتفقد جبهات القتال على شاكلة ما كان يفعل باحاح ، فتلك المناطق أولى بالزيارة إن كانت زيارات عمل حقاً . فالمكلا التي تذرع بزيارتها ؛ حالها من حيث الخدمات مستقرة نوعا ما ، وليست في حاجة إلى زيارته. ولكن ربما بتدخله الأعوج قد يتسبب في إرباكها . ومع ذلك فإن الراصد لزيارة بن دغر و حكومته ينكشف له بأنها زيارة سياحية بامتياز . والمحافظ كما علمنا لم يقصر بالذبح والقدح ، ووفر لهم ما طاب من العيش والشراب في فندق الأرمادا ، وتنعموا بالاستحمام في مسابحه الفسيحة ، مع تمتعهم بمشاهدة السواحل الجميلة المحاذية به . حتى زيارات بعض الوزراء لمرفق أو مرفقين ، كانت أقرب للسلام على الموظفين لا زيارات عمل، بل بعضهم لم يكلف نفسه بالذهاب لتك المرافق ، حيث اكتفى بدعوة أصحاب العنية إلى الفندق ،كما يفعل كبيرهم بن دغر ثم يتم توزيع الهرج والوعود وهكذا ، المهم في كل ذلك كان أخذ الصور وبعدئذٍ تحويله إلى خبر على قنواتهم الإعلامية . أليس هذا قمة المهزلة .. أقول ذلك لأنني على يقين بأن حكومة بن دغر حكومة صورية . لأن العمل الحكومي يتأسس عل عمل هيئات متمثلة في مجلس الوزراء ، وكذا الوزارات . وهي الأهم ، إذ يمكن للوزارة أن تؤدي وظيفتها من دون وجود الوزير ، أما العكس فهو المستحيل بعينه ، وهو ما تسير عليه حكومة بن دغر . علاوة على غياب الموازنة . وفشلهم في معالجة قضيا الحياة الأساسية في عدن من ماء وكهرباء و أجور . فأي أمل منتظر منهم ، وهي قد فشلت في أدى ألف باء من وظيفتها العامة في العاصمة . على رأي المثل من ما نفع أمه ما نفع خالته . وفي الأخير فإن جزءاً من هذا الفشل يتحمله الرئيس هادي الذي أخرج الحكومة على تلك الشاكلة ، فكان عليه اختيار رئيس وزراء يعرف كيف يمسك العصا من الوسط مع الأطراف الجنوبية المتحالفة معه ضد الانقلاب ، مع تشكل حكومة طوارئ مصغرة ، تكون بمقدورها تأسيس هيئات وزارية تعطي الحياة للحكومة . أما خلاف ذلك ، فإن الأسوأ هو القادم .