لا تختبئوا وراء الحوثي.. أمريكا تكشف عن وصول أسلحة ضخمة للمليشيات في اليمن    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    انفجار الوضع في عدن وقوات الانتقالي تخرج إلى الشوارع وتطلق النار لتفريق المظاهرات وهذا ما يحدث الآن "شاهد"    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقال تحليلي : بن دغر في عدن لإكمال صفقة الضبة

بعد أن تحررت المكلا بذات الطريقة التي تتفاجأ به سلطة الشرعية كل مرة فتعلم بعد الكل بتحولات الاوضاع في محافظات الجنوب وتظل في متلازمة آخر من يعلم في كل الشؤون العظمى التي يمر بها الناس هنا وهو الوضع الطبيعي الذي يتناسب معها ، مع اعتبارها ارفع قيادة سياسية في دولة اعتادت أن تجري وراء الأحداث لتركب الموجة وتلحق بمؤخر القطار قبل أن تغافلها التحولات ويدركها الفوت فتحل المقطورة الوطنية التي تقودها ايادي أبناء الجنوب في وضع جديد اعتادت فيه الحكومة المتلصصة أن تسرق جهود الأبطال وتضع رجلها على قمة النتائج التي يصنعها أناس آخرون .
وبهذه الشاكلة هرول الوزير الاول احمد عبيد بن دغر ثاني عطفه ليضلل الحقائق والتاريخ ويضع دمغة الاستيلاء على منجز تحرير المكلا لصالح الرئيس الذي تؤكد مصادر موثوقة انه علم بالنصر من خلال شاشة قناة العربية .
* بن دغر في المكلا لغرض في نفس يعقوب :
التفتت المكلا خلفها لترى بن دغر وهو يصل من الباب الصغير إلى ردهة الأحداث الكبيرة التي حدثت في المدينة وكانت ايادي الحكومة التي يمثلها السياسي الزائر اجنبية فيما يخص المساهمات اللوجيتسية والعسكرية التي ادت الى تحقيق التحرير ، وجعلت الحكومة الشرعية خارج سياق الحدث الذي اعتمل بأدوات لا تمت إلى حكومة الرياض باي صلة ، ومع ذلك اعتقد المواطنون أن رئيس الحكومة المعين حديثا خلفا لخالد بحاح قد عض أصابع الندم وحضر متأخرا الى ميدان الواجب وجاء ليتشارك اللحظة الجماهيرية بحدث التحرير مع المواطنين ويتحمل المسئولية تجاه الوضع الجديد بموجب مسئولياته السياسية تجاه المحافظات المحررة ، وكانت الفكرة التي تجوب مشاعر الناس في المكلا بخصوص هذه الزيارة المتاخرة تتجسد في مقولة إن يحضر بن دغر متأخرا خير من إلا يحضر وكان بن دغر يستطيع ان يستفيد من مواطن إعثار الغفران الشعبي العقيم التي تسكر وتتردى دائما في مآسي تجربة المجرب وتجديد الثقة في الخونة ، لكن قدوم الرجل من منطقة اللا علاقة بالأحداث التي كان المنطق السليم يقتضي أن يكون هو متولي زمام الحركة فيها وفقا لبنيته الوظيفية بأعتباره الرئيس التنفيذي لكل الصلاحيات الدستورية المبوبة في باب السلطة التفيذية بما في ذلك صلاحيات رئيس الجمهورية نفسها التي ينفذها أصلا عبر جهاز الحكومة ، جعلته يتصرف في حيز اللا تناغم مع لغة ومتغيرات السياسة الجديدة المنبعثة مع استحقاقات الشأن الحضرمي الجديد ويفشل في مواكبة هذا الطموح المستجد المنبني على جنوبية حضرموت وعلى الأمنيات التي عبر عنها الشارع الحضرمي في اكثر من مناسبة وانحاز بها إلى خيار التحرير والاستقلال ، لكن الوحدوي الزائر يتمسح بتلك اللغة التي جاوزها الزمن وتتحدث عن الواحدية التي تتنافر مع معطيات الواقع المعاش حيث أصبح السيف والبارود ونزعة الذاتية والانعتاق فارقا فولاذيا بين بيئة المدينة التي يزورها بن دغر وبين لغته الوحدوية التي تترنح في فمه بنفس الخطوط الهزيلة التي سجلتها مخرجات الحوار الوطني في شكل إتحادي يتكون من ستة أقاليم .
فقد الصلة بإنجاز المكلا يتغذى مع مستحث نفسي جعل الوزير بن دغر يفقد الصلة بالمنطق في مطلق تصرفاته وتصريحاته ، فالوزير الأول جاء لغرض في نفس يعقوب والتقى كل القيادات المحلية والأمنية والعسكرية في حضرموت ليخبرهم عن نية الحكومة في بيع ثلاثة مليون برميل نفط مخزونة منذ سنين في صهاريج التخزين الخاصة بميناء الضبة .
هكذا أفصح "يعقوب" الحكومي عن سبب الزيارة المتأخرة في البروتكول وفي اللياقة وفي الادب ليتفاجأ الجميع بأن رئيس الحكومة الممثلة لهذا النصر المحقق ضد الإرهاب جاءت على عجل لترث ممتلكات الشعب حتى قبل أن يموت وتفرغ ذاكرته من مشهد لص جاء يسرق المدينة المشغولة بالاحتفال وهو يلبس شرعية ويعتمر مسئولية ويحمل جسد حكومة ذات سيادة .
* الإعلام يؤكد أن القيادات الوطنية في محافظة حضرموت ترفض بيع نفط الضبة :
حينما تأتي "يوم الزينة " والضجيج يملئ المكان لكي تبرم صفقة تتعلق بتسويق ثلاثة مليون ونصف المليون برميل نفط للبيع في زيارة قصيرة لم تتجاوز الثمانية وأربعين ساعة والمعنيين بالأمر منغمسون في هزج الاحتفال بالتحرير فهنا لا تقع في شرك دليل دامغ يثبت نواياك السيئة تجاه الجنوبيين بل انت تصطحب في حقيبتك عملا عدوانيا ضد مستقبل الجنوب ، وتسدد طعنة في ظهر المتطلعين إلى استعادة ثورتهم من سمادير السياسات القديمة التي قامت على نهب مقدرات الجنوب ، انت هنا لكي تجعل الجنوبيين يصحوا بعد سكرة النصر على كابوس الخزانات المبددة وضياع مايقرب من ثلاثة مليون ونص برميل بقيمة مائة وخمسون مليون دولار لا تملك أي حق فيها سوى انك جئت قبل الجميع في لحظات مبعثرة سمحت لك بأن تهتبل الظروف وتحزم أمرك تجاه عمل تملك فيه المعرفة الكاملة وكثير من التفاصيل التي جعلتك لأول مرة تسبق الجميع وتوظب اوراقك وتفوز بالسبق السيوتجاري ولكن في الطريق العكسي طريق السرقة والخيانة الفساد ومغالطة الشعوب ونهب المال العام بكل صفاقة وحقارة وقلة أدب .
لذلك كان من الطبيعي أن تقف قيادة حضرموت لهذا التصرف الذي يستهدف بنك المحافظة من الثروات المخزونة في إحدى موانئها على الساحل حيث أكدت مصادر إعلامية أن الموقف الحضرمي من خبيئة بن دغر التي اسرها في اجتماع مغلق كانت كلمة " لا " التي تعني الفيتو ضد مخططات بن دغر التي سافر لها الى المكلا ، وهنا توقفت المصادر عن إيراد تفاصيل اخرى واذيع الخبر بين الناس بان القيادة الحضرمية الوليدة قد صفعت بن دغر فيما كان يؤمله من نجاح في إقناع قيادة حضرموت ببيع نفط الضبة .
ولم يمض وقت طويل حتى بدأ هذا السيناريو ينهار بشكل دراماتيكي أمام التسريبات الجديدة التي تؤكدها دالة انتقال الصفقة إلى حيز التنفيذ ، لقد كانت الحقيقة عكس ذلك تماما ، وما تم بثه من خبر عن " لا " حضرمية كانت مجرد قناعا للحقيقة ، وتأتي في سياق تعود عليه الجنوبيون من سلوك القيادات الجنوبية الحديثة التي درجت على حب الجمع بين دور اللص والشريف في آن واحد ، حيث كشفت مصادر اعلامية ان هناك خلاف بين اعضاء الحكومة حول حصصهم من المبالغ الخاصة ببيع هذه الكمية الكبيرة من النفط، اضافة الى دخول قيادة حضرموت التي طفت على السطح مؤخرا كطرف يطالب بنصيبه الشخصي من الغنيمة .
هذا يعني أن المباحثات السرية التي عقدها بن دغر مع قيادة حضرموت الجديدة قد انصبت على كيفية تمويل الجيوب الخاوية لتلك الاسمال البشرية التي وضعت في الشهرة دون سابق تحضير أو تحضر .
* الصفقة الحقيرة تبرم وقيادات حضرموت تلتزم الصمت :
يبحث الجنوبيون دائما عن الأمير المفقود المنوط به بحسب امانيهم أن يقود القضية الجنوبية إلى حيث يظن الجنوبيون أنها المكان والمشروع والسياق الذي تتحقق به التطلعات في غد جنوبي يتخلص من بقايا الكارثة التي علقت بدولتهم منذ 1994م .
وهكذا يتجدد فارس أحلام القضية الجنوبية مع إطلالة كل شخصية استثنائية تبرز على مشهد الأحداث ويعتقد البسطاء انه المختار الذي إذن الزمان بخروجه لنصرة الحق الجنوبي وهو على ظهر جواد ابلق .
وبهذه الصيغة ترتطم الشخصية الموعودة بتلك الشخصيات الجنوبية الإشكالية التي افرزتها الأحداث الاخيرة ويتهيأ للبصر مبدئيا أنها في المقاسات والامارات والعلامات المضروبة للفرج الجنوبي المنشود الذي طال انتظاره منذ أمد .
ومن ثقب هذه الملهاة الجنوبية المزمنة أطلت شخصيات التحرير في المكلا ممثلة في الثلاثي بن بريك والبحسني وبن حبريش ، ولم يكد هذا الثلاثي ان يظهر في السطح حتى تحركت رواكد التعلق الشعبي بالخرافة ومضى الاهالي يطلون هؤلاء الأبطال المبتدأون بدهان التعظيم والوطنية ونصرة الحق الجنوبي مع ان لثلاثتهم موقف مريب من أول تحدي وطني جنوبي تجسد في السماح بتمرير جريمة الضبة ، او السكوت على تمريره وعدم اعاقته على اقل تقدير وهي الجريمة التي لن يسمح التاريخ لمرتكبيها بالمرور إلى رتبة الأبطال .
في مثل هذه الظروف التي تبرم فيها صفقة العبث في مقدرات الجنوبيين في ظل استغفال لأصحاب الملك الحقيقيين تصبح هذا الفعلة الشنيعة في حضرة قادة حضرموت المعنيين جريمة مشهودة ، وتصبح القاعدة الصحيحة التي يحاكم تحتها القواد الحضارم تاريخيا هي قاعدة لا ينسب إلى ساكت قول ولكن ينسب إلى الساكت من هؤلاء تهمة المساهمة في سرقة نفط الجنوبيين المخزن في الضبة ، فالسكوت في معرض الحاجة جريمة ، وحضور هؤلاء القادة في قلب التخطيط لسرقة مال الشعب الغائب المغيب يدعوهم إلى واجب وحيد لا مندوحة عنه أما التصدي لهذا الصنيع الشنيع وأما إذاعة خبره بصورة التشنيع عليه ودعوة الجماهير إلى الإحاطة به وافشال مراميه .
وبما أن شيء من ذلك لم يحصل وبما أن بن دغر قد حزم حقائبه للسفر إلى الخطوة الأخيرة من خطة تنفيذ العقد واتجه إلى توطئة الأمور لتكرير النفط المسروق في مصافي عدن فإن ذلك يدل بما لا يدع مجالا للشك أن الشق الحضرمي من العقد قد سار كما خطط له .
* إقالة المدير التنفيذي لشركة النفط في عدن بعد أن أصبح عقبة في طريق إتمام الصفقة :
كلمة " لا " التي سمعها بن دغر في حضرموت قبل أن يقهرها ويتهدم بها جزء من ألق شخصيات تحرير المكلا التي تقول التسريبات أنها انتكست إزاء الصفقة أن لم تكن أثرت الحياد والتزمت بالصمت ، كلمة " لا " تكررت من عدن وكانت آخر ما يريد بن دغر ومسيروه حتى قمة الحكم أن يسمعوه بعد ال "لا" الحضرمية التي غرقت في صحارى الميناء النفطي المملوك للجنرال العجوز علي محسن الأحمر ؛ ولأن الوحديون يعرفونا أكثر من أنفسنا ؛ فقد تكلم بن دغر مع قيادة حضرموت بلغة الإغراء التي تتناسب مع جو المنطقة التي يملكها سيد الإغراء السياسي الجنرال علي محسن الأحمر ، وقد كانت هذه اللغة غضة وطرية واسلوب مناسب للحديث مع أولئك الذي وصلوا إلى سدة الحكم في المكلا حديثا بجيوب مفلسة مليئة بالحصى .
وبخصوص ال "لا" العدنية التي اعترضت طريق بن دغر فقد أوضحت مصادر متطابقة ان خلافات بن دغر بالمدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية محمد العناني قد تفاقمت بعد مطالبة بن دغر بقيام شركة المصافي بتكرير نفط الضبة بحضرموت والمقدر ب 3 مليون ونصف المليون برميل على ان يباع لشركات خارجة لصالح الحكومة في الرياض .
واكد بن دغر في مطلبه للعناني على ان تقوم شركة تابعة للمتنفذ احمد العيسي بمهام النقل من حضرموت والتسويق بعد تكرير النفط الخام وهو ما رفضه العناني مؤكدا على ان الاولوية هي لتوزيع الكمية على السوق المحلية التي تعاني من أزمة خانقة في المشتقات النفطية .
المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية المتحدر من منطقة جبلية تقع على الحدود المرتفعة الفاصلة بين محافظتي ابين والبيضاء لم يكن في يوم من الايام قياديا في انتفاضة الحراك الجنوبي الشعبي الذين أصبحوا يظهرون في الإعلام أكثر مما يظهر المشاهير ونجوم الفن والسينما ، ولم يقعد في حياته ولو هينا ما في دكاكين بيع التضحية للجنوبيين من اعلى ناصية مظاهرة جماهيرية او من على قمة مهرجان ، لكن شيء من المهنية التي وضعت بصمتها على رحلة الرجل خلال البيروقراطية الحكومية والمناصب التي تقلدها فيها تركت في فمه قليل من كلمات الرفض الذي تنتصر لشرف الوظيفة وتفوق في ظروف شبيهة كثير من حالات العك الوطني الذي يسيل من جيوب مشيخة الحراك الجنوبي الذين يعجز جأشهم في مناسبات كثيرة في التماسك امام اللغة التي يستخدمها بن دغر مؤخرا وتتصل بمائة وخمسون مليون دولار اصبح لموقفهم دور كبير في تحولها الى حيز الواقع ، لكن هذا المدير الذي لم يكمل ثلاثة أشهر في منصبه كمدير تنفيذي لشركة النفط اليمنية والذي لا يحمل على ترقوته رتبة قيادي ثوري ، أو رمز ، ولم يستطع أن يفتح ذمته لكي يملأها بن دغر بدولارات نفط الضبة ، هذا الرجل يستطيع الان أن يقول " لا " المتشبعة بمقومات الشرف والضمير والتي لا تحتاج إلى خطبة في مهرجان لكي يستقوي رجل مثله على أن يلفظها في وجه رئيس حكومة جاء يتفاوض مع علي بابا وكيلا عن الأربعين حرامي .
ولأن هذا العناني قد برز إلى ميدان التحدي في إمبراطورية نجل رئيس الجمهورية النفطية التي يحمل بن دغر اظبارة نفط الضبة فيها فقد كان سهلا للغاية أن يمد رئيس الحكومة رجله لكي يسحق هذا المسئول الشريف دون ان تعرض له مخاوف أن تغضب له مظاهرة او يثأر له عصيان مدني .
* بن دغر في عدن ليضع اللمسات الأخيرة على الصفقة :
ان التنافس الناعم اللطيف بين مدينتي عدن والمكلا على شرف الحصول على لقب عاصمة الجنوب العربي يتبعثر بين أقدام الزاحفة السياسية أحمد عبيد بن دغر وهو يخترط المدينتين ويجمعهما دون قصد في محطات تنفيذ عقد بيع نفط الضبة المخزن في صهاريج هذا الميناء النفطي منذ قرابة عامين ، بن دغر يزحف إلى العقد دون أن ينفق فكرا في تحسس هذه المفارقة الشيقة التي تخطئها حراشفه وتتعامل مع الموضوع من زاوية إدارة ملف سرقة النفط الجنوبي الذي تقول التحليلات انه يتم بإشراف مباشر من نجل رئيس الجمهورية الذي يتدخل بشكل مستفز في ملفات النفط والطاقة منذ تنصيب والده رئيسا للجمهورية في العام 2012م .
ولذلك تصبح تحركات الحكومة كقطع على رقعة الشطرنج حينما تكون المسألة متصلة بإدارة الأمور العائدة إلى رغبة نجل الرئيس في المسائل المحببة لديه والتي يجمعها رابط الفيد في المجالات التي لا تتطلب سوى تفعيل اختصاصات مكتب الرئاسة في وضع الأختام على الإتفاقيات التي تسرق اختصاصات البرلمان المعطل والذي وجد المارقون بهذا التعطل الشعب فريسة سهلة كي تسرق مخازنه في تجاوز بغيض لابسط مرعيات الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد على حق الرعية ويتوعد الراعي قائلا " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .
وهنا تصغر جميع الاجرام الحكومية وتتضاءل الأوزان والمناصب ويصبح طبيعيا أن يأتي رئيس الحكومة ليقوم بدور أحد السعاة في تتميم الجريمة النفطية بحق الشعب وتهيئة الامور وتوسيع مسرح الجريمة لكي يمتد إلى عدن بتكرير نفط الضبة المسروق من حضرموت في مصافي عدن دون ان يفكر المجرمون في تأدية ضريبة إنسانية أو عاطفية تتمثل في أن تحصل السوق المحلية في عدن ؛ والتي تعيش في القرون الوسطى ؛ على جزء ولو طفيف من الكمية المكررة في مصافي المحافظة ؛ كل ذلك لكي يعظم المردود النقدي ؛ ويتحول كل برميل مكرر إلى قيمة ناجزة تؤول إلى جيوب المسئولين الذي اختارهم نجل الرئيس ليتشاركوا معه قفص السعد من عوائد بيع نفط المخزون في ميناء الضبة .
ان قدوم بن دغر على جلالة مقاسه - في عرف المناصب السياسية - إلى العاصمة المؤقتة عدن يستفيد ؛ لانجاح مساعيه ؛ من إرتفاع منسوب الإعتقاد الشعبي بسمو النوايا الحكومية خصوصا حينما تصدر من رئيس حكومة ، ولهذا السبب لن يستطيع النظر الشعبي العام أن يلتقط صورة الوزير الأول أحمد عبيد بن دغر وهو في قاع المساومات الدنيئة على تكرير النفط المسروق في لحاف إتفاقية غادرة تتغول الاختصاصات الدستورية وتغتال مقومات الشفافية والنزاهة والقانون .
* الاستهداف الحكومي للبنك المركزي اليمني جزء من المؤامرة وكلمة حق يراد بها باطل :
لقد نسيت الحكومة الترويج الذي مارسته في الإعلام لتلميع قرار رئيس الجمهورية "الشجاع" والتاريخي حد وصفها والمتضمن التوجيه الى محافظ البنك المركزي بن همام بالعودة على عجل إلى مدينة صنعاء لإدارة موضوع العملة والحفاظ على السياسة المالية التي يمارسها البنك المركزي حماية للإقتصاد اليمني .
وحينما عرض للحكومة في عقد سرقة النفط من ميناء الضبة أن النصوص القانونية الأمرة التي تلزم الحكومة بتوريد عوائد بيع النفط إلى حسابات الحكومة لدى البنك المركزي في صنعاء حينما عرض لها هذا السياق القانوني في شكل عقبة تحول دون الاستئثار بمبلغ 150 مليون دولار هو قيمة بيع الخام في ميناء الضبة لشركة آسيوية من جنوب شرق آسيا ، تناست هذه الحكومة سريعا مفعول فروسية الرئيس تجاه موضوع العملة وقررت أن تهاجم مصداقية البنك لكي تتحرر من آخر القيود الدستورية التي تقف امام المخطط بعد ان ساعدتها الظروف على تخطي مجلس النواب وتغول اختصاصاته في شان إبرام العقود التي يترتب عليها التزامات مالية تتحملها الخزينة العامة للدولة .
ولا غرابة بعد ذلك في أن يكون أول قرار متخذ في زيارة بن دغر الخادعة في مدينة عدن أن يكون التوجيه بوقف تحويلات المرافق الحكومية في عدن إلى حسابات البنك المركزي في صنعاء .
بن دغر يعرف أن هذا القرار هو كلمة حق يراد بها مائة وخمسين مليون دولار باطل هو قيمة بيع صفقة الضبة وقيمة استهبال المزاج الشعبي لكي يهتاج في اتجاهات التماهي مع قرار الحكومة الاخير ودعم دعايتها المقرضة ضد البنك المركزي في صنعاء مع أنه يعلم أن البنك يعمل وفقا لتوجيهات رئيسه عبدربه منصور هادي الذي داوم الحديث على اهتمامه بموضوع الاقتصاد عبر إدارة البنك الذي أصر أن تعود إلى صنعاء لتخفيف آثار الحرب على العملة .
الى ذلك فقد كشفت مصادر يمنية في الرياض الاسباب الحقيقية لمعاودة حكومة بن دغر هجومها الحاد مؤخرا على البنك المركزي اليمني وتكرار اسطوانتها التي تتحدث بان هناك تدخل في عمله وفي استقلاليته ، وعمدت حكومة بن دغر في اطار الصراع مع الحوثيين الى دفع اجنحتها الاعلامية الى تبني هذا الخطاب وتضخيم ما يجري في سعر الصرف من تقلبات هي مسئولة اصلا عن تدهوره بإعتبارها الحكومة الشرعية المسئولة أمام الشعب .
وأكدت المصادر التي اشترطت عدم ذكر هويتها أن حكومة الرياض تحاول التنصل من جانبها بمثل هذه الشائعات، لنهب الموارد والاستيلاء على المبالغ المفترض توريدها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها الى حساب البنك المركزي، باعتباره جهة اقتصادية مهنية وحيادية، بمعرفة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي يضغط بقوة للابقاء على ممارسة مهامه بشكل مستقل عن الاطراف المتصارعة .
وكانت الماكينة الاعلامية لحكومة الرياض قد عاودت بث اخبارها بشان السوق المصرفية والبنك المركزي، وقدم وزير المالية في حكومة الرياض في وقت سابق تقرير يتهم البنك بعدم الحيادية، وضمنه جملة ادعاءات معادية للبنك لم يستطع اثباتها حتى الآن .
إن تحرير عدن وبقية محافظات الجنوب من ربقة الخضوع للبنك المركزي في صنعاء والذي تسيطر عليه قوى سياسية لا تؤمن بحق الجنوبيين في تقرير المصير كان وسيظل مطلبا شعبيا ضروريا يتوازى مع نتائج حرب تحرير الجنوب التي تفتقر إلى تحرير المؤسسات الحكومية الجنوبية وإقامة دورة اقتصادية مالية جنوبية حرة تتجنب الخضوع للأجهزة المالية والاقتصادية التي تمثل شكل الوحدة الاندماجية في صنعاء .
ولكن أن يصدر هذا الكلام من الحكومة التي تعتبر آخر المؤسسات الوحدوية في اليمن والتي حرصت على ديمومة العمل في مؤسسة البنك المركزي اليمني بل وفاخرت بأنها هي من تعمل على ديمومة عمل البنك من خلال توجيه المحافظ بن همام إلى العودة إليه بعد ان قرر الهروب الاخير من إدارة بنك أعتقد لوهلة أنه يمثل الانقلابيين على شرعية الحكومة التي امرته بالعودة إليه مجددا .
إن يأتي التشنيع على عمل البنك المركزي من قبل راعي صفقة الضبة في هذا التوقيت بالذات فهنا علينا التأكيد على ان تصريحات بن دغر المعادية للبنك المركزي في صنعاء تأتي في سياق لي أذرع الجهات الحاكمة في صنعاء لكي ترعوي وتنصاع وتترك صفقة الضبة تمضي إلى الجيوب المتلهفة في الرياض دون أن يتدخل البنك ويعترض طريق الصفقة بالمطالبة بتوريد قيمة بنك النفط إلى حسابات الحكومة لدى هذا البنك .
* " رمضان فوق البركان " :
جاء في الأثر أن نارا تخرج من قعر عدن آخر الزمان وتسوق الناس إلى أرض المحشر .
يبدو أن هذه النار لن تخلق وقت البعث بل هي موجود حاليا تستعر تحت المدينة وتتبخر الى السطح في فصل الصيف في صورة زخات وابخرة من تحت الأرض تتحول الى موجات حرارية خانقة تجوب المدينة التي تعيش بين الجبل والساحل .
ويأتي شهر رمضان ليستوي على ظهر البركان العدني ليضيف اعباءا إنسانية اضافية على سكان المدينة المحاصرون بسياسة إدارة الأزمات في أعقد المواضيع ذات الحاجة والمتعلقة بالكهرباء ومشتقات النفط .
بن دغر في عدن وفوق البركان لكنه يعتصم من الهلاك بحزمة الالاعيب السياسية التي تفننت سلطة الشرعية في تجنب رزاياها بفضل المحاكمة الشعبية الدائمة التي تجعل هذه السلطة في ذيل قائمة المتهمين بتدهور الاوضاع كل مرة .
بن دغر هنا فوق البركان وربما يحمل رتوش موضعية للازمة المعيشية الخانقة في المدينة لكن المفاتيح التي يحملها قد في تفلح في حل ازمتي الكهرباء ومشتقات النفط وقد لا تفلح ، لا يهم ، فهذا السياسي الحذر لا خوف عليه من غضبة الشعب العدني فالشعب هنا يغضب في الإتجاه الآخر ورئيس الحكومة والمسئول المباشر عن توفير الخدمات للمواطنين يأتي في رمضان ليعيش في بركان عدن وهو يخادعها كما خدع المكلا من قبل ، فالرجل اتى في مهمة شخصية خاصة تتصل بوضع اللمسات الأخيرة هنا على تكرير النفط المباع الى شركة اسيوية لصالح الحكومة القابعة في الفنادق والشاليهات .
ولن يتورع هذا الرجل الذي وجد نفسه فجأة في وارد الاستيلاء على ملايين الدولارات في أن يستعمل التقية السياسية ويحمي حقيقة غرضه من زيارة عدن في كثير من اللقاءات والاجتماعات والنشاطات والفعاليات الرسمية التي سيعتقد المواطن البسيط في عدن أنها تعقد من اجله ومن أجل راحته ورفاهيته وإسعاده .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.