يتناول الكثير من الناس اخبار معركة صعدة التي انطلقت بدعم مباشر من التحالف مطلع الشهر الجاري , يتحدثون عن انتصارات متتاليه بدأت بتحرير منفذ البقع , تلتها السيطرة على مهبط الطائرات ومن ثم سقوط موقع اللواء 101 على اطراف كتاف اكبر مديريات صعدة . لكن السؤال الذي يضع نفسه في خضم هذه النشوة التي غزت قلوب معظم الناس وجعلت جل حديثهم عن انتصارات صعدة . هل ستستمر هذه الانتصارات حتى تطهير كامل صعدة والقضاء على التمرد الحوثي ؟ في نظري الحديث عن تحرير البقع وكتاف يشكل اقل من الواحد بالمائة من طبيعة المعركة الحقيقية من ناحية الخطورة والقوة وحجم التصدي الذي سيواجه القوات التي ستتقدم ، هذا لو افترضنا ان هناك معركة حقيقية في طريقها للوقوع في أرض الحوثية , فالبقع وكتاف تعتبران مناطق حدودية صحراوية لن يصعب تحريرها وتامينها على كتيبة واحدة مسنودة بغطاء جوي ولكن الحديث عن صعدة هو الحديث عن اصعب جغرافيا جبليه في اليمن قاطبه , الحديث عن صعدة هو الحديث عن سلسلة جبال دخشف ومران , رازح والملاحيط , الحديث عن صعدة هو الحديث عن أرض ابتلعت ستين الف جندي بين قتيل وجريخ بجغرافيتها فقط . فلِما كل هذا الغرور الذي تمنَّي به الشرعية لمقاتلين حديثي البكر بالحرب والعسكره حين هرعت لحشد الاف المقاتلين من عدنوابين والدس بهم في معركة سيكونون في الاخير وقود لها لتنتهي كل هذه التضحيات بتقاسم سلمي لسلطة على طاولة حوار في معركة ليست معركتهم في ضل التحرير اللامكتمل لمكيراس ، بيحان ، واجزاء من كرش ومع ذلك لا نستصعب امر تطهير هذه الأرض فلو توفرت العزيمة والقياده العسكرية الصادقة والفذه فلن يستصعب امر تحرير صعدة فحين توفرت الامكانيات العسكرية والقيادية في عام 2004 وصلت القوات العسكرية الى قاع مران منهية بذلك رأس الحوثية حسين بدر الدين الحوثي حينها. لكن وفي وقتنا الحالي أرى ان الشرعية حرصت جل الحرص على توفير القوة العسكرية مكتفية بعدد س من القوات الذين حشدتهم من ابينوعدن وتغافلت عن اهم عوامل التي قد تكون مساعدة وعلى رأسها : حرص الشرعية بتوجيه قيادة سلفية للتوجه لقيادة معركة صعدة وهي القيادة التي عبت افرادها انهم يخوضون حرب جهادية بحثة و لسنا في صدد نقاش الجانب الديني من المسألة ولكن يجب ان نتوقف امام عامل مهم وهو ان الشرعية وفرت للحوثية الحجة الكامله بأن تحشد كل مقاتليها صغيرهم وكبيرهم نساء ورجال بحجة انهم سيواجهوان الدواعش وهو ماسيعطي اهل صعدة الدافع الكبير للتحرك كلهم صوب الجبهات للدفاع عن انفسهم واهلهم وهو ما اثبتته الاحداث في اليومين الماضيه بعد ان اسرت القوات المتقدمه نساء في الجبهة يقاتلن الى جانب الرجال . غياب عامل التوجيه المعنوي والتثقيفي للمعركة الحالية والذي يعتبر اهم عامل من عوامل اي معركة خصوصا ان كنت تريد ان تحارب اناس في أرضهم , فحين يتوفر الجانب الدعائي والنفسي المطمئن للناس بان القادمين هم جند الجمهورية جاءوا ليحرروكم من التبعية المطلقة من السيد عن طريق المنشورات والنشرات الورقية كفيل لتوفير جانب محايد ولو 1 بالمئة وهذا بحد ذاته سيعتبر انجاز يضاف الى انجارات المعركة . ان اي إنتصار ستحققه القوات الجنوبيه سيعتبر احراج مباشر لقوات علي محسن والمقدشي وهو ما سيدفع الإثنان لخلق عقبات امام تلك القوات خصوصا بعد أن رفضت قيادة الجبهة اي إسناد عسكري من المقدشي الذي عرض المساعده .
العامل الاهم ان الشرعية لم تستفد ولم تخلق قنوات تواصل مع القوات والقيادات العسكرية الكبيرة التي خاضت حروب صعدة الست وعلى رأسها قيادة اللواء 119 ، واللواء 101 بل تجاهلتهم واعطت القيادة للشيخ هاشم السيد الذي لانقول في صدقة واخلاصة شيء بقدر مانقول ان خبرته العسكرية في المنطقة قد تكون صفر وقد تكون قيادته للقوات ليست الا بداية للمهلكة التي قد تمنى بها القوات في حين قررت التقدم والخوض في جغرافيا الارض اخيرا لمن كان له قلب قتال الحوثيين في ارضهم يختلف عن قتالهم في غير ارضهم التي يتسم بالجانب الهجومي اما في ارضهم فالحوثة يعتمدون على جانب اتاحة الفرصة للمهاجم للتقدم مانحين العدوا اكبر مساحة تحرك ومانحين أنفسهم اكبر عامل تحقيق لكل طلقة رصاص يطلقونها من بنادقهم . هكذا كانوا في كل حروب صعدة الست وهكذا فتكوا ب 60 الف مقاتل . فلا تغرنكم هذه الانتصارات الشكلية فليست الا بداية لنكبه يعد له الحوثيون العدة والتي ستكون موجعه ان لم تدار معركة صعدة وباسرع وقت ممكن من قبل قيادة عسكرية محنكة على علم ودراية بطبيعة الارض لأن الانتصار لن يكون الا بإيديهم والمعركة هي معركة استراتيجية بحثة ذات مدلول وتحرك عسكري قبل كل شيء