قتل عشرات من الميليشيات الانقلابية في اليمن أمس، في معارك قبالة الحدود السعودية الجنوبية وفي محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في أقصى شمال البلاد. وأفادت قناة العربية السعودية مساء أمس بمقتل عشرات من الميليشيات الانقلابية حاولوا التسلل إلى قرية الخوبة الحدودية في منطقة جازان جنوب غرب المملكة. وذكرت أن القوات السعودية قتلت العشرات من الميليشيات، بعد إفشال محاولة التسلل، في حين أكد القائد الميداني في الجيش السعودي المقدم عبدالوهاب عسيري، للتلفزيون السعودي الرسمي، أمس، أن القوات السعودية تردع بقوة «التحركات المعادية» على الحدود مع اليمن. وأضاف: «أقول للمعتدين إن مصيرهم الهلاك في حال اقترابهم من حدود المملكة» التي تقود حملة عسكرية واسعة في اليمن لإعادة وتثبيت الحكومة الشرعية بعد استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء مطلع العام الماضي. وتبنى الحوثيون أمس شن هجمات بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر على مواقع عسكرية سعودية في منطقتي جازان وعسير الجنوبيتين ، في وقت كثف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أمس غاراته على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في مناطق حدودية مع السعودية شمال محافظة صعدة. وقالت مصادر عسكرية ومحلية في صعدة إن 16 ضربة جوية للتحالف أصابت مواقع مختلفة في بلدة منبه الحدودية شمال غرب صعدة، بينما استهدفت ضربة هدفاً في بلدة باقم المجاورة والحدودية أيضاً. كما استهدفت ثلاث غارات جوية القصر الجمهوري في مدينة صعدة عاصمة المحافظة التي استولى عليها الحوثيون منتصف العام 2011. وأفادت مصادر حوثية وأخرى في المقاومة الشعبية الموالية لحكومة اليمن أمس، بأن الطيران العربي نفذ مالا يقل عن 25 غارة على مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في بلدة كتاف الواقعة شمال شرق صعدة وتشهد معارك شرسة بعد تقدم قوات يمنية من الأراضي السعودية وتحرير منفذ البقع الحدودي ومعسكر اللواء 101 ميكا في البلدة المترامية الأطراف.
وقتل 20 على الأقل من الميليشيات الانقلابية، بينهم أربعة من القيادات العسكرية الحوثية الميدانية، في المعارك العنيفة في كتاف في غضون 48 ساعة. وحسب مصادر في المقاومة اليمنية، فإن مسؤول الإعلام الحربي في الميليشيات في صعدة، العقيد أحمد الخطيب، والقياديين أبو صالح الغمري وجعفر عدلان وزيد الكبسي، لقوا مصرعهم في المواجهات الدائرة في كتاف كبرى بلدات محافظة صعدة المضطربة منذ ظهور التمرد المسلح بداية العام 2004. وأكد محافظ صعدة، هادي طرشان الوائلي، أسر العشرات من ميليشيات الانقلاب خلال معركة تحرير معسكر اللواء 101 ميكا يوم الاثنين، وقال لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبمساندة التحالف العربي وخلال تقدمها بعد تحرير منفذ وسوق البقع، كبدت ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية «خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات».
وفي سياق متصل، تواصلت المعارك بين قوات الحكومة والميليشيات الانقلابية في بعض مناطق محافظة الجوف شمال شرق اليمن. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية، إن 18 من مقاتلي الحوثي سلموا أنفسهم للجيش الوطني في بلدة المصلوب (جنوب غرب) بعد نشوب خلافات بينهم وقيادات الجماعة الانقلابية التي هددتهم بالتصفية. وأفادت هذه المصادر أيضاً بإقدام مسلحين حوثيين على إعدام مدني وإصابة آخر في منطقة حصون وسط محافظة الجوف. واستمرت المعارك المسلحة أمس بين القوات الحكومية والميليشيات الانقلابية في بلدتي صرواح ونهم شرق صنعاء، وتصدت منظومة الدفاع التابعة للتحالف العربي لصاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح في وقت متأخر ليل الاثنين الثلاثاء باتجاه مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية في شرق البلاد.
وقصفت مقاتلات التحالف في وقت مبكّر الثلاثاء تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقة حباب شرق مأرب كانت في طريقها للحوثيين في صرواح قادمة من العاصمة صنعاء. وشن الطيران العربي خلال الليل غارات على معسكري النهدين والحفا التابعين للانقلابيين في جنوب العاصمة .كما قصف الطيران العربي صباح أمس أهدافاً حوثية في منطقتي المنار وبرتان على الطريق بين صنعاء وميناء الحديدة الاستراتيجي في غرب البلاد حيث تجددت الغارات على المطار العسكري في المدينة الساحلية التي اجتاحتها الميليشيات منتصف أكتوبر العام الفائت. وأصابت ضربة جوية موقعاً للميليشيات الانقلابية في منطقك العمري الساحلية بالقرب من مضيق باب المندب جنوب غرب محافظة تعز التي تشهد نزاعاً داميا منذ أبريل 2015. وأعلن الجيش اليمني مصرع أربعة من عناصر الميليشيات وإصابة خمسة آخرين في المواجهات المتفرقة التي شهدتها مدينة تعز يوم الاثنين، وذكر أن طفلاً قتل، وأصيب خمسة مدنيين بالغين «جراء قصف الميليشيات الانقلابية المستمر على الأحياء السكنية» في المدينة.