توغل الجيش اليمني مسنوداً بطيران التحالف العربي بقيادة السعودية أمس الأربعاء 30 كيلومترا في كتاف كبرى بلدات محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين الانقلابية في أقصى شمال البلاد. وقالت القيادة العسكرية اليمنية في بيان نشر على حسابها الرسمي في موقع تويتر إن «طلائع الجيش الوطني تتقدم باتجاه صعدة» بعد أن حررت مساء الثلاثاء منفذ البقع الحدودي مع السعودية ويبعد نحو 120 كيلومترا عن مدينة صعدة عاصمة المحافظة التي كانت تضم معقلا هاماً للجماعة السلفية وسيطر عليها المتمردون الحوثيون الشيعة منتصف عام 2011. وأكد البيان العسكري أن قوات الجيش الوطني مسنودة بجماعات المقاومة الشعبية تواصل الزحف باتجاه مدينة صعدة وأنها تحقق «انتصارات كبيرة» ضد ميليشيات الحوثي والقوات المتحالفة معها. وسيطرت القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي صباح أمس الأربعاء على ثمانية مواقع في كتاف وتقدمت باتجاه معسكر اللواء 19 التابع للانقلابيين في البلدة الأكبر من حيث المساحة الجغرافية في صعدة. واستحدث الجيش اليمني نقاط تفتيش عسكرية في المواقع المحررة ورفع العلم الوطني في تلك المواقع ومنفذ البقع الحدودي الذي تم تحريره خلال ساعات في عملية عسكرية خاطفة انطلقت من داخل السعودية. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن القوات الحكومية وأنصارها سيطرت على منفذ البقع «الذي كانت تسيطر عليه مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية».
ويقود العميد هشام السيد قوات الجيش الوطني وفصائل المقاومة الجنوبية وغالبيتها التي خسرت معقلها في منطقة دماج بصعدة مطلع العام 2014 بعد شهور من المعارك والحصار الذي فرضه الحوثيون.
وقال محافظ صعدة، هادي طرشان، أمس الأربعاء، لقناة الإخبارية السعودية، «معنويات قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مرتفعة جدا وهي في تقدم مستمر»، موضحا أن الألغام التي زرعها الحوثيون في كتاف تعيق «التقدم السريع» للقوات الحكومية. وأضاف «منفذ البقع تم تحريره بالكامل.. وطلائع الجيش تتقدم عشرات الكيلومترات باتجاه مدينة صعدة»، مشيدا بالدعم والمساندة التي يقدمها التحالف العربي بقيادة السعودية لقوات الشرعية في معركتها الحالية لاستعادة محافظة صعدة.
وقصف طيران التحالف العربي مواقع للميليشيات الانقلابية في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين مع السعودية، وشن ست غارات على أهداف في بلدة التحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية غرب البلاد.كما استهدفت ضربات جوية للتحالف مواقع عسكرية لميليشيا الحوثي وصالح في بلدتي صرواح ونهم شرق صنعاء حيث تشتد المعارك على الأرض مع استمرار تقدم القوات الحكومية وجماعات المقاومة لاستعادة العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عامين. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن قوات الجيش والمقاومة مسنودة بطيران التحالف حررت صباح الأربعاء «تباب زرعان وبيت عايض وآل حداب بصرواح» على الطريق بين مأرب (شرق) والعاصمة صنعاء.
وتفقد اللواء الركن عادل القميري، قائد المنطقة العسكرية الثالثة ومركزها مدينة مأرب (شرق)، أمس الأربعاء، الخطوط الأمامية في جبهة صرواح المشتعلة منذ مطلع سبتمبر. وقال اللواء القميري خلال تفقده قوات الجيش والمقاومة المرابطة في الخطوط الأمامية «خلال الأيام القادمة سوف يستكمل الجيش مسنودا بالمقاومة وقوات التحالف عملية تحرير ما تبقى من صرواح والتقدم نحو العاصمة صنعاء»، معاهدا «الشهداء وكل الأحرار» بالمضي في «سبيل استعادة كل شبر من الوطن وإعادة مؤسساته المختطفة».
واعترضت بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ البالستية ونشرها التحالف العربي في مأرب، صاروخاً بالستياً أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه المدينة في وقت مبكّر الأربعاء. وأعلن المركز الإعلامي التابع للمقاومة في مأرب «اعتراض صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون وقوات صالح باتجاه مدينة مأرب»، موضحا أن هذا الصاروخ هو الثالث يتم اعتراضه في غضون ثلاث ساعات.