استأنفت طائرات التحالف العربي أمس، غاراتها على مواقع الميليشيات الانقلابية في العاصمة صنعاء وعدة مدن أخرى، بعد انتهاء الهدنة بشكل رسمي. وقصفت مقاتلات التحالف معسكر الحفا التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع في جنوب شرق صنعاء، وهاجمت معسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي جنوب العاصمة. كما استهدفت الغارات الجوية مواقع عسكرية في جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، وقاعدة الديلمي الجوية في شمال العاصمة.
وطال القصف الجوي مواقع للميليشيات الانقلابية في بلدتي بني حشيش ونهم شرق وشمال شرق صنعاء.
كما أغارت طائرات التحالف على مواقع للانقلابيين في بلدة صرواح آخر معاقلهم في محافظة مأرب شرق صنعاء، وهاجمت أهدافاً حوثية في بلدتي المصلوب والمتون بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد. وأصابت 3 غارات خلال الليل المطار العسكري بمدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن.
ودمرت ضربتان جويتان رادارات ومواقع عسكرية للميليشيات الانقلابية في منطقة الصليف شمال الحديدة وفي جزيرة كمران على البحر الأحمر.
واستهدفت عدد من الغارات الجوية مواقع للميليشيات في محافظتي صعدة وحجة الشماليتين على الحدود مع السعودية.
إلى ذلك، اتهمت الحكومة اليمنية والتحالف العربي الميليشيات الانقلابية بخرق الهدنة المنتهية أكثر من 1500 مرة، بحسب إحصائية صدرت خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقال محافظ صعدة، هادي طرشان الوايلي، إن الميليشيات «استغلت الهدنة في تعزيز مواقعها بالأسلحة الثقيلة والمسلحين، وترتيب صفوفها»، مشيراً إلى أن الانقلابيين قاموا بتزويد مسلحيهم في صعدة بأسلحة متنوعة بينها صواريخ ورشاشات، إضافة إلى زرع اaلمزيد من الألغام في الطرقات والأسواق ومنازل المواطنين خلال الساعات الأولى من الهدنة.
وفي السياق ذاته، أعلن الجيش اليمني مساء أمس، ضبط عبوات ومتفجرات في مواقع الميليشيات الانقلابية بمنطقة عرق الذياب في منطقة البقع، مضيفاً أن «الميليشيات الانقلابية كانت تنوي زراعة العبوات والمتفجرات في الطرقات والمؤسسات بمنطقة عرق الذياب المحررة».
وقتل مسلحون حوثيون أمس، باشتباكات مع قوات الشرعية في بلدة نهم شمال شرق صنعاء وفي هجوم بمدينة تعزجنوب غرب اليمن.
وذكر بيان صادر عن الجيش اليمني، أن قوات من الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية صدت هجوما للميليشيات الانقلابية على موقع جبل الحبيل ببلدة نهم شمال شرق العاصمة، مضيفا أن عددا من المسلحين الحوثيين المهاجمين قتلوا وجرحوا خلال الهجوم الفاشل.
كما قتل 5 مسلحين حوثيين وجرح آخرون، بهجوم لقوات الشرعية على تجمع للميليشيات في محيط القصر الجمهوري شرق مدينة تعز. حسبما أفاد الجيش اليمني على حسابه في تويتر.
وقمع الانقلابيون الحوثيون بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع أمس، احتجاجا داخل السجن المركزي بالعاصمة صنعاء ما أسفر عن سقوط جرحى إصابة بعضهم حرجة.
وقال مصدر أمني بالسجن المركزي في صنعاء ل «الاتحاد»، إن قوات أمنية تابعة للحوثيين قمعت صباح أمس، عشرات السجناء كانوا يحتجون على استمرار احتجازهم منذ عام من دون استكمال إجراءات التحقيق أو إحالتهم للقضاء.
وأضاف «بدأ السجناء منذ شهور بالاحتجاج وأقاموا خياما في الفناء الداخلي للسجن للمطالبة بالبت في قضاياهم التي تعثر النظر فيها بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد»، مشيراً إلى أن الحوثيين استدعوا صباح أمس قوة أمنية متخصصة في مكافحة الشغب قامت بفض اعتصام السجناء وإحراق خيامهم وإجبارهم على العودة إلى زنازينهم.
وأوضح أن أفراد القوة الأمنية لجأوا إلى إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لإنهاء الاحتجاج، مؤكدا وقوع العديد من الإصابات في صفوف السجناء المحتجين حالة بعضهم حرجة. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من ساحة السجن المركزي شمال العاصمة.
وأفادت مصادر إعلامية أخرى ب «سقوط قتلى وجرحى أثناء قمع احتجاجات في السجن المركزي».
وفي سياق منفصل، قال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، إن «الميليشيات الانقلابية تعمدت إفشال الهدنة وهو ما يزيد قناعة قيادتنا السياسية والعسكرية بعدم جديتها في قبول السلام والاستعداد لوقف إطلاق النار ويؤكد تعنتها واستمرارها في الحرب وعجزها عن توفير متطلبات الشعب».
وأضاف المقدشي خلال احتفال بمناسبة تخريج كتيبة الصاعقة باللواء 141، «أن الجميع شاهد خروقات المليشيات المتكررة وعدم التزامها بكل هدنة من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية على الأحياء السكنية في مدينة مأرب والقصف العشوائي الذي طال المدنيين بتعز، فضلاً على استهداف مواقع الجيش في أكثر من جبهة».