أعادت صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية الاثنين نشر تقريراً صحفيا عن الاحتجاجات المناوئة للرئيس صالح في اليمن بعد يومين من نشره في "عدن الغد"حصريا بقلم سكرتير التحرير في الموقع. ويتحدث التقرير الصحفي عن انطباعات الكتاب والاديب "ياسر عبد الباقي " عن زيارته إلى ساحة احتجاجات مركزية في العاصمة اليمنية صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة برحيل الرئيس صالح عن الحكم .
وعنون التقرير المنشور في "عدن الغد" بعنوان " وجوه مبتسمة في ساحات الحرية والتغيير" وقال فيه عبدالباقي :" قبل أكثر شهر من كتابة هذا المقال , كنت في العاصمة صنعاء ، أمضيت فيها خمسون يوما وأنا أتجول في ساحة الحرية والتغيير, حيث تنتصب فيها الكثير من الخيم, الكبيرة والصغيرة الحمراء والصفراء , تستقبلك يافطة كبيرة كتب فيها " أهلا بك في كيلو متر مربع حرية ".
الشارع الرئيسي الذي كان يؤدي بي إلى الجامعة والشوارع الفرعية مغلقة .. عند مدخل كل حارة يتم تفتيشنا من قبل شباب التغيير , الشارع من بدايته إلى نهايته مزدحم بالمارة . نساء ورجال وأطفال , يلتفتون إلى كامرتي ويشيرون لي بالنصر , وأحيان يصرخون : ارحل.
ويتابع عبدالباقي في تقريره بالقول :" ساحة التحرير في صنعاء ليست مجرد ساحة للغضب على النظام , أنها أيضا ساحة للتعارف , والفن والأدب , ساحة للبيع والشراء , ساحة للطعام , وبيع الصور والميداليات. ويضيف :" من حين إلى أخر يمر من أمامي مجموعه رجال القبائل وهم يغنون بصوت عال متناغم .
" حتما سنموت .. فلماذا الخوف " هي عبارة كتبت في ذرع احد المصابين التقيت به ممدد في أرضية مسجد الجامعة .. قال لي وهو يشهر لي ذراعه : لماذا نخاف .. أذا الموت بآمر الله. يحدثني صيدلي غاضبا ومجهدا في المستشفى الميداني, بان وزير الصحة قد أرسل لهم أدوية منتهية الصلاحية أو أدوية لمنع الحمل ... كان الصيدلي الشاب غاضب جدا.. أنهى حديثه معي قائلا: ماذا نفعل لأدوية منع الحمل!. أوقفني شابا نحيل الجسد , علق على قميصه ورقة صغير كتب فيها " مسعف ".
راح يحدق نحو عدسة كايمرتي , تحدث إلي بلكنة سريعة بأنه أسعف الكثير من الشباب المعتصمين في ساحة التغيير, وان الرصاص الذي أطلق عليهم في أحداث يوم الجمعة الدامية كانت موجهة نحو الرأس و الرقبة .. بدأ صوت الفتى يضعف ويتهتك , كأن شريط الأحداث السابقة تمر امامه.. لعل سيبقى هذا المسعف يتذكر صور القتلة طوال حياته .
في زاوية من ساحة التغيير , يمسك ابن المدينة احمد العسيري جيثاره , بينما يلتف حوله شباب القبائل وبصورة مدهشة كانوا يرددون خلفه أغنيته الظريفة : أنا جالس جالس / حتى يسقط النظام / وإنا رايح جم الجامع حتى يسقط النظام / زبادي .. زبادي حتى يسقظ النظام / لحمه .. لحمه حتى يسقط النظام.
وتمكن "عدن الغد" خلال اشهر فقط منذ ان تم تدشين العمل فيه من ان يكون احد ابرز مصادر الأخبار للأحداث في جنوب اليمن وعدد من المحافظات اليمنية الأخرى .
للإطلاع على نص التقرير منشوراً في "عدن الغد" إضغط هنا للإطلاع على نص التقرير منشوراً في صحيفة "النيويورك تايمز" إضغط هنا