يوم أمس في الجلسة الخاصة باليمن لمجلس الأمن كانت مثل من يدس السم في العسل تماما و جأت بعيدة كل البعد عن معطيات العملية السياسية حيث يجب على المجتمع الدولي أن يعي المتغيرات التي أفرزتها حرب 2015م و أن لا يتعامل مع المشهد السياسي وفق معطيات عام 2012م و 2014م فالرئيس عبدربه منصور هادي أتى إلى سدة الحكم في 2012م و الجميع كان ينظر إليه بأنه الحلقة الأضعف في العملية السياسية فالجنوبيون قاطعوا حينها الإنتخابات الرئاسية و مراكز القوى التقليدية في صنعاء توافقت عليه ليكون رئيسا لمرحلة انتقالية لم ترى النور بعد . أما بعد حرب 2015م بات الأمر يختلف كثيرا عن ما قبله فمعظم الجنوبيين اليوم إن سألتهم عن الرئيس هادي سيخبرونك بأنه رئيسهم و أنه القائد الوحيد الذي قدم للجنوب و الجنوبيين الشيء الكثير الذي جعلهم يستعيدون كرامتهم على أرضهم فهم اليوم ينظرون إليه نظرة الزعيم البطل الذي بوجوده على كرسي الرئاسة استطاع الجنوبيين أن يتنفسوا الصعداء و بات لهم وطن يسيرون على أرضه . أما بالنسبة إلى الشمال فإن هناك الكثير من الحلفاء للرئيس هادي الذي بات وجوده يشكل لهم عنصر حماية و دعم و أمان بعد أن كاد القادمون من جبال مران أن يلتهموهم جميعا لولا الله و حنكة و دهاء الرجل و ذلك بشهادة خصومه قبل أصدقائه . لذلك بات وجود هادي في أي تسوية سياسية قادمة أو أي مبادرة مقدمة ضرورة ملحة على إعتبار أنه عنصر محفز و مساعد لأي إتفاقية سلام قد يتم التوصل إليها مستقبلا إذا ما أخذنا بالاعتبارت السابقة التي ذكرناها لا إزاحته من المشهد كما يحاول أن يسوق له ولد الشيخ في إحاطته المقدمة يوم أمس. لذلك فإن ما قدمه ولد الشيخ في إحاطته و إصراره أن يتبنى مجلس الأمن مبادرته و مضيه قدما في الخوض فيها على أنها طوق النجاة الوحيد لليمنيين هي في اعتقادي مضيعة للوقت و تتيح الفرصة أمام الجميع للاستمرار في مسلسل التصعيد العسكري الذي أشار إليه بأنه بدأ يشهد مزيدا من العنف في الأيام الأخيرة التي مضت و الاستمرار أيضا في المزيد من سفك الدماء. لذلك قلنا بأنها تماما كمن يدس السم في العسل و يخبرنا بأن فيه شفاء لنا و هو الموت الذي جاء على هيئة الدواء.