أسوأ ما سمعت، وما قرأت مؤخرا؛ أن يأتي جنوبي يصرح، أو يلمح بأن مبادرة المتعوس، عفوا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ كانت معقولة، والأسوأ من هذا أن يأتي من يقول بهتانا إن فخامة الأخ الرئيس هادي يمارس الابتزاز على السعودية برفض المبادرة، وذلك ليبقى هو وحكومته يرتزقون من الأخوة السعوديين !! . يا ناس عيب !! يا عيباه على الشنبات إن كانت موجودة، ولم تحلق بعد، يا عيباه على الرجولة !! يا عيباه على قيم الوفاء المحفوفة مع شنبات البعض، أيعقل أن يكون منا من لا يمانع من عودة الحوثة وحلفائهم إلينا ؟! أيعقل أن يكون منا من يستسيغ أن يدوس الحوثة بأقدامهم القذرة على رقابنا، ورقاب أهاليهم، وعلى رقاب أمهات وآباء وأبناء الشهداء ؟! أن يأتي واحد من أقذر خلق الله ويقول السيد يريد الليلة أن يتمتع بالبعيد... قد يقال هذا مجرد رأي، وكل إناء بما فيه ينضح.. أقول : إن هؤلاء يكشفون عن سوأتهم قاصدين، ودون استحياء، ولا هدف لهم سوى التخذيل، وبث الوهن في الصفوف خدمة لإيران وعملائها الحوثة، وخدمة لأعوانهم (صالح وزمرته). إن هذه المبادرة التي صاغها ولد الشيخ، قد وضعت، بل رمت بكل المرجعيات المتفق عليها (المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 2216 ) ولا هدف لها بعد فشل صاحبها الذريع مع الحوثة؛ سوى الوصول قدر المستطاع إلى رضاهم، بما أمكن من حفظ ماء وجوههم، وكسر رقبة الحكومة الشرعية، مع تكريس واقع الانقلاب على الرئيس الشرعي للبلاد. قد يقول هؤلاء إن الرئيس في المبادرة لن يمس .. نقول رئيس دون صلاحيات، بنائب هو الرئيس الفعلي .. لا شك أن الطرف الآخر في هذه المضيعة لن يقبل إلا أن يكون مضمونا، وتحت صميل صالح المخلوع التي لا ترحم حسب ما يعلم القاصي والداني، فماهي القرارات التي ستتخذ ؟!!.. أليست هي القرارات التي رفضها هادي ليلة الانقلاب ؟ . قد يقول البعض إن العصا التي يتكئ عليها صالح والحوثة ستكون بيد طرف ثالث... نقول : إن من الغباء أن يصدق المرء هراء كهذا.. إن العصا لن تذهب سوى من اليد اليمين إلى اليد اليسار، أو العكس، لكنها لن تخرج أبدا، فهذه لعبة الحاوي الذي لا يشق له غبار في الكيد والحيل . وبما أن فخامة الرئيس يعلم هذا يقينا؛ فقد جاء رده ليمثل ليس فقط قمة الحكمة التي صنعتها التجربة والعمر، بل وقمة الوفاء للشهداء، وللدماء التي سالت على ساحات المعارك في مختلف أرجاء البلاد، وقمة الوفاء كذلك لمن وقفوا معنا مناصرين بالمال، والسلاح، والرجال في زمن لا يعترف المجتمع الدولي فيه سوى بمنطق القوة والأمر الواقع ، لا كما يزعم بعض المخذلين من المرضى الذين لم يلق منهم الجنوب سوى الخذلان والخيانات والبيع. . وإذا كان البعض قد استمرأ الخضوع، وهو الآن يفرمل العزائم، وينفخ في الفتنة، وبث الريب والشكوك؛ فإن الناس في هذا البلد، وخصوصا أبناء الجنوب الأحرار أوعى من أن تمر عليهم مثل هذه الألاعيب، وقد لا تعدم أن تجد شيخا مسنا أبيا يقول لأمثال هؤلاء : زر امبلاكات يا امخام.. عر امبلاكات تحمى ..نحن كلنا اليوم عبد ربه منصور هادي، ولا خيار لنا غيره.. وحتى النصر، وحتى آخر نفس .